وجها لوجه| «التدخين وكوفيد 19» صدام يصل بقطار العمر إلى المحطة الأخيرة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
احمد جلال
 

مع بدء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19"، سارع الأطباء والخبراء بإطلاق التحذيرات لفئات بعينها، وفي مقدمتهم أصحاب الأمراض المزمنة والحوامل والمسنون، ولكن هذه التحذيرات لم تغفل فئة المدخنين. 

 

عواقب صحية وخيمة

 

يزيد تعاطي التبغ من مخاطر معاناة أعراض خطيرة جرَّاء الإصابة بعدوى كوفيد-19؛ حيث تشير الأبحاث التي أُجريت في وقت سابق إلى أن كوْن الشخص له ماضٍ مع التدخين، مقارنةً بغير المدخنين، يزيد بشكل كبير من فرصة حدوث نتائج صحية ضارة لدى المرضى بعدوى كوفيد-19، بما في ذلك دخولهم العناية المركزة، والحاجة إلى تنفس اصطناعي، ومواجهة عواقب صحية وخيمة.

 

ووفقا لدراسات، استندت منظمة الصحة العالمية إلى نتائجها، فإن الآثار التي يُخلِّفها التدخين على الجهاز التنفسي قد تُسهم في زيادة احتمالات إصابة المدخنين بنزلات البرد والأنفلونزا والالتهاب الرئوي والسُّل، وقد تكون هذه الآثار أكثر وخامة، كما يرتبط التدخين بتفاقم متلازمة ضيق التنفس الحادة، التي تُعدُّ إحدى المضاعفات الرئيسية للحالات الحادة من عدوى كوفيد-19، بين الأشخاص الذين يعانون من إصابات وخيمة في الجهاز التنفسي.

 

المدخنون أكثر عُرضة للإصابة بكورونا

ويتضرر الجهاز القلبي الوعائي والجهاز التنفسي، بتدخين التبغ على اختلاف أنواعه، كما تُضِر عدوى كوفيد-19 بهذه الأجهزة، فيما توضح معلومات واردة من الصين -منشأ لمرض كوفيد-19- أن مرضى القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي جراء تعاطي التبغ هم أكثر عُرضة للإصابة بالأعراض الشديدة للفيروس.

 

كما أظهرت الأبحاث التي أُجريت على 924 55 حالة مؤكدة مختبرياً في الصين أن النسبة الأوَّلية للوفيات الناجمة عن عدوى كوفيد-19 أعلى بكثير بين مرضى القلب والأوعية الدموية ومرضى السُّكَّري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسرطان، مقارنةً بمن لا يعانون سلفاً من حالات طبية مزمنة. وهذا إنما يدل على أن هذه الحالات الصحية التي يعانيها هؤلاء الأشخاص سلفاً قد تزيد من إمكانية تعرُّضهم لعدوى كوفيد-19.

 

ولتعاطي التبغ أثرٌ كبير على صحة الجهاز التنفسي، وهو السبب الأكثر شيوعاً في الإصابة بسرطان الرئة، علاوة على أنه أهم عامل خطر لمرض الانسداد الرئوي المزمن، الذي يتسبب في تورم الحويصلات الهوائية في الرئتين وتمزُّقها، وهو ما يَحِدُّ من قدرة الرئة على امتصاص الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون، ويتسبب في تراكم المخاط، الأمر الذي يؤدي إلى سعال مؤلم وصعوبات في التنفس.. ونظرًا لأن الفيروس المسبِّب لعدوى كوفيد-19 يهاجم الجهاز التنفسي أولاً، وغالباً ما يتسبب في ضرر تنفسي يتراوح ما بين معتدل وحاد، فقد يكون لذلك آثار على المدخنين، وربما ينتهي الأمر بالوفاة.

 

«كوفيد – 19».. الوقت المناسب للإقلاع عن التدخين

رغم أن أن الإقلاع عن التدخين، يعد قرارا مستحسنا في أي وقت، إلا أن الإقلاع عن تعاطيه الآن يكتسي أهمية خاصة من أجل تخفيف وطأة الضرر الناجم عن مرض كوفيد-19، كما أن عدم التدخين يساعد على تقليل فرص لمس الفم بأصابع اليد، ومن الممكن أيضاً أن يستطيع المدخنون الحاليون إذا ما أقلعوا عن التدخين مواجهة الحالات المَرَضية المصاحبة بشكل أفضل حالَ إصابتهم بالعدوى؛ لأن الإقلاع عن تعاطي التبغ له تأثير إيجابي مباشر غالباً على وظائف الرئة والقلب والأوعية الدموية، ويزداد هذا التحسُّن بمرور الوقت.

 جدير بالذكر أن بيانات منظمة الصحة العالمية، نوهت إلى كون كوفيد-19 مرضاً متعرَّفاً عليه حديثاً؛ فإن العلاقة بين تدخين التبغ والمرض لم تزل في حاجة إلى مزيد من التوثيق والبحث.