النجم VY CMA يقذف غيوم كبيرة من الغبار

النجم  VY CMA يقذف غيوم
النجم  VY CMA يقذف غيوم

 

يعرف علماء الفلك النجوم بأحجام مختلفة ، فهناك نجم قزم، ونجم عملاق ، ونجم فوق عملاق ثم هناك نجم عملاق اعظم، لكن في هذه الحالة نتحدث عن النجم (في واي كانيس ماجوريس - VY CMa)، فهذا النجم العملاق ألاعظم الأحمر المتضخم يبعد حوالي 4000 سنة ضوئية في كوكبة (الكلب الأكبر) و هذه الكوكبة مناسبة له فهو نجم هائل ، يزيد عرضه عن 2 مليار كيلومتر.

للمقارنة، يبلغ قطر الشمس 1.4 مليون كيلومتر في حين أن (في واي كانيس ماجوريس - VY CMa)  يزيد على ألف مرة فلو استبدلنا الشمس بهذا النجم فسوف يمتد إلى مدار زحل تقريبًا وهذا سيكون سيئًا للغاية بالنسبة للأرض حيث ستكون في داخل النجم،  وبالنظر إلى أن النجم يولد مئات الآلاف من الطاقة مما تصدره الشمس، فإن كوكبنا لن يدوم طويلاً.

ووفقاً لجمعية الفلكية بجدة، إن مثل هذه نجوم لا تدوم طويلاً ، فعمرها بضعة ملايين من السنين فقط، ومع تقدمهم في العمر تولد الكثير من الضوء والمادة، وربما بدأ النجم (في واي كانيس ماجوريس - VY CMa)، حياته  بما يصل إلى 40 ضعف كتلة الشمس ، لكنه فقد بالفعل ما يقرب من نصف ذلك، وهذا هو المكان الذي تبدأ فيه قصتنا.

تظهر الأرصاد أن النجم يقذف الكثير من ضوء الأشعة تحت الحمراء بالنسبة لنجم من نوعه ، وهي علامة منبهة على أنه محاط بحبيبات غبار مجهرية تتكون من مادة صخرية (محملة بالسيليكات) أو كربونية (السخام) حول النجم ويتم تسخينها بواسطة ضوء النجم وبالتالي تتوهج في الأشعة تحت الحمراء  مما يتسبب في الفائض المرصود.

تُظهر الأرصاد عالية الدقة للنجم (في واي كانيس ماجوريس - VY CMa)، هذا الغبار ، كما أنها تُظهر أنه معقد جدًا، فهناك عقد وتكتلات وأقواس وغيوم منتشرة حول النجم،  ومع ذلك سمحت الأرصاد  الجديدة باستخدام تلسكوب هابل بقياس السرعة التي يتحرك بها كل هذا الغبار حيث تم قذف الكثير منه بعشرات الآلاف من الكيلومترات في الساعة. 

اقرأ أيضا| علماء يحذرون: كمية هائلة من الجسيمات الشمسية التي يمكن أن تصطدم بالأرض

 بعد ذلك تم قياس المسافة من النجم إلى هذه الكتل الغبارية المختلفة واستخدموا ذلك مع السرعة لتتبع تلك الكتل الغبارية  لمعرفة متى تم قذفها، وما وجدوه مثير للاهتمام ، حيث تشير أعمار الكتل الغبارية المختلفة إلى أنها قذفت من النجم منذ حوالي 70 و 120 و 200 و 250 عامًا.

بالنظر إلى الأرصاد التاريخية للنجم ، تتزامن هذه الفترات مع أوقات رصد تباين كبير في سطوع النجم حيث سحب خفوت وسطوع بفارق كبير.

بعبارة أخرى ، تسببت بعض الآليات الفيزيائية في النجم في إطلاق هذه السحب الضخمة من الغبار ، ثم مرت هذه الغيوم بيننا وبين النجم ، مما أدى إلى خفوته، وقد كان آخر إنفجار كبير في أواخر القرن الثامن عشر ، عندما خفت النجم كثيرًا - الذي كان بالكاد مرئيا بالعين المجردة -  ولكن بعد ذلك خفت ولم يسطع منذ ذلك الحين.

يعتبر هذا مثير للاهتمام للغاية لأن النجم المفضل لدى الجميع هو منكب الجوزاء ، الذي لم ينفجر لكنه خضع مؤخرا  لخفوت هائل في أواخر عام 2019 ، ولعدة أشهر حسث سطع النجم بنصف لونه الأحمر المعتاد ، ولا يزال علماء الفلك يتجادلون حول سبب ذلك.

ان السببان الرئيسيان هما تأثير التبريد الذي خفض لمعان منكب الجوزاء ، والآخر انفجارات الغبار التي حجبت النجم وهو التفسير المقبول ؛ فهناك غبار غزير حول منكب الجوزاء ، ونعلم أنه أحيانًا ينفخ هذه المادة في سحب كبيرة لكن لا يمكن استبعاد حدوث انخفاض في درجة حرارة النجم.

لا يزال ، منكب الجوزاء هو نجم فوق عملاق أحمر، لكنه ذو كتلة أقل وأصغر ، وليس ساطعا مثل النجم (في واي كانيس ماجوريس - VY CMa)  (والذي بعد كل شيء يعتبر واحدة من أكثر النجوم سطوعًا في المجرة بأكملها) ، ولكنها متشابهة جدًا، فإذا كان النجم (في واي كانيس ماجوريس - VY CMa)  ينفث الغبار ويعتم ، فمن المنطقي أن نفس الشيء يمكن أن يحدث مع  غيره من النجوم.

هناك اختلافات أخرى ، بعضها مهم، فمثلا منكب الجوزاء هو نجم متغير منتظم ، يخضع لتغيرات دورية في السطوع في حدود السنة بسبب العمليات الفيزيائية التي تجري في أعماق غلافة الجوي السفلي.

 اما النجم (في واي كانيس ماجوريس - VY CMa) فهو نجم متغير غير منتظم ، والتغيرات في سطوعه تستغرق سنوات عديدة حتى تكتمل ، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أشياء تحدث في اعلى غلافه الجوي لذلك يجب توخي الحذر عند إجراء الاستنتاجات من نجم إلى أخر. 

ان نجوم مثل النجم (في واي كانيس ماجوريس - VY CMa)  تسحر العلماء فمن الصعب أن ندرك مدى روعتها ، ومدى قوتها ، وكيف تعيش حياتها، لكن من المؤكد بانها حاسمة في تطور المجرة، فهي تنتج عناصر ثقيلة مثل الحديد في باطنها  وتتوزع في جميع أنحاء الفضاء عندما تنفجر، ثم تدخل هذه المادة في صنع نجوم جديدة وكواكب جديدة. 

يقول  العلماء بأن الحديد في اجسامنا كان ذات مره في نواة نجم متفجر مثل (في واي كانيس ماجوريس - VY CMa) ، والذي قذف أولاً في المجرة وهذا قد يكون وحده سببًا كافيًا لدراسة النجوم.