شد وجذب

صور مستفزة

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

عندما تنفق الدولة مليارات الجنيهات لتغيير حياة الناس للأفضل ويكون رد فعل البشر سلبيا يبقى على الدنيا السلام.. لما مجموعة من المواطنين كانوا يعيشون وسط مقالب الزبالة وتحاصرهم الأمراض والحشرات فى كل مكان وتقرر الدولة أن تتدخل وتحول جميع الترع والمصارف إلى مجارٍ مائية آدمية يجب أن تكون ردة فعل المواطنين متناسبة مع ما فعلته الدولة لتوفير بيئة صحية للمواطن.. منظر الترعة الممتلئة بأكوام الزبالة فى الجيزة بعد أن قامت الحكومة بتطهيرها وتبطينها مستفز جدا ويجعلنا لا نوجه اللوم إلا لأنفسنا على ما وصلت إليه الأوضاع فى بعض المناطق.. من المفترض أن تكون النظافة أحد أهم مكونات حياتنا.. ما يحدث فى الترع يحدث فى بعض الطرق الجديدة..

فتجد مثلا محورا جديدا أو طريقا تم افتتاحه منذ أيام تحول إلى مقلب زبالة كبير لأن السادة سائقى سيارات النقل يقومون بإلقاء مخلفات البناء ليلا على جانبى الطرق وكأنهم يبحثون عن الأماكن التى لا يوجد بها أفراد أمن مثل اللصوص.. أشكال كثيرة من الإهمال يكون بطلها المواطن ولا أعرف السبب الحقيقى لهذا الكم من الإهمال والاستهتار.. على فكرة أموال تبطين الترع ورصف الطرق هى من أموال الشعب وإجراءات النظافة والتطهير وغيرها ستكون على حساب الشعب أيضا.. نحن فى دولة قانون يا سادة وليس من حق أحد أن يتعدى على حقوق الغير ولا يجوز أن تقوم الدولة بالعمار والتنمية والتغيير ويقوم بعض المواطنين بإلقاء الزبالة فى أى مكان دون سبب حقيقى..

علموا الناس من خلال المدارس والجوامع والكنائس أن النظافة من الإيمان وأن التعدى على ممتلكات الدولة والتى هى فى الأصل ملك للشعب حرام لأننا نهدر أموالنا وندمر جهدا كبيرا بذل من أجل تغيير حياة الناس للأفضل.. هناك سلوكيات تصدر فى بعض الأوقات وتحتاج إلى قرارات أو قوانين رادعة لأن من يقوم بمثل هذه التصرفات يجب ألا يعامل بالرفق.. ليس من حق أحد أن يتعدى على حقوق الغير ومن حق أى إنسان أن يعيش فى بيئة نظيفة.. ومن يتعدى على الطرق أو الترع أو يلقى الزبالة فى أى مكان يستحق الحساب طبقا لقانون الدولة.. منظر ترعة الجيزة محبط جدا ولا يجرؤ أى مواطن أن يشوه الصورة الجميلة التى نراها فى كل ترعة يتم تبطينها إلا أن يكون عدوا للوطن..

أطالب المواطنين فى الأرياف والقرى بالمشاركة الإيجابية والحفاظ على شكل وأداء المصارف المتطورة ومساعدة الحكومة فى استكمال خطة التطوير لأننا على أبواب مرحلة حياة كريمة والتى تتطلب أن يكون المواطن شريكا حقيقيا للدولة فى تغيير الحياة ليتغير شكل مصر وتصبح دولة تليق بشعبها بدلا من أن نتسابق فى هدم وتشويه ما تقدمه الدولة من إنجازات هدفها تحسين مستوى معيشة الفرد.. وتحيا مصر.