يوسف شعبان.. الطيب والشرس والممثل

يوسف شعبان
يوسف شعبان

كتب: محمد الشماع

يذخر تاريخ الفن المصري بعدد هائل من الأشرار، يأتي في المقدمة محمود المليجي، والقائمة تطول لتضم أسماء كعادل أدهم وغيره. فأين مكانة يوسف شعبان؟

الأبطال، أو نجوم الشباك في السينما والمسرح والتليفزيون، عديدون للغاية، فلكل زمن رجاله وأبطاله. البداية ربما من الأخوين لاما ويوسف وهبي، مرورا بفريد شوقي وعادل إمام، ووصولا لجيل أحمد عز وكريم عبدالعزيز. ولكن في أي مرتبة يوضع يوسف شعبان؟

الثانويون (أصحاب الأدوار الثانوية) كثر، والسنيدة المشهورون متنوعون ومعروفون، بل ويصنع النقاد لهم كتبا ومؤلفات، ولا يلتفتون ليوسف شعبان. أي ظلم هذا الذي ناله الرجل المتوفى اليوم.

تاريخ السينما يذكر له دوره المهم في "زقاق المدق"، فهو "عباس" الذي أغوى حميدة وجذبها من عالم نقي في زقاق مصري أصيل، إلى عالم آخر من المال والفساد واللعب على كل الأحبال. يذكر التاريخ له أنه بطل فيلم "الدنيا على جناح يمامة" للمخرج الراحل عاطف الطيب، فقد استطاع وهو يؤدي دور مريض عقلي لا يتكلم أن يجذب أعين وافئدة الجمهور، رغم ان الفيلم بطولة محمود عبدالعزيز وميرفت أمين، وهما ما هما في عالم السينما.

هو بطل مسرحية "مطار الحب" أو العاشق الولهان الذي يقع في غرام العديد من الفتيات، حتى تأتي منى لتخطف قلبه. هو حافظ "الشهد والدموع" الذي عاش حياته يشعر بذنب أخيه شوقي الذي مات بحسرته بعد أن سلط عليه أشقياء لسرقته.

هو سلامة فرويلة الذي استولى على كنز "المال والبنون"، ليدفع طيلة عمره ثمن حبه للمال، وكانت النتيجة ضياع البنون. هو محسن ممتاز، ضابط المخابرات العظيم في "رأفت الهجان"، فهو من استطاع تجنيد المصري الشقي، وإخراجه من عالم الجريمة والتزوير، إلى عالم الوطنية وحب مصر.

ولكن أين مكان يوسف شعبان فعلا؟

يوسف شعبان ليس نجما للشباك، ولم يدع يوما أو حتى يتعامل هكذا. هو فقط ممثل يجيد جميع الأدوار، هو طيب عاشق كما في "مطار الحب"، وهو شرير في "المال والبنون" يجيد أدوار الشر كعظماء الممثلين، وهو وطني جميل كعهده في "رأفت الهجان".

هو ممثل بارع، لم يبخل في يوم على فنه. سعى إلى أن يقدم أدوارا جديدة مختلفة، حتى آخر عمره، كان يكافح من أجل الوجود بشكل لائق. لم يتنازل، ولم يقدم ما لا يرضى عنه. استحق بالفعل أن يكون الطيب والشرس، والممثل.