قصة سبيل الأمير«شيخو».. وأسرار لم تعرفها عن الأثر العريق !!

سبيل شيخو
سبيل شيخو

 

تقوم وزارة الآثار حالياً بعملية ترميم لـ «سبيل شيخو».. فلنتعرف معاً على هذا السبيل، كما أكده الباحث الأثري الدكتور حسين دقيل، والمتخصص في الآثار اليونانية والرومانية.

ويقول دقيل، إن بداية «السبيل» بشكل عام هو منشأة من المنشآت الخيرية في العمارة الإسلامية، وكانت (الأسبلة) تنشأ لأهداف عديدة، منها: هدف ديني وهو التقرب إلى الله، أو هدف نبيل وهو السقاية المجانية للمارة وعابري السبيل، كما كانت تقام أيضًا لأهداف سياسية كـ (مكرمة) من صاحب السبيل.

أما عن «سبيل شيخو» فهو سبيل أثري يحمل رقم (147) بسجلات وزارة الآثار، ويقع بشارع باب الوداع بالحطابة بحي الخليفة أمام ضريح يونس الداوادار، بالقاهرة.

وقد قام بإنشاء هذا السبيل عام (755هـ/ 1354م) الأمير سيف الدين شيخو «أو شيخون» العمري الناصري أحد أمراء السلطان المملوكي «السلطان حسن»، بعد أن بنى جامعه المعروف بـ «جامع شيخون البحري» قبل ذلك بخمس سنوات (750هـ/ 1349م)، حيث أنشأ «الأمير سيف الدين شيخو» العديد من المباني، فقد أقام أيضًا في عام (756 هـ/ 1355م) خانقاه، وهي مكان ينقطع فيه المتصوف للعبادة، تقع في مواجهة جامعه يفصلهما شارع شيخون. وأقام أيضًا حمامين بحي الصّليبة.

وكان شيخون من أمراء المشورة لدى السلطان حسن، ثم تولى نيابة «دمشق» غير أنه قد تم القبض عليه فيما بعد وسجن بـ (الإسكندرية).

غير أنه لم يلبث بأن عاد إلى السلطة مرة أخرى في عهد (السلطان الصالح)، ولما عاد إلى السلطة عاد بشكل مثير؛ حيث زاد نفوذه وسلطانه وكثر ماله حتى صار كأمواج البحر كما يقول المقريزي، غير أنه وفي النهاية مات عليلًا بضربة سيف غادرة سنة (758هـ/ 1357م).

الغريب أن المقريزي لم يذكر السبيل بين أعمال شيخون التي ذكرها في الخطط، كما لم يذكره جومار (وهو مؤرخ رافق الحملة الفرنسية)، ولم يذكره أيضاً علي مبارك في خططه. أما (الدكتور حسنى نويصر) فقد ذكر أن السبيل كان قد تخرب واستخدم اصطبل للخيول، في حين أطلق الجبرتي اسم (الشيخونيتين) على الجامع والخانقاه نسبة إلى شيخون.

وهذا السبيل غريب عن أسبلة عصره بل وباقي العمائر الإسلامية إذ أنه محفور في الصخر ولم يبن بالطريقة المعتادة فيما عدا واجهته الخارجية المبنية بالحجر على شكل دخلة غائرة نصف دائرية تضم شباك التسبيل، والسبيل يتكون من قاعتين مستطيلتين منحوتتين في الصخر تحتهما صهريج للماء محفور في الصخر أيضاً، والسبيل فريد في نوعه ويعد المثال الأول لطراز الأسبلة المملوكية المستقلة.

ساحلية وتاريخية.. القصير مدينة سياحية على هامش التطوير| صور