صحيفة لبنانية: الدولار يضع لبنان على مشارف «كارثة»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

شهد لبنان مطلع الأسبوع الحالي ارتفاع سعر الدولار الأمريكي في السوق السوداء ليخترق سعر العشرة آلاف ليرة.

وتسبب ذلك الفارق الكبير بين العملة الأمريكية والعملة المحلية اللبنانية في اندلاع احتجاجات واسعة تخللتها أعمال عنف وقطع طرق.

ووفقًا لصحيفة النهار اللبنانية، فما إن أوشك الأسبوع أن ينتهي، حتى اقترب الدولار من سقف الـ11 ألف ليرة مسجلًا سعرًا يحمل رمزية كبيرة هو 10.452 ليرة، أي مساحة لبنان وشعار الرئيس اللبناني الشهيد بشير الجميل، الأمر الذي دفع بالتحركات الاحتجاجية إلى الاشتعال بزخم واسع ومضاعف في مختلف المناطق اللبنانية. 

وأضافت الصحيفة أن الخطر الأكبر الذي يواجه لبنان ليس ارتفاع الدولار أمام الليرة فحسب، بل أن يكون الأمر يحمل خلفه مؤامرات خارجية تستغل الفراغ السياسي وعدم وجود حكومة مسيطرة مما انعكس على الوضع الاقتصادي بالسلب، أو أن تكون تلك الجهات هي من تقف خلف تعطيل تشكيل الحكومة حتى الآن.
 
وعلى خلفية الاحتجاجات، سقط 7 جرحى بعد ان اجتاحت سيارة المتظاهرين، وأوقفت الأجهزة الأمنية السائق الذي دهس المحتجّين.

ولفتت الصحيفة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب حيث وجه كلمة تضمنت مواقف شديدة التعبير عن الواقع الدراماتيكي، الذي يجتازه لبنان في محاولة جديدة منه للضغط في اتجاه تشكيل الحكومة الجديدة، والإيحاء بأن حكومة تصريف الاعمال لن تتحمل البقاء طويلا بعد الآن، منوهًا إلى أن لبنان بلغ حافة الانفجار بعد الانهيار.

وقال دياب: "والخوف من ألا يعود ممكنًا احتواء الأخطار. فهل المطلوب أن يتحلل البلد؟ وهل يستكمل تحلل الدولة بعد أن أصبحت الحلقة الأضعف؟ اللبنانيون يعانون أزمة اجتماعية خطيرة، وهي مرشحة للتفاقم إذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة لديها صلاحيات وخلفها زخم سياسي داخلي ودعم خارجي للتعامل مع هذه الأزمة. ألا يشكل مشهد التسابق على الحليب حافزًا كافيًا للتعالي على الشكليات وتدوير الزوايا من أجل تشكيل الحكومة؟

وتابع قائلًا: "لا يمكننا لوم الناس على صرختهم، بينما يدور تشكيل الحكومة في حلقة مفرغة، وبالتالي تتعمق معاناة اللبنانيين وتتراكم المشكلات الاجتماعية". 

ليس هذا فحسب، بل هدد دياب باللجوء للاعتكاف قائلا: "إذا كان الاعتكاف يساعد على تشكيل الحكومة، فأنا جاهز للجوء إليه، على الرغم من أنه يخالف قناعاتي، لأنه يؤدي إلى تعطيل كل الدولة ويضر بمصلحة اللبنانيين. من يتحمل مسؤولية هذا المسار الانحداري السريع؟ ومن يستطيع التعامل مع التداعيات الخطيرة التي ستترتب على هذا المسار؟ هل تنتظرون المزيد من الانهيار؟ المزيد من معاناة الناس؟ الفوضى؟ هل صحيح أن التسوية تحتاج إلى تسخين، وأنه لا يمكن تشكيل الحكومة على البارد؟".

ومضى يقول: "لم يعد لدى اللبنانيين القدرة على تحمل المزيد من الضغوط. ألا يستحق اللبنانيون تضحيات صغيرة من أجل مصلحة الوطن؟ ماذا سنفعل بوزير بالزايد أو وزير بالناقص إذا انهار كل البلد؟ فلنترك أوهام السلطة وطموحاتها جانبا، لأن الآتي من الأيام لا يبشر بالخير إذا بقي العناد والتحدي والمكابرة حواجز أمام تشكيل الحكومة العتيدة. لبنان بخطر شديد، واللبنانيون يدفعون ثمن الانتظار الثقيل".

اقرأ أيضًا: التظاهرات في لبنان تتواصل لليوم السادس «تواليًا» تنديدًا بالأوضاع الاقتصادية