كل سبت

من يقود العالم الجديد؟

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

لعقود طويلة كان الشرق الاوسط هدف الغزاة والمستعمرين لاستنزاف ثرواته ومنع تقدمه ومازالت المنطقة هى مسرح صراعات النفوذ للكبار والطامحين فى موضع قدم بالمنطقة الاغلى والاهم بالعالم وسلاح الطامعين يبقى دائما العمل على تأصيل الانقسامات الطائفية لترسيخ سيطرته وفرض حكمه وسيطرته لتحقيق اهدافه و أصبح الوضع أكثر فوضوية، فى ظل هذه التدخلات وتكالبت القوى الأجنبية على المنطقة، وقد ادى هذا لمزيد من الفوضى والقتل والإرهاب.

ولا شك ان إيران وتركيا الباحثتين عن دور بالمنطقة دخلتا اللعبة وصارت طهران وانقرة وراء مزيد من الانقسامات والضعف وتعيثان فيها فسادا ًووقفتا وراء الارهاب الاسود بالوكالة وتدخلتا فى بلدان عربية مثل اليمن وسوريا ولبنان وليبيا مرورا بالعراق والمنطقة التى عانت من الفوضى سنوات طويلة وأصبحت ساحة لصراعات القوى العظمى بحجم أكبر من أى مرحلة سابقة مع صعود الصين وبداية انتقالها لمرحلة دفاعها عن مصالحها خارج حدودها ودخول الدب الروسى لملء الفراغ الذى تركته امريكا بانسحابها الواسع من المنطقة لتجعل من نفسها البديل الأكثر قدرة على التأثير بالمنطقة.

واضح ان الرئيس بايدن أدرك حجم الخطأ الذى ارتكبته إدارات سابقة بتقليص وجودها بالمنطقة لكنها ستجد صعوبة فى العودة كقوى مهيمنة على القرار بالمنطقة وباتت ملامح الشرق الأوسط الجديد غير واضحة

واليوم نشهد عصرا جديدا متعدد القوى يتسارع فيه التغيير والتنافس بثلاثة أقطاب هى امريكا والصين وروسيا ومن بعيد تاتى القارة العجوز تترقب دورا اكبر لها وكانت منطقة الشرق الاوسط منطقة احتلال انجليزى فرنسى لعقود طويلة وساءات علاقتها مع واشنطن فى عهد ترامب

ومع صراع النفوذ بين موسكو وواشنطن بدأ نظام جديد للشرق الأوسط لم تتضح ملامحه بعد لكن المؤكد انه سيكون الاكثر خلافا وبدايته ستكون انطلاقاً من سوريا فمواقف موسكو وواشنطن وبكين التى تتقاسم منصات الصعود هى فى الحقيقة صراع بين القوى الثلاثة روسيا تحمى سوريا وامريكا تناور والصين تشهر الفيتو وبالتوازى تنشر تركيا وإيران الفوضى والارهاب وتدعم الميليشيات والأحزاب بالأسلحة بالوكالة وأعادت روسيا والصين إلى قيادة العالم نحو عالم متعدد الاقطاب ويبقى السؤال عن شكل الشرق الاوسط الجديد ومن يقود العالم الجديد؟