فى الصميم

«بيزنس» الكرة.. وفضيحة «برشلونة»!

جلال عارف
جلال عارف

التطورات الأخيرة فى «فضيحة برشلونة» أو «بارسا جيت» كما تطلق عليها الصحافة العالمية لا تصدم عشاق نادى برشلونة فقط، وإنما تمثل فصلاً جديداً فيما أصبحت الكرة العالمية تعانى منه فى ظل النفوذ المتزايد لـ»البيزنس» وسطوة المال «الحلال أو الحرام»! الذى فتح أبواباً جديدة لفساد أصبح يحتاج لجهد مضاعف للحفاظ على كرة القدم وإبقائها على عرش الألعاب الرياضية فى العالم كله.
«الفضيحة» بدأ الكشف عنها قبل عام، وكان الأمر يبدو فى البداية كواقعة فساد صغيرة ولكن الأمر وصل بعد عام إلى القبض على رئيس النادى السابق «بارتوميو» وعدد من مساعديه ومستشاريه، ومداهمة مقر النادى الشهير للتحفظ على مستندات مطلوبة فى التحقيقات. ومع أن «بارتوميو» أفرج عنه بعد يوم واحد من بقائه رهن التحقيق، إلا أن الرجل الذى أجبر على الاستقالة من موقعه كرئيس للنادى فى أكتوبر الماضى أصبح عنواناً لفضيحة لن تمر بسهولة وهى ترتبط بناد مثل «برشلونة»، كما أصبحت قضيته أحد المفاتيح الجديدة لكشف بعض ما يجرى خلف الستار فى عالم كرة القدم المثير!!
ما كشف حتى الآن عن القضية أن رئيس برشلونة السابق قام بالتعاقد مع شركة خاصة لتقوم بإنشاء حسابات وهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعى للدفاع عنه ومهاجمة خصومه ومنافسيه مقابل أجر مضاعف تحملته ميزانية النادى!!.. ولم يكتف «بارتوميو» بأن يهاجم -عبر هذه الحسابات الوهمية- خصومه ومنافسيه على إدارة النادى، لكن حملاته امتدت إلى نجوم الفريق وعلى رأسهم «ميسى» لأنهم -كما يبدو- لم يكونوا من أنصاره ولم يكونوا مرتاحين لإداراته للنادى الشهير!! وقد يفسر هذا أزمة «ميسى» مع النادى ومحاولته إنهاء علاقته بالنادى فى الصيف الماضى ثم اضطراره للبقاء فى برشلونة هذا العام الأخير فى تعاقده وربما يفسر أيضاً -بالنسبة لعشاق برشلونة- سر تدهور المستوى فى الفترة الأخيرة فى ظل علاقات متدهورة بين إدارة النادى ونجومه الكبار!!
الجانب الجنائى فى القضية أمام جهات التحقيق والمحاكم، لكن ما تثيره من أسئلة يتجاوز الأخ «بارتوميو» ورفاقه فى قائمة الاتهام. الصدمة فى «برشلونة» كبيرة ولكن هل هو وحده أم أن هناك أكثر من «بارتوميو» فى أندية كبيرة لم يكشف عنها بعد؟ وأى مستوى من الفساد يمكن توقعه فى ظل سطوة «البيزنس» على عالم الكرة؟. وكيف يمكن تعديل الأنظمة التى تحكم كرة القدم لتعود الرياضة التى تسعد الملايين، وليست «البيزنس» الذى ينتج «بارتوميو» وأمثاله، ويحول «برشلونة» بكل تاريخه إلى عنوان لفضيحة هو أول ضحاياها؟
وتبقى نصيحة وتساؤل أخير..
أما النصيحة فهى لمستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى من عاقبة التشهير بطريقة «بارتوميو» التى لم تعد بعيدة عن الوقوع تحت طائلة القانون! وأما السؤال فهو: هل تعتقد أن لدينا التحصينات القانونية الكافية التى تمنع أن نجد فى أنديتنا «بارتوميو» أو أكثر؟.. أرجو أن تكون الإجابة سبيلاً للاطمئنان!!