سلامة صاحب أقدم مصبغة مصرية: نعمل بالطرق الفرعونية وبألوان الموضة

١٢٠ سنة ألوان .. حكاية «عم سلامة» صاحب أقدم مصبغة يدوية في مصر |فيديو

١٢٠ سنة الوان .. حكاية عم سلامة صاحب اقدم مصبغة يدوية فى مصر
١٢٠ سنة الوان .. حكاية عم سلامة صاحب اقدم مصبغة يدوية فى مصر

عمرها ١٢٠ سنة لازالت تعمل بالطريقة اليديوية «مصبغة عم سلامة» هكذا غنى له حكيم أغنيتة الشهيرة» ياعم سلامة متقولى فى إيه هى القيامة قامت ولا إيه؟، بالتحديد فى شارع أصلان، بمنطقة الدرب الأحمر،  عقارات ومصابغ ومحال قديمة، تحكى عن الحقبة التى عاشها أهلها، أفواج من المارة، سواءٍ كانوا يترددون على المكان للزيارة تارة، أو للاتفاق على أعمال لا تخص سوى العاملين فى تلك المنطقة تارة أخرى، فى الجهة المقابلة لجامع أصلان، توجد مصبغة الخيوط، أقدم مصبغة فى تلك المنطقة، والذى يتعدى عمرها الـ ١٢٠ عامًا ، بنيت سنة 1901 وقت حكم الخديوي عباس حلمي الثاني.

قامت بوابة أخبار اليوم بالدخول فى عالم الألوان ومعايشة فى أقدم مصبغة يديوية فى مصر ، عند وصولك المصبغة الخيوط، تجد ممر عابقًا بروائح الصبغة والألوان التى تمتزج بالخيوط، وعند نهاية الممر تجد فناء مقسم لعدة زوايا ذات حجم كبير، لا يتناسب مع ذاك الممر الضيق.

 قابلنا عم سلامة رجل كبير فى السبعينيات من عمره، وجهه ذو قسمات جميلة وإن كانت لا تخلو من الصرامة والشدة والخشونة، ويبرز فيه شارب أبيض، يستقبلك بألطف الكلام، إنه سلامة محمود سلامة، من عرب الشعارة شبين القناطر، بمحافظة القليوبية، صاحب أقدم مصبغة فى منطقة الدرب الأحمر ، وقال عم سلامة محمود صاحب المصبغة لبوابة أخبار اليوم من مواليد سنة ١٩٣٧  شبين القناطر وإن لديه 12 من الأبناء 8 بنات و4 أولاد يعملون معه وعدد أحفاده يتعدى 41 حفيدا.

وأضاف سلامة : «حضرت إلى القاهرة وعندى 8 سنين واشتغلت في كل المهن صبي حداد ومزين وقهوجي وبعدين اشتغلت صباغ تحت إيد المعلم بتاعي اللي علمني المهنة وحببني فيها قعدتي وسط الألوان خلتني أحبها حتى بطاقتي مكتوب فيها صباغ فني، أنا أجرت المصبغة دى من أيام الملك فاروق، وبعدين دخلت الجيش حاربت فى حرب اليمن وبعدين النكسة وبعدين 1973، جيت القاهرة سنة 1943، وحبى فى الألوان جعلنى أمتهن هذه المهنة، اشتغلت كذا شغلانة بس مرتحتش فيهم، ومكنوش جايبين همهم، منها مزين، وغيره، بس لاقيت نفسى فى الصباغة، وزرقها كان حلو، وربنا جبر بخاطرى».

وأشار عم سلامة، صاحب أقدم مصبغة للخيوط في مصر بالدرب الأحمر، إلى أن المصبغة عمرها ١٢٠  عاما، وأنها تعمل حتى الآن بالطرق الفرعونية، ولا يوجد ماكينات داخل المكان، ويتم عمل أي لون سواء قديم أو جديد يختاره العميل على أي نوع خيط بطريقة يدوية، لافتا إلى أنه يأتي إليه شغل من جميع الدول العربية .

ويضيف سلامة: «أهم من الشغل ظبط الشغل، وفوق كل ده، الأمانة أهم شىء، وبعدين أنا زبائنى معايا من أيام ما كنت شغال بالأجرة عند الناس، فعارفين شغل الحاج سلامة عامل إزاى، وواثقين فيه، وأنا ليّا زبائن من أول أسوان إلى أطراف الإسكندرية، وبعدين أنا حتى بناتى كانوا شغالين معايا قبل ما يتجوزوا، فى نشر المواد المصبوغة فوق السطح».

ويشير إلى أن الغلاء كان أبرز الأسباب وراء غلق معظم المصابغ، فلم يتمكنوا من مواكبة الأحداث، فسعر كيلو الصبغة بعدما كان سعره 30 جنيهًا، أصبح 260 و300 جنيهًا، وهذا دفعهم لغلق محالهم، مؤكدًا أن المهنة من الممكن أن يصيبها المرض، لكن لم ولن تموت أو تندثر، وما يقولون هذا لا يعلمون شيئا، ويريدون لفت الأنظار إليهم، فالصناعات اليدوية هذه توّرث ولا تموت أبدًا مهما طال الزمان.

وتابع عم سلامة، أنه دخل الجيش وحضر حرب اليمن و حرب 67 وحرب 73 وخرج بعدها أجر المصبغة من وزارة الأوقاف من يومها لحد النهاردة ٧٥سنة في الشغلانة دي وبحبها كإني كل يوم باشتغلها من أول وجديد وبداوي تعبي بالشغل ووقت ما أفرح اشتغل وقتي وصحتي وتفكيري للشغل وده ماتغيرش ولا يوم .

وأضاف سلامة قائلا: «الأقمشة اللي بيتم صباغتها بتبقى حرير أو قطن أو صوف ومرحلة صباغة الخيوط بتعدي على كذا مرحلة وبتختلف بإختلاف نوع النسيج بيشرحلنا عم سلامة القطن اللي بيستخدم في صناعة رباط الجزم بييجي ناشف ويتداس في الحوض في زيت الصابون الخام عشان يبقى لونه فاتح وبعدين يتحط و يتدرب على العصيان الخشب الزان لحد ما ينزّل الزيت وبعدها يدخل على صبغ الألوان في الحلة أو الغلاية اللي فيها اللون المطلوب بتيجي مرحلة إننا نعصره في العصارة وبعدها بيطلع السطح عشان ينشف ويتلم تاني يوم ويتكيس.