سميحة أيوب: كنت أريد أن أصبح راقصة باليه

الفنانة سميحة أيوب- أرشيفية
الفنانة سميحة أيوب- أرشيفية

كتبت: نسمة علاء

 

سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، هي من سلالة العمالقة فقد تتلمذت على يد المخرج الراحل زكي طليمات ولم تكن التلميذة التي تجتهد في تحصيل العلم ولكنها عرفت ماذا تتعلم منه.

 

علمت أن الأصالة لا تتم إلا إذا توافر لها عنصران أولهما تحويل فكرة النصوص المراد تمثيلها إلى إحساس وثانيهما استقلال الفنان وتميزه في التعبير.


اليوم هو يوم مولدها فقد ولدت في حي شبرا يوم 8 مارس 1932 تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1951، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 15 ديسمبر عام 1964.

 

اقرأ أيضًا| «كوكا».. قطعة شوكولاتة ضحت بحلمها الإنجليزي 

 

ولأن سميحة أيوب تعلمت في بدايتها في مدرسة راهبات فقد ورثت عنها الكثير من التقاليد والقيم أكملتها بإجادتها اللغة العربية الفصحى ودراسة القرآن الكريم دراسة بليغة جعلتها مكتملة المفردات أمام قسوة وجبروت المسرح، ولهذا لم تشعر أبدا بخوف أو تراجع بل كانت خشبة المسرح هي التي تخشع تحت أقدام السيدة الأولى سميحة أيوب.


تقول سميحة أيوب عن عشقها للمسرح: الحقيقة أنني لا أستطيع الحياة بدون عشقي الأزلي (المسرح) الذي هو كل تاريخي ودنيتي ومهما قدمت من أعمال جادة في الدراما التليفزيونية إلا أنها لا يمكن مقارنتها بما قدمته من تراث مسرحي على مدى سنوات فأنا أعشق خشبة المسرح بل أكثر من هذا اعتبرها واجبا وطنيا ومهمة سياسية لا يمكن التنازل عنها لأن الفنان هو ضمير الأمة والمسرح هو أبو الفنون.


وعندما تحدثت عن بدايتها قالت: إن رغبتها الأساسية كانت أن تصبح راقصة باليه ودخولها الفن جاء مصادفة وكان هذا أثناء مصاحبتها لصديقة لها ذهبت لأداء اختبارات القبول لمعهد الفنون المسرحية فتقدمت هي أيضا للمعهد لكن كطالبة مستمعة إلى أن تبلغ الـ16 عاما لتنتظم في الدراسة.

 

وصرحت في إحدى حواراتها وقالت: إنني أحب الشخصيات التي أجسد فيها امرأة قوية ومسيطرة فالناس لا تعلم أنني شخصية مستسلمة وضعيفة جدا من الداخل يؤثر في أي موقف وأحيانا كثيرة أشعر بالضعف وبالقهر ولكنني أكره أن يظهر ضعفي وأحاول أن أظهر قوية ولا أشكو الألم لأنني أحترم ألمي ومشاعري ولا استعرض ضعفي ولذلك أجد في تجسيد هذه الشخصيات متنفسا لي للتعبير عن ثورتي تجاه الواقع والتمرد على ضعفي.


تزوجت الفنانة سميحة أيوب من الفنان محسن سرحان حيث بدأ التعارف بينهما في كواليس فيلم "المتشردة" عام 1947 الذي يعتبر أول أعمالها وبالفعل تزوجت منه وأنجبت منه ابنها محمود الذي توفى عن عمر 26 عاما أثر أزمة قلبية، ولم يدوم زواجها من محسن سرحان إلا عامين.


وتفرغت للعمل حتى قابلت الفنان محمود مرسي وكشف عن حبه لها ووافقت على الزواج منه، وأنجبت ابنهما علاء وعندما خيرها مرسي بين العمل وحياتها الزوجية اختارت العمل وانتهى الزواج بينهما، وبعد ذلك شعرت بعقدة تجاه الزواج وتفرغت لحياتها المهنية ولكن عندما عملت مع سعد الدين وهبة الصحفي والكاتب المسرحي في مسرحية "السبنسة" تحركت مشاعره تجاهها وتزوجت منه وكانت العلاقة بينهما هي الأطول فقد امتدت إلى 34 عام حتى وفاته عام 1997.


وتعتبر الفنانة سميحة أيوب صاحبة أطول مسيرة فنية بعد الفنانة أمينة رزق فسنوات عملها تجاوزت 73 عاما، ومازالت تمتعنا بأعمالها المتميزة.