الحشيش والترامادول في الصدارة| مصر تحارب المخدرات والإدمان

تعاطى المخدرات
تعاطى المخدرات

◄انخفاض نسبة التعاطى بالجهاز الإدارى للدولة من
◄8% لـ1.8خلال آخر عامين
◄مدير صندوق التعاطى :
◄افتتاح مراكز جديدة للعلاج بالمحافظات الأعلى فى التعاطى 

كتب:ريم حمادة

بالرغم من الجهود المبذولة من أجهزة ومؤسسات الدولة في مجابهة ظاهرة الإدمان وتعاطي المخدرات لما لها من آثار سلبية على المجتمع، ما زالت الظاهرة تلقي بظلالها كأحد أبرز المشكلات المجتمعية في مصر والتي تُؤثر سلبًا على مسارها التنموي لما تحتاجه من جهود بشرية ومادية لمكافحتها، ولما لها من أثر في انتشار معدل الجريمة.

«بوابة أخبار اليوم» تحدثت مع عدد من الجهات المعنية بهذه الظاهرة للوقوف على حجمها وعوامل انتشارها ووسائل مجابهته، وسبل حرب الدولة على الإدمان والتعاطى بعد المؤشرات الأخيرة لنسب الإدمان التى كشفت أن مصر تخطت حاجز  نسبة التعاطى، بزيادة  عن المعدل العالمى.  

في البداية يقول الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزير التضامن الاجتماعي، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أن ظاهرة الإدمان منتشرة بمصر بالرغم من أن المعدل العالمي 5.3، ولكن في مصر تزيد النسبة لـ 6 %، متابعًا أنه بالرغم من ذلك، هناك دلالات معتمدة على أرقام تثبت انحسار الظاهرة أيضًا في مصر عما كانت عليه من قبل، فهناك انخفاض في نسبة التعاطي من 10 إلى 6 %، منذ 2014 – 2020، أى خلال الست سنوات الماضية  وذلك بالنسبة للتعاطى.

وأضاف: هناك فرق بين التعاطى والإدمان، فالأول تناول المخدر بشكل متقطع، أما الثانى فهو الاعتماد عليه نفسيًا وجسديًا، وتابع أن نسبة التعاطى بالجهاز الإداري للدولة إنخفضت بشكل كبير من 8% في مارس 2019 ، لـ 1.8 في 2021، والسبب فى إجرائنا لحملات مكثفة على الموظفين فأكثر من 300 ألف موظف خلال هذه الفترة تم الكشف عليهم.


وفيما يخص خدمات ومراكز العلاج أشار إلى أنه خلال الثلاث سنوات المقبلة ستغطى خدمات العلاج المجانى جميع أنحاء الجمهورية، متابعًا أنه خلال عام 2015 كان يوجد 12 مركزًا لعلاج الإدمان على مستوى 7 محافظات، وحاليًا 26 مركزًا علاجيًا بـ 17 محافظة، ومؤخرًا تم افتتاح ثلاث مراكز بمطروح وبورسعيد والغردقة، والأخير يخدم أهالينا بالصعيد أيضًا، وخلال الشهر الماضى أيضًا تم فتح مركز لعلاج الإدمان بالفيوم، مشيرًا إلى أن هناك إقبالًا على العلاج من محافظات الصعيد بشكل كبير، لذلك حرص الصندوق على توفير مراكز العلاج بها، وكشف عثمان أنه خلال الثلاثة أعوام الماضية استقبلت مراكز العلاج والتأهيل400 ألف مريض إدمان.

وحول الإحصاءات التى نُشرت مؤخرًا وكشفت عنها وزارة التضامن، قال عثمان إنه يتم خلال الأيام المقبلة الإعلان عن  نتائج المسرح القومى الشامل، وسيكون بها كل التفاصيل، مشيرًا إلى أن هناك أسبابًا عامة لهذه المشكلة وتواجدها بشكل عام؛ منها وأهمها وجود مفاهيم مغلوطة حول اقتران تعاطي المخدرات بالقدرة البدنية والجنسية، أو أنها تساعد فى التغلب على الاكتئاب، وكل ذلك نُحاول التعامل معه من خلال برامج متخصصة في التوعية.
وفيما يخص الخدمات الجديدة المقدمة للمحافظات الأكثر إدمانًا للمخدرات والخمور؛ قال: «سوف نمد خدمات علاج الإدمان مجانًا لمحافظة سوهاج من خلال افتتاح خط ساخن خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع الأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة، إضافة إلى أنه سيتم عمل بروتوكول مع جامعة جنوب الوادى؛ لفتح فرع لخدمات علاج الإدمان بمحافظة قنا، أيضًا هناك تنسيق مع كلية طب جامعة أسوان لافتتاح خط ساخن بها.
 من ناحيته قال الدكتور أحمد الكتامى، مدير الخط الساخن بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، إنه خلال 2020 استقبل الخط الساخن 132 ألف حالة على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أن الافتتاحات الجديدة التى تمت الأسبوعين الماضيين بثلاث محافظات «مطروح، بورسعيد، الغردقة» زودت فرص تقديم خدمات العلاج 35 ألف مريض، وهي مراكز تأهيل نموذجي وفقًا للمعايير الدولية، واخترنا هذه المحافظات لأنها كانت محرومة من الخدمة، أما فيما يخص الدمج المجتمعي؛ قال: «لاحظنا من خلال الأبحاث أن السبب الرئيسي لانتكاسة المريض وعودته مرة أخري للإدمان بعد التعافي هو عدم وجود فرص عمل، فيعود مرة أخري للمخدر، لذلك وقعنا بروتوكول تعاون مع بنك ناصر الإجتماعي لمنح قروض للمتعافين تساعدهم على فتح مشروع مستقل بهم، وحتى الآن وخلال عامين قدمنا قروضًا قاربت من 4 ملايين جنيه، والأهم في ذلك أن كل اللى أخدوا القروض مستمرون في أعمالهم ولم يعودوا للمخدرات مرة أخرى.

وفيما يخص مراكز العلاج غير المرخصة، قال الكتامى إن الخط الساخن 16023 نستقبل عليه طلبات العلاج، وكذلك الشكاوى، واستقبلنا كثيرًا من البلاغات عن هذه المراكز، وتم رصد 44 مركزًا غير مرخص العام الماضي2020، لذلك وقعنا برتوكول تعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ومع وزارة الصحة ممثلة في العلاج الحر والأمانة العامة للصحة النفسية، لعمل حملات تفتيش ورقابة، ويتم تشميع وغلق أي مركز غير مرخص.

وتابع أن المخدر الأكثر تعاطيًا وفقًا لبيانات الخط الساخن خلال العام الماضي 2020، هو الحشيش ويليه الترامادول، وهذه النسب كانت معكوسة العام قبل الماضي 2019، والسبب هو ارتفاع سعر الترامادول بعد حملات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، واستكمل أنه لوحظ زيادة نسبة إدمان الإناث، لذلك أصبحت لدينا أقسام متخصصة لها فهناك 6 أقسام خاصة بالإناث بمستشفيات الخدمة، وتتمتع هذه الأقسام بخصوصية معينة، متابعًا أن 132 ألف حالة الذين طلبوا خدمة التعافي كان 13% منهم إناثًا.

 وتابع أن مراكز خدمة التعافي منتشرة بشكل جيد في صعيد مصر، فبالإضافة إلى المراكز المفعلة بأسوان وأسيوط سيتم افتتاح مركز تأهيل بقنا آخر العام الجاري، وكذلك سيتم خلال 3 شهور مد خدمة الخط الساخن بسوهاج.


على صعيد متصل  قالت الدكتورة فادية أبوشهبة، خبير الاجتماع الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن تعاطى المخدرات أصبح ظاهرة متواجدة بين فئات كثيرة فى المجتمع، وتابعت أن الأزمة بعد التعافي تتمثل في عدم حصول المتعافي على فرصة عمل، لذلك أهم عامل لعلاج الظاهرة والقضاء عليها، هو ألا تكون هناك وصمة اجتماعية للمتعافين من الإدمان، بحيث يتم دمجهم في المجتمع ونثق بهم ونشغلهم ونوفر لهم  مصدر رزق.  وتابعت أن انتشار الإدمان يرجع لعدة عوامل اجتماعية منها الفشل بشكل عام سواء  في التعليم أو العلاقات الأسرية وغيرها، أو الدلع الزائد من بعض الأسر لأبنائها، وأكدت أبو شهبة أن هناك علاقة طردية بين تعاطى المخدرات وارتكاب الجرائم، فمعظم جرائم الاغتصاب والتحرش وهتك العرض مرتبطة بتعاطى المخدرات، متابعة أن الظاهرة غير مرتبطة بفئة اجتماعية معينة؛ قائلة: «التعاطى منتشر في فئات اجتماعية ومستويات مختلفة، وأجريت بحثًا رصدت خلاله سيدة رئيسة عصابة سرقة سيارات، وهى خريجة جامعة أمريكية، كما أن والديها «دكاترة»، وهى مدمنة مخدرات