انطلاق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين فى نسخته الثانية 

 انطلاق منتدى أسوان للسلام
انطلاق منتدى أسوان للسلام

 

شكرى: مصر تساهم  بجهد حثيث لتحقيق السلام فى القارة الافريقية كركيزة للتنمية 

نؤمن بأهمية الاستمرار فى دعم التعاون الافريقى لمواجهة تداعيات كرورنا 

 

 انطلقت اليوم فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين في نسخته الثانية بالقاهرة، والذي تقام فعالياته افتراضيا  حتى 5 مارس الجاري تحت عنوان "صياغة واقع افريقي جديد:نحو تعافي أقوى وإعادة البناء بشكل أفضل"، بمشاركة عدد من قادة وحكومات الدول الافريقية والمنظمات الاقليمية والدولية والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، اضافة إلى اصحاب الرؤئ والخبراء والعلماء. 

 بدأت الجلسة الافتتاحية للمنتدي بكلمة سامح شكرى وزير الخارجية، وأكد أن مصر التى تعتز كثيرا بانتمائها الافريقى وباهمية العمل الافريقى المشترك هى مصر التى ساندت تاريخيا حركات التحرر والاستقلال فى قارتنا الأم  وهى ذاتها مصر التى تدرك ان  مرحلة جديدة من النهضة والبناء يتعين ان تبدأ لصالح دول وشعوب تلك القارة التى منحت ولازالت تقدم الكثير لابنائها لتشجيعهم على العمل والبناء وتحقيق المكانة الدولية المناسبة لقارة غنية بمواردها وثرية بشعوبها التى تتطلع لحقوقها المشروعة فى الحياة والتنمية، وتحقيقا لتلك الغاية تساهم مصر بجهد حثيث لتحقيق السلام فى القارة الافريقية كركيزة للتنمية، وفى هذا الاطار يسعدنى ان اشارككم اليوم فى افتتاح منتدى اسوان للسلام والتنمية والتى تأتى تأكيدا على ايمان مصر باهمية الاستمرار فى دعم اطار التعاون الافريقى خاصة فى الظروف الاستثنائية الراهنة التى يمر بها المجتمع الدولى. 

   وأعرب شكرى خلال كلمته عن تقدير المنتدى والاهتمام بحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على توجيه كلمة مسجلة لاشقائة من القادة والزعماء الافارقة وكافة المشاركين بما يعزز مدى توافر الارادة السياسية المصرية على اعلى مستوى من اجل مواجهة التحديات والمشاكل الافريقية عبر الاطر الافريقية . 

    وأشار وزير الخارجية ان حالة الاضطراب غير المسبوقة التى يشهدها عالمنا اليوم نتيجة تفشى جائحة كورونا تفرض علينا جميعا ان نضع نصب اعيننا كيفية مواجهة تلك الجائحة واثارها السلبية اقتصاديا واجتماعيا، وهو دفع الى اتخاذ قرار بان تركز النسخة الثانية من منتدى اسوان الى كيفية التعاطى مع هذا التحدى، ومن ثم جاء اختيار عنوان النسخة الثانية للمنتدى " صياغة رؤية الواقع الافريقى الجديد نحو تعافى اقوى وبناء افضل، ليعكس اهمية عدم التوقف عند اثار تلك الجائحة، وانما التركيز على الحلول المبتكرة من اجل التغلب عليها، وبحث كيفية توظيف طاقات التعافى لتحقيق اهداف اجندة الاتحاد الافريقى 2063،واجندة التنمية المستدامة لعام 2030. 

 وأضاف شكرى الى ان جائحة كورونا جاءت بتحديات غير مسبوقة تتطلب اعادة النظر فى مفاهيم الامن التقليدية المتعارف عليها ،واسهمت فى ذات الوقت فى تفاقم التحديات التقليدية التى تواجهة القارة الافريقية مثل النزاعات المسلحة ، وتنامى  دور التنظيمات الارهابية ،وازمات النزوح والهجرة القسرية والظروف الاقتصادية والاجتماعية التى تمر بها القارة الافريقية ، وتقتضى هذه التطورات بحث كيفية تعزيز قدرات الدول الافريقية على مواجهة التحديات الامنية الراهنة، وعلى راسها مواجهة اَفة الارهاب وظاهرة المقاتلين الارهابيين الاجانب، واستمرار التدفقات غير الشرعية للاسلحة ، بالتوازى من زيادة انشطة الجريمة المنظمة العابرة للحدود ، بما يصب فى صالح انجاح المبادرة الافريقية حول اسكات البنادق. 

