فتنة تامر أمين

ممدوح الصغير
ممدوح الصغير

 لم يتوقف هاتفي عن استقبال عشرات المكالمات الغاضبة من تامر أمين الذي بغير قصد أو بقصد ارتكب جريمة في حق أبناء الجنوب، أعتبر ما صدر منه دون قصد لأنه لايعرف أن قلوب الجنوبيين رغم نقائها تغضبها كلمة تصدر في حقهم.

ولأني واحد من أبناء الجنوب وأفتخر بذلك ولليوم أرى أفقر قرية في بلادي أجمل من أي مدينة شاهقة المباني في شقوق جدران المباني القديمة ذكريات وحكايات ونقوش عاشت ولم تنسفها الأمطار ولم تهزها الرياح، جمالها يكمن في أخلاق أهلها الذين عاشوا على نبذ ثقافة الكراهية والحقد ولذا عاشت قلوبهم خالية من الأحقاد، عاشوا كالنخيل الشامخة كلما ألقي عليها صخر كان ردها بأطيب الثمر.

الجنوب الذي لا يعرفه تامر أمين من عادات أهله ولدت القوانين العرفية، العيب طرفهم مقدم على الحرام، المرأة شيء غال، كانت بالأمس رغم قلة التعليم ذات كلمة ومشورة وسط أبنائها، كلامها يسير على ابنها الأكبر صاحب التعليم لأنه يعرف أنها سبب قدومه للدنيا وخبراتها الحياتية ونظرتها صائبة في كل المواقف .

الفتاة في الجنوب تفوقت على الشباب في التعليم العالي والدراسات التكميلية، ومعظم أوائل المدارس الحكومية من الفتيات اللاتي قال عنهن تامر أمين إنهن يتم تصديرهن للعمل كخادمات.

ما لا يعرفه تامر أمين عن الجنوب أنه اليوم بفضل مشروعات الرئيس السيسي صارت القرى بها مشروعات لا تقل عن المدن وبفضل خطط الحكومة، كان مشروع القرن مبادرة حياة كريمة الذي يشمل 4500 قرية من بينها 1500 بالجنوب وبدأت بعض المحافظات العمل، وهناك متطوعون أعدادهم تقارب 5  آلاف متطوع يعلمون دون أجر في المشروع الذي يعتبر هدية الرئيس للمحافظات الجنوبية.

ما لا يعرفه تامر أمين عن المحافظات التي أتهم الآباء بالتخلي عن صغارهم أن أفقر من فيهم عفيف النفس؛ رغم فقره تجده كريما، لا أنكر أن بالجنوب قرى فقيرة والفقر ليس عيباً أو عاراً، الدولة تفتح مشروعات من أجل توفير فرص عمل وكان مطلوباً من تامر أمين الذي أغضب أهل الجنوب أن ينتقي كلماته ويعي أن كلمة ممكن تقود صاحبها للجنة أو النار وكلمة تتسبب في فتنة يستفيد بها من لا يحبنا، ربما يكون محقا في وجهة نظره لكنه فشل في التعبير عنها ولم يختر التعبيرات السليمة، فأن يتهم الكل دون سند هو أمر مرفوض.

حتى بعض الأقلام التي حاولت الدفاع عنه أخطأت لأنها لم تراع أن الجنوب جزء أصيل وغال من الوطن ولا يجوز أن يصدر في حق أهله الاتهامات، اعتبر البعض من رموز الجنوب بأن الاعتذار الذي تقدم به تامر أمين مرفوض وأحسن المجلس الأعلى للإعلام في قراراته السريعة بتحويله للتحقيق وإيقاف برنامجه .

في نفس الوقت أرفض كل العبارات التي ذكرت عن حياته أو أفراد أسرته لأنني أرفض أن يرد على العيب بعيب مثله، كما قلت أهل الجنوب كالنخيل الشامخة لا يجوز أن يصدر منهم سوى أفضل الكلام، هو أخطأ وسوف يعاقب من جهة عمله والبلاغات سوف تسير في طريقها القانوني ومصر بحمد لله دولة قانون ليس فيها إنسان فوق القانون .