هل تحل «البيتكوين» محل الدولار الأمريكي؟ 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكد الكاتب بريندان جريلي، أن قيام العديد من المضاربين بشراء البيتكوين والاحتفاظ بها، لديهم دوافع تتمثل في أن العملات المشفرة ربما تحل محل البنوك، ولن تكون هناك حاجة إلى خدمات البنوك فيما يتعلق بالاحتفاظ بالأموال وتحويلها، فضلًا عن آراء البعض بشأن قدرة هذه العملة على أن تحل محل الدولار الأمريكي.

أقرأ أيضًا| خبير مصرفي يحذر من «البيتكوين».. «تتقلب أسعارها بشكل جنوني كالطماطم»

وأشار بريندان جريلي، في مقاله المنشور بفايننشال تايمز، إلي أن الاحتفاظ بأي أصل على أمل أن يصبح نقودًا هو بالتأكيد إستراتيجية استثمار طويلة الأجل، يبدو أنه في الوقت نفسه يُظهر فهمًا خاطئًا لكيفية عمل الدولار، وأن مصدر معظم النقود الحالية في الولايات المتحدة -وأي اقتصاد متطور- ليس الحكومة، بل البنوك التجارية؛ فالبنوك لا تحتفظ بالنقود أو تقوم بتحويلها فقط، بل أيضًا "تقوم بخلقها".

وأوضح المقال، أن سوء الفهم حول هذا الأمر واسع الانتشار لدرجة أن "بنك إنجلترا" أصدر في عام 2014 ورقة بعنوان "خلق النقود في الاقتصاد الحديث" لتوضيح هذا الأمر، ويقرر "البنك التجاري" تقديم القرض أولًا، ثم يقوم بزيادة الرصيد في الحساب المصرفي للمُقرض، وهذه الزيادة تمثل أموالًا ائتمانية جديدة تمامًا. فالكثير من النقود الورقية المستخدمة لأغراض مثل دفع الضرائب، هي في الواقع مجموعة قروض تنظمها الحكومات، ولكن تنتجها البنوك التجارية. وعلى مدار الزمن، تطورت طرق جديدة لتقديم القروض، ومن ثمَّ خلق أموال ائتمانية.

ويدرك المستثمرون في البيتكوين، أنه يمكن تحقيق معدلات ربحية من خلال عمليات الإقراض، فعلى سبيل المثال شركة "Prince’s BlockFi" –وهي شركة إقراض للعملات المشفرة- بصدد إطلاق بطاقة ائتمان، وهو مشروع مشترك مع شركة "Visa"، وتكافئ البطاقة عمليات الشراء باستخدام "البيتكوين"، ومع ذلك يتم دفع ثمن المشتريات بقرض استهلاكي، مثل أي بطاقة ائتمان أخرى.

وفي السياق ذاته، فإن شركة "Nexo" تقوم بإقراض النقود الورقية مقابل "البيتكوين" بنسبة 60% من القرض إلى القيمة، وهذه القروض تمثل أموالًا ائتمانية جديدة تمامًا. 

لذا، وبناءً على ما تقدم، يمكن أن تكون عملة البيتكوين، وسيلة جيدة لتعزيز أداء النظام الائتماني، في ظل إمكانية تعرض أموال الائتمان لحالات عدم الاستقرار، وتوقف البنوك عن تقديم القروض في فترة الانكماش، إلا أنه ليس من الواضح على الإطلاق كيف ستقوم "البيتكوين" بذلك، علاوة على أن وعود مقرضي البيتكوين، تشبه الوعود المقدمة من أي حزب سياسي جديد.