رجل فى مواجهة النار

«جون» يروي قصة إنقاذه لـ 6 أطفال من الموت المحقق

  جون فى المستشفى بعد إصابته بالاختناق
جون فى المستشفى بعد إصابته بالاختناق

 كتب: محمود هلال

من رحم الإنسانية جاءت شهامته، فقد تمكن الشاب «جون مدحت» من انقاذ 6 أطفال من الموت المحقق بعد أن حاصرتهم النيران فى حريق نادى الأطباء وإصابته بحالة اختناق بعد أن تمكن من إخراجهم من موقع الحريق.

 

 

                                 تفقد المسؤولين لموقع الحريق                                                     قوات الحماية تحاصر الحريق

تفاصيل الملحمة يرويها جون مدحت   لـ«أخبار اليوم» مثلما دارت أحداثها داخل حديقة نادى الأطباء بالقرب من جامعة اسيوط، فبعد وفاة والده أجبرته الظروف على ترك المدرسة فى سن مبكرة من أجل الحصول على لقمة العيش الحلال لمساعدة والدته واشقائه الصغار فى استكمال تعليمهم، إلا أنه لم يفكر فى كل ذلك عندما دخل فى مواجهة مباشرة مع الموت بعد أن اندلعت النيران فى حديقة نادى الأطباء فى اللحظة التى كان يتواجد ستة اطفال فى الحديقة.. لم يكترث «جون» بأزمته الصحية حيث انه يعانى من حساسية على الصدر أو يأتى فى تفكيره ديانة الأطفال الإسلامية أو أنه قد يلقى حتفه جراء اختراق الحريق.. فمع صرخات الأطفال واستنجادهم بمن ينقذهم من ذلك الحريق قرر جون أن يلقى بنفسه وسط ألسنة اللهب بعد أن قفز من فوق سور النادى ليتمكن من الوصول للأطفال وانقاذهم جميعًا واحدا تلو الآخر، واصابته جراء ذلك بحالة اختناق شديدة فى اللحظة التى وصلت فيها سيارات الحماية المدنية وتمكنها من السيطرة على الحريق ونقل الشاب إلى المستشفى لسرعة إسعافه ولأن المستشفى كان مخصصا لحالات الكورونا تم نقله إلى المنزل لإستكمال رحلة علاجه.

وما أن انتشر الخبر بين أرجاء المحافظة حتى أصبح جون بطلاً حقيقيًا نال احترام الجميع بسبب عمله البطولى ليس ذلك فحسب بل وصل الأمر إلى جميع أنحاء الجمهورية وتلقيه الإهداءات والثناء من مجموعة كبيرة من فناني مصر وبعض الشخصيات العامة اضافة إلى عدد من ممثلى بعض الدول العربية ايضًا الذين وصلت إليهم حكاية جون الشهم وحصوله على التكريم المناسب من المسئولين فى محافظته ليكون مثالاً يحتذى به بين الشباب.

ومن داخل التحقيقات تبين أن السبب وراء اندلاع النيران هو نشوب حريق فى قطعة أرض فضاء بالقرب من حديقة النادى وبفعل الرياح تطايرت ألسنة اللهب لتصل إلى محتويات الحديقة فى اللحظة التى كان يتواجد فيها الأطفال دون أن يتمكنوا من الفرار بعد أن حاصرتهم النيران.

وبعد أن استرد عافيته عاد «جون» إلى عمله مرة أخرى لإستكمال رسالته فى الوقوف بجانب أسرته مؤكدًا ان الدافع وراء انقاذه الأطفال هو تعاطفه مع حالتهم وإصراره على انقاذهم حتى لو كلفه الأمر حياته حتى تمت السيطرة على الحريق.