بينى وبينك

ذهب مع الريح

زينب عفيفي
زينب عفيفي

بقلم/ زينب عفيفي

"ذهب مع الريح" من أشهر الروايات العالمية الخالدة ، ورغم أنها العمل الوحيد للمؤلفة مرجريت ميتشل إلا إنها حققت نجاحا لا مثيل له منذ صدورها لأول مرة فى عام  1936وحتى يومنا الحالى . الطريف أن صاحبة هذه الرواية، قبل طبع روايتها كانت امرأة مغمورة تعيش فى النسيان، لجأت لكتابتها هربا من الملل والمرض الذى جعلها طريحة الفراش، كانت مرجريت تعمل صحفية فى مجلة الصنداي، وبعد ان أعتزلت الصحافة وانفصلت عن زوجها رئيس تحرير المجلة  بدأت تكتب روايتها الوحيدة على مدى ست سنوات ، كانت تكتب روايتها بطريقة غريبة فمثلا تكتب الفصل الاخير أولا ثم تكتب فصلا فى الوسط ثم تعود إلى ما قبل الفصل الأخير، وهكذا دون انتظام وساعدها على ذلك إنها كانت تتمتع بذاكرة قوية والرواية تروى قصة فتاة بسيطة دمرها الحب فى بداية حياتها، ورمى بها بين أحضان رجل أحبها بعمق ولكنها لم تمنحه سوى الكراهية والانتقام، تفاصيل وأحداث مثيرة ترويها "مرجريت ميتشل" فى هذه الرواية التى تحمل فى طياتها صوراً فى المجتمع الأمريكى ككل ومجتمع ولاية جورجيا بشكل خاص، وأصبحت شخصيات الرواية سكارلت وآشلى وميلانى ماثلة فى خيال الناس كشخصية روميو وجولييت.

 

أما أحداث الرواية فكانت تدور حول الحرب الأهلية الأمريكية من وجهة نظر أهالى الجنوب، وبالتحديد من خلال حكاية )سكارليت أوهارا( حسناء الجنوب ذات الشخصية القوية والإرادة النافذة التى عاشت قسوة وآلام سنوات الحرب ، وبعدها عزمت على الإسهام مادياً وعاطفياً فى النضال من أجل إعمار ما خربّته الحرب ، وبعد ثلاثة أعوام من إصدار الرواية، أنتجتها هوليوود فيلماً حمل الاسم نفسه، فكان ومازال أكثر الأفلام الأمريكية أرباحاً ورواجاً حتى نهاية القرن العشرين ورغم مرور كل هذه السنوات مازالت فيفيان لى أو سكارلت وكلارك جيبل أو ريت بتلر يمثلان أورع قصة حب ومازلنا نشاهد الفيلم أو نقرأ الرواية بنفس الحماس هكذا تكون الكتابة الحقيقية.. فلا شىء حقيقىا يذهب مع الريح.