أعلام الاتحاد الأوروبي على مبانٍ حكومية.. رسالة اسكتلندا الجديدة لبريطانيا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لا تزال الحكومة الاسكتلندية تسعى بدأبٍ نحو تنظيم استفتاء تقرير المصير مرة أخرى للبت في مسألة الانفصال عن المملكة المتحدة، في خطوةٍ ترفضها بريطانيا بشدة، بعدما أجازت قبل سبع سنوات استفتاء صوّت خلاله سكان اسكتلندا لصالح البقاء ضمن المملكة المتحدة.

رسالة جديدة أسدتها اسكتلندا للسلطات في بريطانيا برفع أعلام الاتحاد الأوروبي على مبانٍ حكومية في العاصمة أدنبره، في خطوةٍ تمثل تحديًا للندن، وتبعث من خلالها رسالةً برغبتها الجديدة في العودة مرة أخرى لديار بروكسل، التي ارتحلت عنها بريطانيا.

وانفصلت بريطانيا بصورةٍ نهائيةٍ عن الاتحاد الأوروبي مع نهاية عام 2020، ودخول عام 2021، بعد سنواتٍ من المباحثات والمداولات حول اتفاق بريكست، الذي يرسم ملامح العلاقة المستقبلية بين بريطانيا والتكتل الأوروبي.

ومع خروج بريطانيا من التكتل، خرجت اسكتلندا تلقائيًا أيضًا، باعتبارها إقليم يتبع المملكة المتحدة، رغم تمتعه بالحكم الذاتي، في خطوةٍ جاءت عكس رغبة أغلبية الاسكتلنديين.

وحول واقعة رفع أعلام الاتحاد الأوروبي على مبانٍ حكوميةٍ، قالت الحكومة الإقليمية في أدنبره لوكالة الأنباء الألمانية، إن علم الاتحاد الأوروبي سيرفرف ليجسد التصويت بأغلبية ساحقة للشعب الاسكتلندي لصالح البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.

وأضافت الحكومة في أدنبره أن العلم البريطاني سيتم رفعه فقط خلال المواعيد والمناسبات المحددة.

رغبة في الانفصال

وتشير استطلاعات الرأي في اسكتلندا إلى تنامي أعداد الراغبين في الانفصال عن بريطانيا، وفي مقدمتهم رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن.

هذه الأخيرة وجهت رسالة للتكتل الأوروبي، في وقتٍ سابقٍ، قالت فيها: "نأمل في الانضمام إليكم (الاتحاد الأوروبي) مرة أخرى قريبًا كدولة مستقلة"، مضيفةً "كعضو مستقل في الاتحاد الأوروبي، ستكون اسكتلندا شريكة وبانية للجسور".

وتابعت قائلةً: "يعتقد عدد متزايد من مواطني اسكتلندا أنه يمكن تلبية تطلعاتنا بشكل أفضل من خلال الاستمرار في المساهمة في المساعي المشتركة الوحدة التي تمثلها الاتحاد الأوروبي".

لكن مساعي اسكتلندا في استفتاء تقرير المصير الثاني يقف عند عتبة إجازة بريطانيا هذا الاستفتاء، كي يصبح قانونيًا.

استفتاء سابق على الاستقلال

وأجازت بريطانيا في عام 2014 استفتاء انفصال اسكتلندا عنها، وأجرت اسكتلندا في يونيو عام 2014 استفتاءً لتقرير المصير، رعته بريطانيا، بيد أن الاسكتلنديين اختاروا البقاء داخل المملكة المتحدة بنسبة 55% مقابل تأييد 45% فقط لمساعي الانفصال.

لكن هذا التصويت كان قبل أن تشرع بريطانيا في تنظيم استفتاءٍ حول الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، والذي صوّت خلاله البريطانيون لصالح الخروج من التكتل الأوروبي بنسبة مئوية كانت أقل من 52%.

وخلال هذا التصويت، كانت نتائج اسكتلندا مغايرة لذلك، فرغب 62% من الاسكتلنديين في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، مقابل 38% رغبوا عن ذلك، وفضلوا خيار الانفصال عن التكتل الأكبر في القارة العجوز.

وفي 29 نوفمبر 2019، صوّت البرلمان الاسكتلندي لصالح إجراء استفتاءٍ جديدٍ على الاستقلال، لكن رفض بريطانيا ذلك سيظل عائقًا أما تحقيق الخطوة.