«هيوريك العين الحمرا».. أسطورة «عين رع» التي عاقبت البشر

 المعبودة «سخمت »علي هيئة «أنثى الأسد
المعبودة «سخمت »علي هيئة «أنثى الأسد

قال الباحث الآثري مجدي شاكر، إن مقولة «هيوريك العين الحمرا» ارتبطت بالمعبودة سخمت، والتي تعنى القوية، وهو ما يتماشى مع طبيعة الربة فى صفاتها الشرشة والمنتقمة، وهى أهم المعبودات المصرية فى هيئة «أنثى الأسد».

وأضاف "شاكر"، المعبودة سخمت هى ربة الطبيعة المتناقضة للبؤة، حيث جمعت بين الطبيعة الشريرة المنتقمة والمدمرة، وبين طبيعتها الخيرة كربة للحماية والشفاء وكانت تسمى سيدة الخطوط الحمراء، كما .

وأوضح، أن زوجة المعبود هي "بتاح" فى ثالوث "منف" «بتاح؛ سخمت؛ نفرتم»، وهى ربة البطش فى مصر القديمة، وابنة المعبود "رع"، وعينه التى تهاجم القوى المعادية؛ فهى إحدى أهم الربات التى تجسد عين رب الشمس "رع".

وتابع شاكر، أنه وفقاً للأساطير الدينية، أرسل المعبود "رع" عينه ("سخمت"، أو "حتحور")، لمعاقبة الثائرين ضده او المتمردين عليه من البشر، وذلك بعد أن بلغ به السن عِتياً؛ فقرر بعد مشاورة أرباب التاسوع أن يهلك البشر بإرسال عينه على من يجدفون في حقه، فعمل "رع" بمشورته وسلط عليهم عينه، فتشـكلت العين " تفنوت" في هيئة الربة "سخمت"، وفتكت بالعصـاة وشربت من دمائهم.

واستمرأت طعم الدم ولذة الانتقام، فبدأت تأخذالأبريـاء بجريرة العصاة وأوشكت أن تفني البشر أجمعين، لولا أن تدارك الرب الناس برحمته وأوحى إلى أوليائه بأن يتحايلوا على فتاته العاتية وطلب منهم أن يجهزوا سبعة آلاف إنـاء من الجعة، وأن يرسلوا عـداءين سريعين يجرون كما يجري ظل الجسم، ليسرعوا إلى أسوان ويحضروا منها مسحوقًا أحمر اشتهرت به، لعله أوكسيد الحـديد، ثم أوصاهم بأن يخلطوا هذا المسحوق بالجعة .

وقال لهم أسكبوا الجعة في المكان الذي قالت إنها ستهلك البشر فيه. فرووا الحقول بها حتى ارتفعت نحو قبضة فلما رأت سخمت المزيج الأحمر حسبته دمًا مسفوحًا ونظرت إلى وجهها الجميل فيه فانتشت وأوغلت فيه وشربت منه بشره حتى خدرت وتراخت عن التمادي في القتل، وأنجي الناس من بطشها.

وقد كانت المعبودة "سخمت" ربة حامية للملوك فى حروبهم، وحملت بعض الألقاب الحربية، وربما يرجع ارتباطها بذلك الدور استناداً إلى قيامها بنفخ النار فى وجوه أعدائها، وفى ضوء ذلك أيضاً أُطلق على رياح الصحراء الساخنة اسم «أنفاس سخمت».

كما ارتبطت "سخمت" بالوباء، حتى أن الوباء عُرف باسم رسول "سخمت"، وقد لعبت دوراً كحامية للملك، وكأم له، كما ارتبطت بالشفاء، فلقبت لذلك باسم «سخمت، سيدة الحياة» ، ولقبت كذلك: سخمت، العظيمة، سيدة الأرضين.