عيدالشهيد.. ذكرى رحيل الجنرال الذهبى

الفريق عبدالمنعم رياض.. ضرب أعظم معانى الوطنية وأروع مثل فى التضحية والفداء من أجل الوطن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كتبت : سما صالح


القادة العسكريون لا يولدون هكذا ولكنهم يصنعون، حيث تصنعهم التجربة والعلم والفرصة والثقة، وافق ذكرى احتفال مصر الاحتفال بذكرى استشهاد أحد أبطالها العظماء، وهو الفريق أول عبدالمنعم رياض «الجنرال الذهبى» فسلاماً لمن حاربو بالليل وعادو فى الصباح بالأكفان.. سلاماً لمن صانوا الحمى بالدماء وبالأرواح جادوا.. سلاماً لمن غابو عن عيوننا وعلى عرش القلوب والعقول سادو.. سلاماً أيها الشهيد طلبت لقاء الله فأحب الله لقائك.


تحتفل القوات المسلحة في التاسع من مارس كل عام بـ«يوم الشهيد»، والذي يعتبر اعتزازًا بشهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن، ويأتي الاحتفال بيوم الشهيد تزامنًا مع إحياء ذكرى الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذى كان يعد أحد أشهر العسكريين في النصف الثاني من القرن العشرين.


الفريق عبد المنعم رياض أيقونة القادة العسكريين العظماء الذين لا تزال أعمالهم تدرس حتى الآن في جميع المعاقل العسكرية بالعالم كله، فقد ضرب عبد المنعم رياض أروع معاني الوطنية بتواجده وسط جنوده في الخطوط الأمامية للقتال، واستشهد وسط الجنود في ميدان المعركة ليكون أول أكبر رتبة عسكرية في العالم تستشهد في ميدان القتال عام 1969 .. الفريق عبد المنعم رياض ضابط له مبادئ ورؤيته في الحياة العسكرية منذ تخرجه من الكلية الحربية حتى استشهاده على الجبهة، لقبه الروس بـ«الجنرال الذهبي»، بسبب أفكاره القيادية في الدورة التكتيكية التي حضرها في الأكاديمية العليا الروسية، ولد عبد المنعم  محمد رياض عبد الله في 22 أكتوبر عام 1919 فى قرية سبرباى التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، والده كان القائم قام وقتها بما يضاهي رتبة (عقيد) الآن محمد رياض قائد بلوكات طلبة الكلية الحربية، بعد إنهاء دراسته الثانوية دخل كلية الطب وفق أمنية أسرته ولكنه لم يستطع استكمال الدراسة بها وتركها ليلتحق بالكلية الحربية ويتخرج منها عام 1938 سلاح المدفعية، وشارك في الحرب العالمية الثانية عقب تخرجه وكان لا يزال برتبه ملازم ثاني في الفترة من 1941حتي1942، وكان من طليعة القوات التي شاركت في حرب فلسطين عام 1948. 


كما شارك مع سلاح المدفعية الثقيلة في ضرب قوات العدوان الثلاثي على مصر في 1956.


وحرب 67، وفى 11 يونيو تم اختياره رئيس أركان حرب القوات المسلحة ليعود إلى أرض الوطن لإعادة بناء القوات المسلحة. 
بعد ضربة العدو يوم 5 يونيو لم تتوقف المدافع والبنادق عن العمل حتى نصر أكتوبر المجيدة، فأثناء بناء القوات المسلحة خاض الفريق عبد المنعم رياض مع رجال مصر البواسل أشرس المعارك ضد العدو المتغطرس في معارك عنيفة منها معركة رأس العش وتدمير إيلات وإسقاط العديد من الطيارات الإسرائيلية بالمدافع المضادة للطائرات، استشهاد البطل وسط جنوده، وفي 5 يونيو 67 حتى 7 مارس 69، كانت العمليات العسكرية عمليات فردية للدفاع عن الأرض، ولكن هناك خطة جديدة قام بها رياض لاستنزاف العدو وهي نواة للعبور الخطة والتي تم استبدالها فيما بعد بالخطة بدر. 


وفى يوم 8 مارس 1969 حرب الاستنزاف الحقيقية بعد اكتمال حائط الصواريخ، وبدأت الجبهة المصرية الغربية بمدافعها العملاقة فى ضرب خط بارليف الحصين والنقاط الحصينة، وكانت الإصابة مباشرة والخسائر الإسرائيلية واضحة، فطلب الفريق رياض التواجد على جبهة القتال، ولكن القيادة رفضت لأن هناك خطراً كبيراً على حياته.


وأصر البطل على ذلك، وفي صباح يوم 9 مارس توجه إلى قيادة الجيش الثاني وطلب من قائده أن يكون في أول خط على الجبهة ولكن قائد الجيش وضح له خطورة الموقف لأن الخط الأول بينه وبين أقرب نقطه للعدو حوالي 250 متراً فقط، فأصر وذهب ليتابع بنفسه، ونزل إلى أحد الخنادق أمام المعدية نمرة 6 على شاطيء الإسماعيلية.


فشعر العدو بأن هناك شخصية كبيرة موجودة على الجبهة فكثفوا الضرب لتسقط دانة على موقع البطل فيسشتهد ويلقي ربه بالبدلة العسكرية في ميدان القتال ووسط جنوده في الخطوط الأمامية للقتال واستشهد الفريق ليكون لسان حال كل جندى وضابط على الجبهة الثأر السريع من العدو الغادر.  رحل الفريق عبد المنعم رياض مخلفاً وراءه أعظم معاني الوطنية وأروع مثل في التضحية والفداء من أجل الوطن الذي كرمه ليصبح يوم 9 مارس من كل عام الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم إحياءً لذكرى البطل الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض.