يوسف شعبان يصرخ: «كيف ينام الفنان بعد أكل الحرام»

يوسف شعبان
يوسف شعبان

كتبت- نسمة علاء

قلق.. سلسلة من القلق هي حياة الفنان، فهو يعيش في قلق على نفسه وعلى مستقبله إذا لم يكن له عمل، وإذا أتى العمل فهو يعيش قلق الاختيار، وإذا اختار فهو يعيش قلق تنفيذ العمل، حتى إذا تم التنفيذ كما يجب يظل قلقا في انتظار النتيجة.. هذا ما كان يشعر به الفنان الراحل يوسف شعبان.

وفي إحدى اليوميات التي نشرتها إحدى الصحف مضى يوسف شعبان بقوله: "إن ما يقوم به الفنان من أعمال نتائجها لن تعود عليه وحده فهو جزء من كل يصنع المرآة التي يرى فيها الغريب مستوى رقي الشعب المصري بأسره، فهناك بديهية تقول إنك لكي تتعرف على مستوى تقدم شعب من الشعوب فالوسيلة هي أن ترى فن هذا الشعب".

اقرأ أيضا| أشرف زكي ناعيا يوسف شعبان: «وداعًا أستاذي وصديقي وحبيبي»

ثم تنهد وقال: "يا الله على جسامة المسئولية التي تجعل الفنان يتردد ألف مرة قبل أن يقبل القيام بأي عمل تحت أي ضغط.. وأخيرا الضمير وحسابه كيف يضع الفنان رأسه على الوسادة لينام وهو يشعر بأنه وضع في بطنه طعاما حراما، نعم فاللقمة التي تأكلها لكي تكون حلالا لابد أن تبذل جهدا أمينا في سبيل الحصول عليها، كيف ينام فنان قبل القيام بعمل استخف فيه بعقول وقلوب الناس كيف؟".

ويضيف الفنان الراحل: "وأحمد الله أن إيماني هذا لم يضعف طوال سنوات عملي، وها هي النتيجة أراها في وجوه الناس وألمسها في كلماتهم وكتاباتهم لي، فمنذ فترة والناس تراني في عده مسلسلات وفي أدوار مختلفة وهذه إرادة الله أشعر أنه يكافئني لأزداد تمسكا بما أؤمن به فأنا لن أقبل القيام بأي عمل تحت أي ضغط فبهذا أشعر براحة ضميري ورضاء الناس".

وعندما تكلم عن الحب قال: "الحب أسمى عاطفة في الوجود الحب بمعناه الشامل هو الخير، أن يمتلىء الإنسان بالخير لكل البشر، وأن يحب للآخرين ما يحب لنفسه، هذا هو الأساس الذي يقوم عليه أي حب، حب البشر جميعا وحب الوطن وحب الرجل للمرأة والمرأة للرجل".

إذًا فلابد من وجود الأساسيات السليمة ليقوم عليها هذا البناء السامي وهذا تفسير ندرة وجود هذه العاطفة السامية، هذه الأيام يقابلك كثيرا هذا التساؤل هل يوجد حب حقيقي هذه الأيام والإجابة هي نعم.. الحب موجود لكن الأساسيات أصبحت مغشوشة ولكن بإراتنا نحن نقوم بغش الأساسيات.

بدأ يوسف شعبان مسيرته السينمائية سنة 1961 في فيلم «في بيتنا رجل» مع عمر الشريف والمخرج بركات، ثم توالت أعماله السينمائية التي تعدت 110 أفلام سينمائية.

في نفس الوقت والتحق بمعهد التمثيل، ثم ترك الدراسة بكلية الحقوق وهو في السنة الثالثة، وأكمل الدراسة بمعهد التمثيل وتخرج في عام 1962 ، وبعدها تألق في كثير من الأدوار التي أمتع جماهيره بها، سواء في السينما أو المسرح أو التليفزيون لنحو 50 عاما. 

ولعل أبرز مشاركاته السينمائية: «ميرامار، أم العروسة، للرجال فقط، معبودة الجماهير، مراتي مدير عام»، كما قدم للتليفزيون العديد من المسلسلات المتميزة، منها: «الشهد والدموع، الوتد، رأفت الهجان، المال والبنون، الضوء الشارد».

لقد وضعه المخرجون في أول مشواره الفني داخل قوالب أدوار الشر، وهو ما يؤكد عليه الفنان يوسف شعبان نفسه بقوله في حوار له مع مجلة أخر ساعة سنة  1980 أنه عندما تخرج كان يتربع على عرش الفتى الأول في الستينات كمال الشناوي وشكري سرحان وفريد شوقي ورشدي أباظة، وبالتالي كان هذا هو الطريق الوحيد الذي تركوه له، وقال إنه استطاع أن يخرج من هذا الإطار بالعزيمة والإصرار. 

وعن حياته الخاصة فيوسف شعبان هو الأخ الأكبر لأشقائه، وتزوج 4 زوجات، وكانت الزوجة الأولى هي الفنانة ليلي طاهر ووقع الانفصال بهما بعد 4 سنوات وحدث خلالها الطلاق ثلاث مرات مما أدى إلى الانفصال النهائي بينما وقد ظل الحب والاحترام تسود العلاقة بينهما.

أما الزوجة الثانية فكانت من نادية إسماعيل شيرين ابنة الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق وأنجب منها لبنته «سيناء»، ثم الزوجة الثالثة فكانت من الفنانة الراحلة سهام فتحي.

أما الزوجة الرابعة والأخيرة فكانت من إيمان خالد الشريعان وهي سيدة كويتية وأنجب منها ابنته زينب وابنه مراد المقيمين حاليا بدولة الكويت.

وفي سنة 1997 نجح في انتخابات نقابة الممثلين في منصب رئيس النقابة، واستطاع خلال فترته تسديد جميع الديون المترتبة على النقابة وأنشأ ناديا كبيرا في القاهرة لاجتماع جميع الممثلين وعالج العديد من الفنانين الذين لم يكونوا يستطيعون دفع مصاريف علاجهم، واستطاع أن يستمر في منصبه دورتين متتاليتين قبل أن يخسر في انتخابات 2003 أمام الفنان أشرف زكي. 

وفي يوم 28 يوليو 2017، أعلن الممثل يوسف شعبان اعتزاله عن الفن بعد أن شارك في بطولة أكثر من 250 عملا فنيا.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا