«شيك على بياض».. 5 شركات مصرية تعيد أجواء توظيف الأموال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كتبت - رانيا جاويش

شهدت الأسواق المالية العالمية والمحلية عدة اضطرابات بسبب الكورونا وهذا ما دفع رجال الأعمال للاتجاة إلى شركات الشيك على بياض أو شركات الاستحواذ، حيث شهد هذا العام 2021 تأسيس 146 شركة بأجمالى 40 مليار دولار خلال عام 2020 تأسست 200 شركة جمعت 82 مليار دولار وهى سيولة نقدية كبيرة، وحالة الاضطراب التى يشهدها العالم من انتشار جائحة كورونا تسبب فى ظهور كيانات جديدة تسيطر على الوضع مستغلة حالة القلق وعدم الاستقرار، ومن هذه الكيانات الجديدة شركات الاستحواذ أو ما يطلق عليها شركات الشيك على بياض.. الأخبار المسائى ترصد هذه الكيانات الاقتصادية الجديدة وتأثيرها على الاقتصاد العالمى، وهل ظهرت هذه الشركات بالسوق المصرى.

اقرأ أيضا| بورصة أبوظبي تختتم تعاملات «الخميس» بتراجع المؤشر العام للسوق
يقول الدكتور أحمد شوقى الخبير الاقتصادى، إن هناك العديد من العوامل التى أسهمت فى انتشار شركات الشيكات على بياض أبرزها انخفاض أسعار الفائدة وانخفاض تكلفة حملات التسويق للاكتتاب بهذه الشركات مقارنة بتكلفة الاكتتاب بالشركات التقليدية، فى ظل انتشار وباء فيروس كورونا المستجد.

 

والجدير بالذكر أن شركات الشيكات على بياض لا يوجد لديها نشاط تشغيلي محدد بعينه، وإنما تقوم على الاستحواذ على شركة قائمة، حيث يتم تشكيل شركات استحواذ بغرض خاص وهي شركة لا تعمل في مجال محدد سواء صناعياً أو زراعياً أو خدمياً أو تجارياً بل يكون الغرض من تأسيسها هو الحصول على شركة قائمة لشرائها والاندماج معها والظهور في السوق بنفس الاسم أو بمسمى جديد، وقد انتشرت ظاهرة هذه الشركات بشكل كبير خلال عام 2020، حيث تم إتمام 56 صفقة اندماج في هذا النوع من الشركات منذ عام 2018 متفوقة في قيمة أسهمها عن أسهم الشركات التقليدية في بداية ظهورها إلا أنها قد سجلت أداء أقل خلال الفترة الماضية عن الشركات التقليدية، وقد استحوذت على حوالي 45% من قيمة الاكتتابات العامة في أسواق المال الأمريكية بقيمة قدرها 179 مليار دولار في 2020 وفقاً لبيانات مؤسسة بلومبرج.

 


ويرى أحمد معطى الخبير اقتصادى أن شركات الشيك على بياض ليست جديدة بل بدأت تقريباً في1985 ولكن انتشارها زاد اهتمام رجال الأعمال بها خاصة من عام 2015، تم خلالها إنشاء أكثر من 223 شركة من شركات الشيك على بياض، ويرجع هذا الاهتمام بسبب ارتفاع مستويات السيولة مؤخراً بسب التحفيزات النقدية التي تقوم بها الدول من طباعة نقود إضافة إلى سهولة تأسيس هذه الشركات وانخفاض تكاليفها، فهذه الشركات تنشأ بغرص خاص وهو الاستحواذ على شركات بعينها في بديل لأسلوب الاستحواذ التقليدي عبر شراء حصة أو الاستحواذ الكامل على شركة، ويتم جمع رأس مالها عن طريق طرحها في البورصة، وأن هذه الشركات مثل ما لها مميزات لها عيوب وهى أن كثيرًا ما يتم تصفية هذه الشركات لأنها لا تتمكن في خلال سنتين من التوصل لشركة يتم الاستحواذ عليها وأن عند طرحها للاكتتاب، لا تحدد مسبقًا ما هى الشركة التي يمكن الاستحواذ عليها، فهى تعتمد فقط على الثقة في اسم رجل الأعمال الذي قام بطرح الشركة.


وأضح معطى أن هذا العام يشهد إقبالاً أكبر على هذه النوعية من الشركات فمنذ بداية 2021 هناك 146 شركة تقدمت للاكتتاب بغرض الاستحواذ، ويضيف خالد إسماعيل على مستشار اقتصادي: نحن أمام نوع آخر من شركات الاستحواذ وهى شركات الشيك على بياض أو شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص وهى تمثل نوعًا من الشركات التى ليس لها أى أنشطة تشغيلية وقد سميت بشركات الشيك على بياض نظرًا لأن المستثمرين فيها لا يكونوا على معرفة أين ستستثمر أموالهم، والجدير بالذكر أنه ترجع أسباب الانتشار والإقبال على هذا النوع من الاستثمار إلى ارتفاع مستويات السيولة ونمو الشركات الناشئة، ولعل من الأسباب أيضاً انضمام ودعم مجموعة من المشاهير فى عالم الاستثمار.


كما أشار أنيس إلى أن هناك شركات مصرية تم الاستحواذ عليها من قبل عائلة شهيرة فى مجال إدارة الأعمال سيكون تحت إدراتها شركات كبيرة لها بها حصص كبيرة حققت أرباحاً هائلة وهناك نية من القائمين عليها للتوسع فيها وحققت مبيعات ضخمة جداً وهو اتجاه لتغيير المسار.


ويقول دكتور محمد أنيس إن شركات الشيك على بياض اسم السمعة المشهورة بها، ولكن اسمها الاقتصادى شركات ذات الأغراض الخاصة، ولا يكون لها نشاط تجارى ولا صناعى ولا زراعى، ولكن من خلالها يتم تجميع سيولة مالية، والاكتتاب لتأسيس هذه الشركة، ووجود هذه الشركات ونشاطها حاليًا لأن هناك سيولة ضخمة فى الأسواق وبحث عن فرص حقيقية، وأصبحت كل الفرص لمن لديه سيولة نقدية ولكن بشرط من يدير هذا الاستثمار اسم قوى وله خبرات خاصة حتى لا ينخدع من أرادوا الاكتتاب فى هذه الشركات.