بنات الصعيد بـ100 راجل| غادة ورحمة.. نجارتان «خمس نجوم»

 غادة و رحمة اثناء العمل بورشة النجارة
غادة و رحمة اثناء العمل بورشة النجارة

الفتاة الصعيدية أثبتت للجميع أنها قادرة على الإبداع في مختلف المجالات، وأن تحقيق أكبر الأهداف لا يتوقف على جنس أو ثقافة أو بيئة معينة، ليس هذا وحسب بل وصل الأمر إلى العالمية عندما حصد بعض فتيات الصعيد جوائز عالمية في مسابقات متعددة ومثلن مصر في مختلف دول العالم، لتتحطم الأقاويل التي روجت لها الكثير من الأعمال الدرامية القديمة التي أظهرت المرأة الصعيدية في صورة ربة منزل مطيعة لزوجها فقط ومربية فاضلة لأبنائها، إلا أن الأمر انعكس في الوقت الحالي، وخرج من محافظات الصعيد بنات تمتلئ دواخلهن بطاقة حلم وتحد لتحقيق المستحيل متسلحات بدروع ضد الإحباط والهزيمة بمختلف أشكالها.

وأكبر دليل على ذلك كليات القمة في مختلف الجامعات المصرية أصبحت ممتلئة ببنات الصعيد اللاتي تركن بلادهن وأهاليهن في طلب العلم وجعلن آبائهن يفتخرون بهن في كل مكان تطأه أقدامهن، وكأنهن يملكون 100 رجل وليس فتاة.. في هذا الملف نرصد بعض فتيات الصعيد اللاتي نجحن في إثبات أنفسهن وذاتهن بمواهبهن وتفوقهن في العلم والدراسة في جميع المجالات.

فتاتان من أسيوط بإرادة من حديد تحديتا الصعاب، وكسرتا نظرة المجتمع لعمل الفتيات، وسلكتا طريقهما الخاص بسواعد من طموح ونجاح، إنهما الصديقتان غادة عدلي أبوزيد، ورحمة سامح مصطفى، ٢١ سنة، الطالبتان في كلية تربية نوعية قسم تربية فنية بالفرقة الثانية، واللتين اقتحمتا مجال النجارة وحققتا النجاح.

بداية رحلتهما مع النجارة كانت عند دراسة مادة النجارة بالكلية والتي أحباها، وفتحت أعينهما على هذا المجال، وعن طريق الصدفة شاهدتا إعلانا على الفيس بوك عن ورشة عمل مجانية لمدة ٣ أيام فأرادتا الاشتراك بها ومعايشة التجربة بأنفسهما، وتعرفتا على أنواع الخشب وتعلمتا استخدام الآلات وبعد ذلك قامتا بصنع منتج بأنفسهما وعند النجاح به تعلقتا بمجال النجارة والأخشاب كثيرا، وبعد هذه اللحظة قررتا أن يجعلا النجارة بيزنس خاصة بهما ويتقناه. 

وأكدت الصديقتان أنهما لا ينظران للعمل بالنجارة إنها خاصة بالذكور فقط، بل أنها هواية لديهما ولابد من الاستفادة بها وتطويرها حتى قامتا بالعمل داخل ورش النجارة الكبيرة بأسيوط ويصنعان كل ما يحبانه بأنفسهما، ولكن مع كل رحلة ناجحة يوجد بها المصاعب والتحديات ومن تلك الصعوبات التي واجهتهما في البداية هي رفض أولياء أمورهما بالعمل بها خوفا من صعوبتها على البنات ومن الآلات الحادة بها، ولكن استطاعتا إقناعهم ومساعدتهما وتشجيعهما على استكمال عملهما المشرف.