فاينانشيال تايمز: فرنسا تدعم قرار إيطاليا بمنع تصدير اللقاحات إلى أستراليا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن فرنسا أيدت قرار إيطاليا بمنع تصدير ربع مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" أنتجت في الاتحاد الأوروبي إلى أستراليا، في إطار آلية استحدثها الاتحاد للسيطرة على إنتاج اللقاحات، فيما حذر محللون أن الأمر ربما يشعل سباقا عالميا شرسا من أجل تأمين اللقاحات.

ونقلت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن، عن أوليفييه فيران، وزير الصحة الفرنسي، قوله، رداً على سؤال حول قرار روما بمنع شحن 250 ألف جرعة لقاح من أكسفورد - أسترازينيكا إلى أستراليا:" يمكننا أن نفعل الشيء نفسه".

وأبرزت الصحيفة أن خطوة إيطاليا كانت بمثابة التطبيق الأول للقواعد التي أقرها الاتحاد الأوروبي بشأن نقل اللقاحات خارج أراضيه، وجاءت ردًا على التأخير في طرح لقاح أكسفورد - أسترازينيكا في الدول الأعضاء ، فيما أكد مسئولون أوروبيون، مع ذلك، أن المفوضية لديها سلطة الاعتراض على القرار الإيطالي لكنها لم تفعل ذلك.

في الوقت نفسه، قالت روما إنها اتخذت قرارًا بالاحتفاظ بالشحنة لأن أستراليا لا تعتبر "دولة معرضة للخطر!"، بينما حثت كانبيرا بروكسل على مراجعة تحرك روما مع الإعراب أيضًا عن تعاطفها مع الاتحاد الأوروبي بشأن حالة الوباء.

وعن ردود الفعل داخل ألمانيا، أوضحت الصحيفة أن ينس سبان، وزير الصحة الألماني، تبنى لهجة أكثر حذرا في صباح اليوم، وقال عن الخطوة الإيطالية:" بمثل هذا الإجراء، يمكنك أن تحقق فوزا على المدى القصير، لكن علينا أن نكون حذرين بحيث لا يسبب لنا هذا الأمر مشاكل على المدى المتوسط من خلال تعطيل سلاسل التوريد الخاصة باللقاحات وكل شيء وهذا مطلوب من حيث معدات التصنيع وغيرها".

وتابعت "فاينانشيال تايمز"، قائلة: "إن تعليق الشحنة إنما يسلط الضوء على السباق العالمي المحتدم من أجل تأمين اللقاحات؛ حيث تكافح شركات تصنيع الأدوية لتحقيق أهداف الإنتاج وتعاني في الوقت نفسه من تأخيرات في التسليم". 

وكانت بداية الاتحاد الأوروبي لبرامج التطعيم أبطأ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حتى واجهت ارتفاعًا جديدًا في الإصابات في بعض أجزاء الاتحاد، بما في ذلك وسط أوروبا وفرنسا.

أما في أستراليا، قال رئيس الوزراء سكوت موريسون:" يموت الناس في إيطاليا بمعدل 300 شخص في اليوم ، لذلك يمكنني بالتأكيد أن أفهم المستوى العالي من القلق الذي قد يكون موجودًا في إيطاليا وفي العديد من البلدان في جميع أنحاء أوروبا، وإدرك أيضا أنهم يواجهون بعض الصعوبات الحقيقية هناك. ونحن في أستراليا، لا نعاني بالتأكيد من نفس الوضع".

وقال وزير المالية الأسترالي سايمون برمنجهام: "العالم في منطقة مجهولة في الوقت الحالي، وليس من المستغرب أن تمزق بعض الدول القواعد المتفق عليها"، وسلطت الضوء على نجاح أستراليا في احتواء كوفيد-19 مقارنة بدول أخرى.

كما أصرت كانبيرا على أن الحكومة سيكون لديها لقاحات "أكثر من كافية" لتوزيعها حتى يبدأ الإنتاج المحلي للقاح أكسفورد - أسترازينيكا في أواخر مارس الجاري.. وقال جريج هانت، وزير الصحة هناك، إن كانبيرا "أثارت القضية مع المفوضية الأوروبية من خلال قنوات متعددة".

مع ذلك، حذر محللون من أن الخطوة الإيطالية تهدد في حقيقة الأمر بإشعال التوترات العالمية بشأن شراء اللقاح بعد أن اعترض حلفاء الاتحاد الأوروبي على تفعيل نظام التصدير الجديد.

وأشاروا إلى أنه، من حسن الحظ، أن أستراليا تمكنت بالفعل من إدارة أزمة الوباء بشكل أفضل من معظم الدول المتقدمة ولديها عدد قليل فقط من الإصابات بكوفيد، يقبع جميعهم تقريبًا في الحجر الصحي بالفنادق الفاخرة ، كما بدأت الدولة في تلقيح الأشخاص المعرضين للخطر بلقاح بيونتيك - فايزر، وأعطت صباح اليوم أول تطعيم لها بلقاح أكسفورد - أسترازينيكا.

ولكن يقول خبراء الصحة في أستراليا إن تحرك إيطاليا يعكس اتجاهاً نحو تأميم اللقاحات، وأكدوا أنه من الأهمية أن تحافظ الدولة الواقعة في المحيط الهادئ على قدرة التصنيع المحلية.
 

اقرأ أيضا| الغرب الليبي يتصدر قائمة المصابين بكورونا خلال 24 ساعة