بنتيجة «5-2»| مصر تفوز على التدخين في مباراة لم تنطلق صافرة نهايتها

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

كانت مصر إحدى أوائل الدول التي وقعت على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ عام 2003، وتم التصديق عليها في يونيو 2005، مما استدعى اتخاذ عدد من المبادرات الهامة للحد من استخدام التبغ.

وتقدم منظمة الصحة العالمية دعمها للدول الموقعة على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ؛ ومنها مصر لتنفيذ تدخلات فعالة في هذا الشأن، وفقاً لأفضل الممارسات والسياسات المسندة بالبيانات.

ترصد التبغ
وُضع النظام العالمي لترصد التبغ عام 2000، ويشمل عمل مسوح تنفذها وزارة الصحة والسكان دوريًا، حيث بدأ المسح العالمي للتبغ عند البالغين، عام 2007، ونفذته في مصر وزارة الصحة والسكان، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والمكتب القطري لمنظمة الصحة العالمية، ويعتبر مسحاً تمثيلياً منزلياً وطنياً للبالغين من عمر 15 سنة فأكثر.

وقدمت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، في أطلنطا، ومنظمة الصحة العالمية الدعم التقني، وقدم المسح العالمي للتبغ عند البالغين في مصر صحيفة الوقائع والتقرير القطري لنتائج المسح الذي جرى في مصر.

سياسات منع التدخين في الأماكن العامة
شهدت مصر للمرة الأولى عام 2007، إدخال قانون منع التدخين التام في الأماكن العامة في التشريع، بتعديل قانون رقم 52 لسنة 1981، إلى جانب قيام وزارة الصحة والسكان بدراسة مسودة أكثر شمولية؛ لتوسيع تعريف "الأماكن العامة" في الحظر لتشمل المطاعم والمقاهي.

خدمات الإقلاع عن التدخين
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن خدمات إيقاف التدخين في مصر تحتاج إلى التقوية، موضحة أنه رغم وجود بعض عيادات الإقلاع عن التدخين، أنشأتها وزارة الصحة والسكان، ممثلة في أمانة الصحة النفسية، حيث تم فتح عيادتين للإقلاع عن التدخين إحداهما داخل مستشفى العباسية والثانية داخل مستشفى المطار، ولكنهما لم يحققان النجاح المنشود، لعدة أسباب أبرزها عدم دعمها إعلاميا بالشكل الذي يوسع من دائرة وعي المستهدفين بهذه العيادات.  

التحذيرات الصحية المصورة
ووفقا لتعديلات قانون الوقاية من أثار التدخين، اتخذت مصر قرارات بحظر كتابة الشعارات الجذابة على عبوات التبغ، والمتعلقة بقلة النيكوتين أو أنها خفيفة أو ما شابه ذلك، إلى جانب وضع شعار يحذر من الآثار المدمرة للصحة العامة التي يسببها التدخين مع صورا تحذيرية تغطي على الأقل 50% من جهة العرض الأولية. 

الحظر الكامل للإعلان
فرضت مصر حظرا كليا على الإعلان عن التبغ بالقانون عام 2002 وتم توسيع مجال هذا الحظر الشامل ليشمل الدعاية في السينما، والراديو، والتلفزيون، ولكن رغم هذا الحظر الكامل على الدعاية المباشرة، إلا أن الدعاية غير المباشرة لازالت تنتشر، وبصورة رئيسية عبر تجسيد استخدام التبغ في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.

تحفظ صناع الدراما منذ صدور تعديلات قانون مكافحة التدخين في عام 2007 وحتى عام 2010 وخرجت جميع الأعمال الدرامية وخاصة التليفزيونية بلا مشاهد للتدخين، ولكن سرعان ما عادت الشاشات لتقديم الدعاية المجانية لكافة أنواع التبغ في دعوة صريحة وغير مباشرة للممارسة عادة التدخين القاتلة.

الزيادات الضريبية
اتخذت مصر نهجا جادا في استخدام السياسات السعرية والضريبية باعتبارها وسيلة فعالة في الحد من استهلاك منتجات التبغ، حيث تشكل الضريبة حالياً حوالي 59% من كلفة علبة السجائر المحلية، بينما تخضع السجائر المستوردة إلى تعريفة جمركية قدرها 85%، ونص القانون على تخصص هذه الزيادة لدعم الخدمات الصحية.

إدارة مكافحة التدخين
أقدمت مصر على تأسيس إدارة لمكافحة التدخين، صدر قرار بتشكيلها وتحديد اختصاصاتها من وزير الصحة، وفقا لقانون 154 لسنة 2007، ومنح أعضائها صفة الضبطية القانونية لفي تنفيذ القوانين الخاصة بمكافحة أضرار التدخين.

يبدو من العرض السابق أن جهود الدولة ممثلة في وزارة الصحة والسكان، ومعها المؤسسات الدولية والأهلية، الداعية للإقلاع عن التدخين، تواجه صناع التبغ ومروجيه في مباراة ساخنة، نجح خلالها الفريق الأول في تحقيق 5 أهداف، بينما مازال الفريق الثاني بزيه الأسود يحتفظ بفرصتين للبقاء على الأرض، وبث السموم في شرايين البشر؛ ما يعني أن نتيجة المباراة «5-2» والنهاية تظل معلقة والمواجهة مستمرة.