«سفاح الجيزة».. كيف قادت الصدفة إلى ضبط قاتل متسلسل؟

سفاح الجيزة
سفاح الجيزة

تعد قضية «سفاح الجيزة» هي إحدى الجرائم البشعة التي حدثت خلال الآونة الآخيرة، نظرا لما يتمتع به المتهم من قدره كبيرة على وضع مخطط  إجرامي، جعله يتمكن من إخفاء جرائمه لمدة سنوات دون أن يكشفه أحد حتى جاءت اللحظة الحاسمة وظهر كل شيء لم يكن أحد يتوقعه.

ارتكب المتهم 4 جرائم راح ضحيتها 3 سيدات، وصديق عمره «رضا» الذي وضع له السم ودفنه في إحدى غرف شقته ببولاق الدكرور، وعاش باسمه لمدة سنوات، لكن لكل شيء نهاية، ولعبت الصدفة دورها بعدما ذهب المتهم قذافي فراج إلى الإسكندرية وتزوج من طبيبة صيدلانية تدعى «نهى»، التي تزوجت من المتهم وهو ينتحل اسم رضا محمد عبداللطيف، صديقه الذي قتله قبل سنوات، تحديدا في عام 2015.

الصدفة التي أوقعت بقذافي، عندما اكتشفت زوجته الطبيبة سرقة مشغولاتها الذهبية، وبيعها لصائغ تتعامل معه، فقامت بالإبلاغ عنه، وألقي القبض عليه وإيداعه بالسجن، في الوقت ذاته كان ذوي المجني عليه «رضا» قد تقدموا ببلاغات لمعرفة مصير الضحية الذي اختفى في أبريل عام 2015، ليقوم قسم الشرطة بالتواصل مع أسرته في الجيزة وإبلاغهم أن الشخص الذي يبحثون عنه منذ سنوات محتجز لديهم في الإسكندرية.

 توجه أشقاؤه رفقة محاميهم على الفور إلى قسم الحضرة، وهناك كانت المفاجأة التي لم تكن في الحسبان، فقذافي صديق العائلة انتحل شخصية صديق طفولته، وهو من يقف خلف القضبان.

مراحل هامة في محاكمة «سفاح الجيزة»

«مرافعة النيابة»

كما استمعت الدائرة 24 بمحكمة جنايات الجيزة، السبت 20 يناير، في أولى جلسات محاكمة المتهم قذافي فراج الشهير بـ"سفاح الجيزة"، بتهمة قتل شقيقة زوجته عمدا مع سبق الإصرار والترصد، لممثل النيابة العامة.

وقالت "النيابة العامة" إنها أقامت الدليل ضد المتهم في القضايا الأربعة من شهادة 17 شاهدًا، واعترافات المتهم في التحقيقات، واستخراج رفات جثامين المجني عليهم من الأماكن المدفونة بها، وما ثبت بتقارير الصفة التشريحية لتلك الجثامين وتطابق البصمات الوراثية المأخوذة منها مع مثيلتها المأخوذة من ذوي المجني عليهم، وما ثبت بتقارير "الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية" بشأن فحص الآثار المرفوعة من أماكن استخراج الجثامين، فضلًا عن محاكاة المتهم لكيفية ارتكابه الوقائع الأربعة، وكشفت التحقيقات أن المتهم استخدم مادة سامة فى قتل اثنين من المجنى عليهم قبل دفنهم.

«والدة نادين» أمام المحكمة

فيما استمعت الدائرة 24 بمحكمة جنايات الجيزة، خلال أولى جلسات محاكمة المتهم قذافي فراج الشهير بـ"سفاح الجيزة"، بتهمة قتل شقيقة زوجته عمدا مع سبق الإصرار والترصد، لشهادة والدة نادين السيد "الضحية"، منذ بداية تعارفهم على المتهم وزواجه من ابنتها، وظروف اختفاء ابنتها والمتهم، وأثناء إدلائها بأقوالها أمام المحكمة دخلت في نوبة بكاء فطلب منها رئيس الدائرة الهدوء.

«جمجمة وبقايا عظم»

كما استمعت المحكمة لفيديوهات مسجلة باعترافات "سفاح الجيزة"، في اتهامه بقتل نادين، الطالبة بكلية الحقوق، شقيقة إحدى زوجاته عمدًا مع سبق الإصرار، وتضمنت الفيديوهات اعترافات تفصيلية لكيفية ارتكابه جرائمه والتخلص من ضحاياه، ومن بين مقاطع الفيديو التى تم استخراجها، فيديو يظهر فيه رجال يقومون بأعمال حفر داخل أحد غرفة منزل "سفاح الجيزة"، ويستخرجون بقايا عظام بشرية وجمجمة.

اقرأ أيضا|دفاع «سفاح الجيزة» يطالب بعرضه على مستشفى الأمراض العقلية

وفضت المحكمة الأحراز المقدمة من قبل النيابة العامة في القضية، التي هي عبارة عن مجموعة أسطوانات مدمجة تتضمن عدة مقاطع فيديو، يظهر فيها المتهم في أثناء تجوله فى أحد الشوارع، ويحمل فى يده حقيبة، وبعض الفيديوهات يظهر خلالها أثناء ارتدائه النقاب.

«اعترافات سفاح الجيزة بقتل نادين»

عرضت المحكمة عددًا من الفيديوهات أثناء محاكمة قذافي فراج، أحد الفيديوهات الذي تضمن اعترافات تفصيلية يكشف فيها عن أنه كان على علاقة غير شرعية بالمجني عليها قبل قتلها، وأثناء عرض الفيديو بقاعة المحكمة، واعترفات سفاح الجيزة بالعلاقة التي كانت تجمعه بـ"نادين"، ما إن سمعت والدت المجني عليها حديث المتهم، انهارت الأم أمام المحكمة، قائلة: "ده كدب وافترا على بنتي مكنش بينهم حاجة"، فيما قام رئيس المحكمة يإخراجها من القاعة لاستكمال الأحراز.

 واستمعت المحكمة خلال الجلسة لأقوال شاهدة الإثبات الطبيبة الشرعية منى حمزة والتى تحدثت عن دورها فى إظهار البصمة الوراثية والحمض النووي المستخرج من جثمان المجنى عليها، وإجراء المقارنة، وقالت إن أبحاث المقارنة أثبتت أن عينة الدماء الذي تم أخذها من والدة "نادين" المجني عليها، وعينة الأسنان التي تم أخذها من الضحية، أثبتت صلة القرابة بينهما، وأنه لا يمكن أن يتم التطابق إلا في حالة القرابة.

وأضافت الطبيبة من وحدة الحمض النووى بالطب الشرعي، التي أكدت استلامها عينات من الرفات الموجودة بدار التشريح، لإجراء أبحاث الحامض الننوي والبصمة الوراثية، للتأكد من أن تلك العينة تعود نسبتها إلى المجنى عليها نادين، من خلال مقارنتها بعينة الدماء الذي تم أخذها من والدتها "ثريا".

فيما استمعت هيئة المحكمة إلى أحد الفيديوهات التي كانت ضمن أحراز القضية، وقد تضمن الفيديو اعترافات المتهم تفصيليا لكيفية ارتكابه جرائمه والتخلص من ضحاياه، وقد توجهت المحكمة بسؤال للقذافي، عما إذا كان هو الظاهر خلال الفيديوهات، فأكد أنه هو ولكنه "مجبر على الاعتراف بذلك".