حكايات| «المساجيري».. استراحة التجار الذي تحول لإدارة الملاحة بالقناة

بيت المساجيري
بيت المساجيري

كانت السويس واحدة من أبرز المحطات التي توقف عندها التاريخ كثيرا قديما وحديثا، بفضل موقعها الجغرافى ، وكونها همزة وصل مع قارة آسيا قبل حفر القناة.


وعلى الكورنيش القديم للمدينة، كان الميناء المخصص لخروج رحلات الحجاج إلى بلاد الحجاز ورصيف وصول ومغادرة السفن التجارية، فى ذلك المكان اختار المماليك فى  آخر القرن الثامن عشر الميلادي إنشاء بيت المساجيري أو بيت التجار.

 

وكان الغرض من إنشائه أن يكون استراحة تجار التوابل والغلال الوافدين للسويس فى  الدور العلوي، بينما خصص الدور الأرضي كمخزن للبضائع.


وارتبط المساجيري، وقصر محمد على فى الأذهان بفيلم «ابن حميدو» والذي اختاره المخرج فطين عبد الوهاب صاحب الرصيد الأكبر فى مكتبة أفلام إسماعيل يس أن يصور الفيلم فى السويس، واختار المساجيري ليكون بيتا لأسرة المعلم حنفى، ومنه سكبت زوجته «حميدة» دلو المياه على توفيق الدقن «الباز الفندي، بينما كان قسم الشرطة فى الفيلم داخل قصر محمد على الذي يبعد عشرات الأمتار عن بيت التجار.

تاريخيا يعد بيت المساجيري هو أقدم بيتا وبناية فى السويس قائمة حتى الآن، وأبرز ما يميزه أنه يمكن من خلاله رؤية ومتابعة السفن العابرة للقناة ولهذا تم اختيار المكان عقب إنشائه بأكثر من قرن ليكون أول مركز لمراقبة الحركة بالمدخل الجنوبي للقناة.

 

ويحكي فاروق خزيم مدير تنشيط السياحة الأسبق فى السويس، ويقول إن موقع المساجيري لفت انظار الفرنسيين فاختاروه موقعا تدار منه الحركة الملاحية بالمدخل الجنوبي لقناة السويس، عقب افتتاح القناة فى  1869، وتولت الشركة الفرنسية للملاحة أول شركة أدارت الحركة فى  القناة، تجهيز المكان بالمعدات والأجهزة ليكون مركز للتحكم بحركة المدخل الجنوبي ومرور السفن التجارية، وكان يشهد تواجد المرشدين الملاحيين ومشرفى  الحركة.

 

ورغم أن المساجيرى أقدم أثر إنشائي فى  السويس وعمره يزيد على قرنين من الزمن إلا أنه غير مسجل كأثر إسلامي، ويوضح الدكتور رمضان إبراهيم مدير الآثار الإسلامية والقبطية فى  السويس سابقا السبب، إذ زارت اللجنة الدائمة للآثار البيت عام 1989، وضمت اللجنة أكثر من 30 عالم أثار، تناوبوا زيارة القصر لمدة أكثر من شهرين فحصوا خلالها جميع أركانه ومنشآته.