بنات الصعيد بـ100 راجل | فارسات الجنوب يتخطين حواجز الخوف

فارسات الجنوب
فارسات الجنوب

مدربة: هدفنا تمكين المرأة ومواجهة العادات القديمة

التفكير خارج الصندوق سمة من سمات الدول المتقدمة، ويخلق جوا إبداعيا بالمجتمعات، يجعلها تتميز عن غيرها، وعندما نتحدث عن الإبداع في صعيد مصر والمحاط بسياج من العادات والتقاليد تأبى دخول بعض الأفكار الحديثة، ولكن بتقدم الوقت وتطور المجتمعات سمحت هذه المحافظات بدخول بعض الأنشطة الرياضية للسيدات ومنها رياضة الفروسية، لتنشأ بذلك أول مدرسة فروسية للفتيات بصعيد مصر تحديدًا بمحافظة قنا والتي خصصت للفتيات لتعلم هذه الرياضة، وابتكر هذه الفكرة شقيقان رياضيان اعتادا ممارسة الرياضة الكابتن كريم طلحة وشقيقه هاشم.

وتؤكد الكابتن مريت، ٢٦ عامًا، مدربة ركوب خيل، أن المدرسة تم إنشاؤها عام ٢٠١٩، وهي بداخل نادي قنا الرياضي، وعبارة عن اسطبل خيول تتدرب فيه فتيات الصعيد، ولاقت في البداية صعوبة وعدم اشتراك الفتيات، لعدم تقبلهن الفكرة وكذلك الأهالى الرافضون لفكرة تمرين الفتاة، ولكنها أقلبت على المدرسة وطلبت التمرين على ركوب الخيل ونظرًا لدراستها فى القاهرة والتى فرضت عليها تقبل مثل هذه الأفكار التى كانت غريبة على أبناء بيئتها، وعندما اشتركت قام كابتن بتدريبها.

وبدأت تنشر الصور الخاصة بها على مواقع التواصل الاجتماعى أثناء التمرين وركوب الخيل ما شجع العديد من الفتيات الإقبال على هذه الخطوة، وأصبحت الفكرة مألوفة لدى البعض وأقبلت فتيات عليها، وأصبحت مريت عقب اجتيازها جميع التمارين قادرة على التدريب للفتيات مما جعلها تشترك بهذا العمل.

وأضافت مريت، أن هدفهم تمكين المرأة المصرية والقضاء على العادات القديمة، كما أن الأهالي بدأت تألف الفكرة وبعد اشتراك بعض الشباب في التدريبات، اصطحبوا أشقاءهم الفتيات، وبدأ الجميع يقبل على الفكرة ووصل الأمر لاشتراك أطفال صغار في ممارسة رياضة الفروسية، فضلًا عن اشتراك بعض الأهالي مع أولادهم في التمرينات، وبالنسبة للأشخاص غير الراغبين في الاشتراك الشهري أو ليس لديهم وقت، خصصت المدرسة جولات حرة تحسب بالساعات من خلال اصطحاب الخيل خارج الإسطبل والتجول به فى شوارع المدينة، وتحسب الساعة ب ١٥٠ جنيهًا، ويمكن تجزئتها.

وأشارت المدربة إلى أن المدرسة، هدفها المقامة من أجله، كسر العادات والتقاليد وإشراك فتيات الصعيد فى الأنشطة الرياضية لا سيما رياضة الفروسية، وتغيير ثقافتهن من خلال إشراكهن فى ثقافات متعددة، وبناء اجسادهن بناءً صحيًا يحافظ عليهن، فالمحافظة على ممارسة الرياضة له عظيم الأثر فى الصحة البدنية وأيضاً الصحة النفسية، فضلًا عن هدف إحياء الرياضة فى مثل هده المحافظات.

وعن خطوات التدريب لممارسة الفروسية قالت مريت إنها تبدأ بكسر حاجز الخوف من الحصان من خلال القرب منه وكيفية التعامل معه وترويضه إلى تأهيليه وتجهيزه، والركوب السليم والجلوس الصحيح على ظهر الحصان، وكيفية النزول من على ظهره دون الوقوع أرضاً، ويتبع ذلك الجرى به والتحكم بلجام الحصان لتوجيهه، انتهاءً بنط الحواجز بالحصان وكلها خطوات تدريجية يألفها المتدرب بكثرة التمارين، ويتلقى المتدرب ٨ حصص شهريًا، بواقع حصتين أسبوعيًا تستغرق الحصة ساعة بقيمة اشتراك ٦٠٠ جنيه شهريًا.

وأوضحت مدربة الخيل، أن رياضة الفروسية تساهم فى علاج الامراض النفسية والاكتئاب والخوف، من خلال مصادقة الخيل.

ويحكي كابتن كريم طلحة صاحب النادي ومبتكر فكرة مدرسة الخيول للفتيات، أنه كان يهدف نشر وابتكار فكرة جديدة وهي إشراك الفتيات في مثل هذه الرياضة، فيما أكدت المتدربة هيا أحمد شورة طالبة بكلية طب بيطري، أنها علمت بمدرسة الخيول واشتركت فيها بمحض الصدفة، فكانت في طريقها للتدريب داخل النادي فيما يخص الدراسة، وهدفها كان التدريب على الخيول وكيفية علاجهم، لاسيما وأن الخيول تحتاج متابعة من الطبيب، وعندما علمت بهذه الفرصة التحقت بها وأقنعت والدها الاشتراك بالمدرسة.