حبوا بعض

أمنية طلعت
أمنية طلعت

«اعطنى خباً ومسرحاً أعطك شعباً مثقفاً» أو «عظيماً»، مقولة اختلف المؤرخون حول قائلها بين أفلاطون وشكسبير وبريخت ولينين، لكن هذا لا يهم، فالمهم هو محتوى المقولة.

 

أنا واحدة من آخر جيل عاصر المسرح المدرسى، فلقد كنا نمسرح كافة مناهجنا الدراسية حتى الحساب والعلوم.. ويشرف علينا غالباً أستاذ اللغة العربية، الذى يكتب بنفسه النص ويدربنا عليه، فنشأنا نعى جيداً هذا الفن ونحبه ونبحث عنه بين قنوات التليفزيون، وعندما التحقنا بالجامعة تسابقنا للالتحاق بالمسرح الجامعى لنكون جزء من هذا الفن العظيم.

للأسف الشديد اختفى هذا الفن من الأقاليم المصرية وكاد أن يندثر بالكامل، وفقد أغلبنا الأمل فى عودة أبو الفنون لمحافظات مصر، حتى دعيت لحضور حفل توزيع جوائز مهرجان مسرح الهواة الذى ترعاه وزارة الشباب والرياضة ويوليه الوزير الدكتور أشرف صبحى اهتماماً كبيراً، وشاهدت فنانى الأقاليم من الشباب والشابات يصعدون على خشبة المسرح لاستلام جوائزهم. لقد استطاع أن يمنح المهرجان، مسرح الأقاليم قبلة الحياة، وإن كانت خطوة تحتاج إلى الكثير من الخطوات بدعم من وزارة الثقافة ووزارة الشباب، فنحن فى حاجة إلى إحياء دور قصور الثقافة ومراكز الشباب لتأسيس جيل أكثر وعياً بدلاً من البكاء على ما آلت إليه منظومة مجتمعنا الأخلاقية.