حكايات| مانيكير وباديكير للوزراء.. تخليص قدماء المصريين من السموم بـ«المساج»

مانيكير وباديكير للوزراء.. تخليص قماء المصريين من السموم بـ«المساج»
مانيكير وباديكير للوزراء.. تخليص قماء المصريين من السموم بـ«المساج»


لم يترك المصريون القدماء صغيرة ولا كبيرة ترتبط بجسد الإنسان إلا ووصلت أيديهم إليها، فمنحوا الأعضاء فرصة للالتقاط الأنفاس والمداوة إن لم يكن بالأدوية العضوية فبالمساج الطبيعي.

 

مجموعة الصور القادمة من مقبرة عنخ ما حور بمنطقة سقارة، قدمت شكلا مختلفا تماما لجلسات الاسترخاء عبر «تدليك» القدم واليد للحصول على الاسترخاء.

 

ولضمان جودة الخدمة لجأ قدماء المصريين إلى الزيوت العطرية وفوائدها العلاجية، بالإضافة إلى صنع العطور الجميلة والبخور المعطر للاستخدام الشخصي والطقسي.

 

وكعادتهم اعتمد المصريون القدماء إلها خاصًا بـ«التدليك»، فأصبح الإله نفرتوم أول معالج بالزيوت العطرية في العالم، وتشتهر الإله إيزيس بأنها استخدمت التدليك العلاجي كعلاج لعدد من الأمراض.

 

 

وفي أقرب مرجع طبي نهائي للتدليك العلاجي من مصر القديمة يعود إلى حوالي 3 آلاف قبل الميلاد، كشفت النقوش الجدارية في مقبرة المعالج الشهير عنخماهور عن معالجين مصريين قدماء يعملون في التدليك ويعملون على مرضاهم.

 

ولعب تدليك الشفاء في مصر القديمة دورًا كفرع من الطب البديل؛ حيث يؤدي إلى حالة من التوازن والانسجام، وتخفيف التوترات  مع تحسين الدورة الدموية.

 

اقرأ أيضَا|  لا تزدهر ولا تعطي ثمارًا.. شجرة لا تنبت في أي أرض إلا بسيناء 

 

يعتمد التدليك العلاجي على النظرية المصرية القديمة القائلة إن نقاط الضغط على أماكن مختلفة من الجسم بما في ذلك الرأس والأذنين تتحكم في الجسم كله، من خلال تدليك نقطة الضغط الخفيف، يتم تحفيز مناطق معينة من الجسم بما في ذلك الرأس والأذنين للتخلص من التوتر وتقليل التعب وتحسين التوازن البدني.

 

وتشمل الجلسات الفرعونية القدمين والساقين والحوض والبطن والصدر وفروة الرأس والوجه والرقبة والكتفين وأسفل وأعلى الظهر واليدين والذراعين بعض المناطق المحددة من الجسم المستهدفة في تقنية تدليك الشفاء.

 

عرف المصريون القدماء أن التدليك العلاجي يمكن أن يخلص الجسم بالفعل من السموم العالقة، ويعزز صحة الأعضاء والجسم، فضلاً عن المساعدة في إنقاص الوزن.

 

 

 

وحين حاول المصري القديم الاعتماد على التدليك العلاجي استخدم الأصابع واليدين فقط، كما أن استخدام الأدوات أو الزيوت أو المستحضرات غير ضروري، لا توجد آثار جانبية من جلسة تدليك شفاء مصرية قديمة.

 

وبدا التدليك الفرعوني علاج للعديد من الأمراض المتعلقة بالجلد والجهاز الهضمي والجهاز الدوري والجهاز العصبي والجهاز المناعي والجهاز التنفسي والمفاصل. ويُنصح بشدة بأخذ الحيطة والحذر لمن يعانون من حالات طبية خطيرة وأمراض مثل مشاكل القلب والكلى، وارتفاع ضغط الدم والسكري والصرع وغيرها.

 

وقد تم العثور على شواهد من خلال الرسم على جدران المعابد للتدليك وعلم المنعكسات في مصر القديمة في زخارف مقبرة بتاح حتب «وزير في عهد جدكاري في الأسرة الخامسة في المملكة القديمة». 

 

أما الفاجأة فهو تصوير بتاح حتب وهو يمتلك مانيكير وباديكير ويقوم خادم بتدليك ساقيه، تعتبر بعض السلطات أن هذا هو أول سجل إيجابي لعلم المنعكسات.

 

يعرض معبد الشمس للأسرة السادسة ( المملكة القديمة) الفرعون المصري القديم نيوسير صورًا للملك وهو يستمتع بتدليك القدم ومشاهد على جدران المعبد تصور تحضير الزيوت.

 

وتم العثور على مشاهد أخرى للعلاج بالتدليك خلال الأسرة السادسة لمصر القديمة في قبر «عنخ ماهور» المعروف أيضًا باسم قبر الطبيب، وفي هذا القبر، تم تصوير رجلين يعملان على أقدامهما وأيديهما، كان هناك قدر كبير من الجدل حول طبيعة العلاج الذي يتم تصويره.