فى الصميم

هل تدرك إثيوبيا نهاية اللعب بالنار؟!

جلال عارف
جلال عارف

الحدود بين السودان الشقيق والجارة إثيوبيا ثابتة بمعاهدات دولية واتفاقات تقر بها كل الأطراف، بمن فيهم اثيوبيا نفسها التى وقعت على هذه الاتفاقيات منذ بداية القرن العشرين وظلت تعترف بشرعيتها لأكثر من مائة عام. ولم تكن هناك من قضايا معلقة بهذا الشأن إلا استكمال وضع علامات الحدود وفقاً للاتفاقيات المعترف بها، وهو ما ظلت إثيوبيا تسوف فيه كالعادة حتى أسفرت أخيراً عن الوجه الحقيقى لسياستها بالعدوان على الحدود مع السودان، ومحاولة فرض أمر واقع جديد بالعدوان على منطقة «الشقفة» والدفع بميلشيات تحاول أن تبنى «المستوطنات» على الأرض السودانية، وبقوات نظامية تخترق الحدود وتستهدف القوات السودانية التى تمضى فى بسط سيطرتها على كامل التراب السودانى.
كالعادة.. يحاول حكام «أديس أبابا» الهرب من مشاكلهم الداخلية بخلق المزيد من الأزمات مع الدول التى راعت دائماً علاقات الصداقة بين الشعوب وسعت دائماً إلى التعاون والشراكة بين دول تتشارك فى الحدود ويربط بينها النيل برباط لاينفصم لأنه أقوى من كل أخطاء السياسة الاثيوبية ورهاناتها الخائبة.
يحاول حكام اثيوبيا خلط الأوراق هرباً من حل لابد منه لأزمة السد الاثيوبى لن يكون إلا باحترام الحقوق والقوانين الدولية باتفاق قانونى ملزم يحفظ حقوق كل الأطراف ويفتح أبواب التعاون بينها.
ويحاول حكام إثيوبيا تكرار ما فعله فى أزمة السد بإنكار ما تعهدوا به وما التزاموا به فى اتفاقات لامجال للمساس بشرعيتها.
ويتصور حكام إثيوبيا أن تصعيد الموقف مع السودان بشأن الحدود يمكن أن يؤثر على تمسك السودان بموقفه الثابت فى قضية الحدود، وحقوقه التى لايمكن المساومة فيها بشأن السد الإثيوبى الذى أصبح واضحاً حجم المخاطر التى يمثلها على السودان وحجم الخداع الذى مارسته أديس أبابا لتخفى حجم الأضرار الكارثية التى سيسببها السد الاثيوبى، والتى تفرض اتفاقاً يضمن سلامة السد وكفاءة التشغيل والحقوق الثابتة فى مياه النيل بعيداً عن أوهام حكام أديس أبابا التى تقودهم من خطأ لآخر دون تبصر بالعواقب!!
اذا كان حكام «أديس أبابا» يحاولون التغطية على ما يجرى فى بعض الأقاليم الاثيوبية من مذابح طالبت منظمات دولية بإيقافها والتحقيق فى وقائعها. فهم يخطئون الحساب!!
واذا كانوا يخلطون الأوراق أو يمارسون الضغوط على السودان الشقيق أملاً فى تغيير موقفه فى أزمة السد فلا مجال للتهاون فى الموقف الحاسم بالتمسك باتفاق ملزم يحمى السودان من المخاطر ويحفظ له حقوقه.. ولا مجال لمحاولة فتح ملف الحدود الذى أغلق باتفاقيات لا مجال للمساس بها.
كل ما يفعله حكام «أديس أبابا» أنهم يلعبون بالنار دون وعى بأنهم سيكونون أول ضحاياها!!