خراف القمامة.. من مقالب الجيزة لبطون المصريين| فيديو

خراف القمامة
خراف القمامة

◄ جزار: لحومها زرقاء وعظامها سوداء ورائحتها كريهة
◄ تناول لحومها تحتوي على مواد سرطانية
◄ أحد مربيها: نغسل لحومها بالملح جيدا بعد الذبح

إيهاب المليجي
بينما تسير في الشارع بإحدى مناطق الأحياء الشعبية، ترى من بعيد غبار متطاير وكأن جيش محارب آت إليك، ولكن بعد لحظات يتضح لك أن القادمين ليس إلا قطيع من الخراف التي يرعاها أصحابها من الغنامين على قمامة الشارع.


باتت تلك الظاهرة طبيعية ولا يلتفت إليها أحد منذ عشرات السنين حيث غلبت الكتل الخرسانية على أماكن الرعي، فلجأ أصحاب الخراف إلى القمامة كغذاء لماشيتهم وهاصة في المناطق الشعبية، ولكن الكارثة تكمن في أكل لحوم هذه الأغنام والتي تحوي سموم القمامة.

 

 

قطيع بين الأكوام
بين أكوام القمامة وروائحها الكريهة، يقف قطيع من الأغنام التي تحشر رأسها بين الاكياس السوداء بحثا عن خبز متعفن أو فاكهة وخضر أصابها العطب، وربما لا يسد جوعها إلى ورق الجرائد الذي يحتوي على الرصاص المستخدم في الطباعة، وكل ما سبق هو مسبب خطير للأورام السرطانية.

لحوم سامة
تؤكد الدكتورة شيرين علي زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية ولجنة القوافل الطبية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، أن أغنام القمامة لا تحتوي على أي قيمة غذائية، ويزداد خطر لحومها على الأطفال والحوامل والذين يعانون من أمراض معينة.


وحذرت من تناول لحوم هذه الخراف، مطالبة بالابتعاد عن الشراء من التجار المتجولين في الشوارع، مع ضرورة معاينة البيئة التي يوجد فيها المواشي حيث يجب التأكد من نظافتها، وأكدت أن هناك علامات عامة يجب أن يضعها الشخص في اعتباره عند اختيار الخراف ليفرق بين الذي تغذى بطريقة صحية والآخر الذي يتناول القمامة.

 


لحوم زرقاء
يقول وائل محمد، جزار في منطقة بولاق الدكرور، التي تنتشر في بعض ضواحيها تلك الظاهرة، إن تلك اللحوم يعرفها الجزارين بالنظر، إذ أن لونها يميل للأزرق، وعند طبخها يكون لونها مائل للسواد وعظامها زرقاء، ولها رائحة كريهة غير مألوفة عند تسويتها، وذلك لطبيعة طعامها الملوثة.


ويضيف: «لابد من الابتعاد عن الجزارين غير المعروفين عند شراء اللحوم الضأن والماعز بالأخص، وعدم شراء اللحوم التي يميل لونها للأزرق، ولا يوجد عليها الخاتم الدائري الخاص بالسلخانة، مع العلم أن أحياناً كثيرة لا يميزها طبيب السلخانة عن غيرها، وذالك بسبب الكشف النظري الذي يوقع على الذبيحة».


اختلاف فقهي
وأظهرت فتوى أزهرية حرمة أكل لحوم «الجَلالة»، بالإضافة إلى الخطورة التي تكمن في أكلها، وتعرض كل من يتناولها إلى أمراض لما تحمله من بكتيريا وطفيليات وأنسجة مسمومة، أشهرها «الدودة الشريطية، الميكروب الحلزوني، العديد من الأمراض الجلدية»، وتزيد خطورة هذه الأمراض وكثرة انتشارها، لما يصعب من اكتشاف إصابة الأغنام، خصوصاً أن الفحص فيها يكون بالعين المجردة.


وبات العلماء على خلاف بثلاثة أقوال، أولهما رأي الشافعية والإمام أحمد بمنع أكل هذه اللحوم على الإطلاق ويعطونها حكم «الجلالة» لأنها تأكل من النجس في الشوارع والقول الثاني رأى الحنابلة الذي يجيز أكلها، أما الرأي الثالث من جمهور العناء الآن هو حبس الحيوان قبل ذبحه لمدة ثلاثة أيام في مكان مغلق، ثم يتم تقديم علف طاهر نظيف ففى هذه الحالة يجوز أكلها.


ردود أحد الغنامين
قال أحد مربي تلك الأغنام، وبحوزته ما يتخطى 50 خروفا، يقوم بالتجول بها ليلا، أكد أنه يقوم بعمله من فرز القمامة أمام أغنامه لكي تأكل، وذلك من صعوبة شراء لهم أعلاف لتسمينها، مشيرا إلى أنه ند ذبح تلك الخراف يقومون بغسلها جيدا بماء وملح لكي يقضوا علي رائحتها ويتم تنظيفها من الداخل جيدا.