 واكد وزير الخارجية على الدور التى ستطلع به مركز الاتحاد الافريقى لاعادة الاعمار والتنمية  فيما بعد النزاعات الذى سيتولى  قيادة الجهود التنموية فى بؤر التوتر، لمنع تجدد النازعات، وذلك فى اطار المسئولية الموكلة الى مصر وقيادتها لدعم برنامج بناء القدرات والوساطة لحل النزاعات بالطرق السلمية .  

 واوضح ، ان النسخة الثانية من منتدى اسوان على مدار خمسة ايام ، تتيح فرصة مواتية  لتناول هذه الاشكالية من خلال عدد من الجلسات حول تطوير منظومة حفظ وبناء السلام ومنع النزاعات ، وجهود مكافحة الارهاب والدفع باجندة المرأة والسلم والامن، والتعامل مع النزوج نتيجة للنزاعات ، وسيتم تناولها فى اطار التحديات والاعباء الاضافية التى فرضتها  الجائحة، كذلك العمل على التوصل الى توصيات محددة تساهم فى تعزيز الاستجابة الافريقية لكافة تلك التحديات، بالاضافة الى تلك الموضوعات ستتطرق الدورة الثانية الى عدد من القضايا ذات الاولوية بالنسبة للقارة الافريقية لم يسبق تناولها فى الدورة الاولى للمنتدى  مثل تغير المناخ، فى اطار التأثير الملموس لتلك الظاهرة على السلم والامن والفنون والثقافة والتراث ، باعتبارهما موضوع الاتحاد الافريقى لهذا العام، وهو مايحظى بأهمية كبيرة فى اطارتراثنا وهويتنا الافريقية وتنويع  مجالات الابداع الثقافى والفنى بوصفهما شكلا من أشكال مكافحة الارهاب والفكر المتطرف وبما يعزز من السلم والامن بالقارة الافريقية . 

 واضاف وزير الخارجية خلال كلمته، ان المنتدى فى دورته الحالية سيتناول عددا من المجالات تساهم فى  انشاء بيئة مواتية للسلم والامن ، من تلك المجالات تعزيز التجارة البينية بين الدول الافريقية على ضوء الاطلاق الفعلى لمنطقة الحرة القارية فى يناير 2021 ، وايضا مشروعات البنية التحتية، فضلا عن انتخاب مصر مؤخرا لرئاسة  لجنة بناء السلام فى الامم المتحدة والذى ستحرص  من خلالها على تعزيز التعاون بين جهود  بناء السلام بالامم المتحدة واعادة الاعمار فى الاتحاد الافريقى . 

 وأكد ان الدورة الاولى لمنتدى اسوان للسلام التى استضافتها مصر فى ديسمبر 2019 بمحافظة اسوان خلال رئاستها للاتحاد الافريقى قد نجح بفضل قادتها الافريقية فى تدشين  منصة رفيعة المستوى من أجل تعزيز العلاقة بين السلم والامن المستدامين، ونتجت عن ناقشاتهم الثرية عن مجموعة من الاستخلاصات التى نسعى الى  البناء عليها خلال الدورة الثانية ومتابعة تنفيذها ، ومن أهمها ضرورة الاستعاضة عن منهج ادارة الازمات والحلول الجزئية قصيرة المدى الى مفهوم السلام والتنمية المستدامين، والحلول طويلة المدى والشاملة التى تعالج جذور الأزمات، وقد لاقت هذه الاستخلاصات صدى واسع فى مختلف المنتديات والمحافل الدولية وساهمت فى الدفع برؤى الدول الافريقية تجاه قضايا السلم والامن والتنمية. وأشار الى انه على غرار ما تم فى الدورة الاولى للمنتدى، سبق للدورة الثانية عقد عدد من ورش العمل التحضيرية حول بعض هذه الموضوعات تمخض عنها عدد من النتائج والتوصيات التى ستسهم فى اثراء مداولات المنتدى، كما تم تضمينها فى تقرير اسوان للسلام والتنمية المستدامين الذى تم نشره على موقع المنتدى. 

 واختتم وزير الخارجية كلمته قائلا: لا يفوتنى أن أتوجه بخالص التقدير لكافة الشركاء الذين حرصوا على مساندة المنتدى بكافة أشكال الدعم سواء من الدول او المنظمات الاقليمية او الدولية او القطاع الخاص والمراكز البحثية، كما اود اعادة التأكيد على حرص قيادة مصر على تعزيز التعاون فيما بين اشقائها الافارقة وشركائها الدوليين انطلاقا من مبدأ الملكية الوطنية والتعاون الدولى بهدف تمكين دول القارة من تحقيق اهداف وطموحات واَمال شعوبها، واعرب عن تطلعى ان تكلل اعمال الدورة الثانية للمنتدى بالنجاح والتوفيق.