«واشنطن - طهران».. خطوات محسوبة لإحياء الاتفاق النووى

قلق أوروبى من تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة تصل لـ٢٠٪
قلق أوروبى من تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة تصل لـ٢٠٪

رغم أن الولايات المتحدة قبلت دعوة الاتحاد الأوروبى لإجراء محادثات مع طهران لإعادة تفعيل الاتفاق النووى، إلا أنها أعلنت أنها لا تخطط لرفع العقوبات على إيران قبل هذه المباحثات..يأتى ذلك بينما تنتهى اليوم المهلة النهائية التى حددتها طهران قبل قيامها بفرض قيود على عمليات التفتيش التى تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أن أبلغت إيران، الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة خطتها لإنهاء سلطات التفتيش الشاملة والمفاجئة الممنوحة للوكالة بموجب الاتفاق النووى المبرم عام 2015.

وترى صحيفة نيويورك تايمز، أن واشنطن اتخذت خطوة مهمة تعد بمثابة علامة جيدة، لاستعادة الاتفاق النووى الذى تخلت عنه إدارة ترامب، بقبولها دعوة أوروبية للمشاركة فى اجتماع تحضره إيران لبحث المسار الدبلوماسى بشأن ملفها النووى، فيما يبدو عودة للدبلوماسية مع طهران بعد أكثر من أربع سنوات، حيث قبلت الولايات المتحدة دعوة من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى لحضور اجتماع لمجموعة 5+1 «الولايات المتحدة وألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا» مع إيران، للبحث فى الطريقة المثلى للمضى قدما بشأن برنامجها النووى.

 

وفى سلسلة من الخطوات الرامية إلى تحقيق أحد أهم وعود الرئيس بايدن الانتخابية، ابتعدت إدارته عن محاولات إدارة ترامب لإعادة عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وسحبت طلبا سابقا لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران، كما خففت القيود على الدبلوماسيين الإيرانيين فى نيويورك.

 

وفى نفس الوقت، أخبر وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى اتصال الخميس أن الولايات المتحدة ستنضم إليهم فى السعى لاستعادة اتفاق 2015 مع إيران، الذى قالت إنه خطوة مهمة لتحقيق الدبلوماسية متعددة الأطراف، فى حين لم يتضح ما إذا كان الإيرانيون سيوافقون على الانضمام، للمناقشات. 

 

ويرى البعض أنه من المرجح أن تقبل طهران، بل ستكون أكثر انفتاحا لاجتماع مع الاتحاد الأوروبى تكون فيه الولايات المتحدة ضيفا أو مراقبا بدلا من محادثات رسمية مباشرة مع واشنطن كمشارك.

 

وخلال الاجتماع الأوروبى الأمريكى الذى عقد فى باريس، أعربت هذه الدول عن قلقها من تحركات إيران الأخيرة لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20٪.كما حثت إيرانَ على النظر فى عواقب هذه الخطوات الخطيرة فى الوقت الذى تتجدد فيه الفرصة الدبلوماسية وأعرب المجتمعون عن ترحيبهم بنية الولايات المتحدة المعلنة العودة إلى الدبلوماسية مع إيران.

من جهته، دعا وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف الدول الأوروبية إلى الالتزام بتعهداتها والمطالبة بإنهاء إرث إدارة ترامب السابقة، وبعد ساعات على إبداء إدارة بايدن استعدادها للمشاركة فى محادثات لإحياء الاتفاق النووى بين طهران والدول الكبرى.

 

ودعا الرئيس الأمريكى جو بايدن القوى الأوروبية الجمعة إلى العمل معاً للحد من أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار فى الشرق الأوسط، وأبلغ بايدن مؤتمر ميونيخ الأمنى أن الولايات المتحدة ستعمل عن كثب مع الحلفاء فى التعامل مع إيران بعد أن اتخذ سلفه دونالد ترمب نهجاً عدائياً أحادياً.

 

ومنذ عام 2018، تخلت طهران تدريجياً عن عدد من القيود التى كانت قد وافقت على فرضها على برنامجها النووى. وطلب البرلمان الإيرانى من الحكومة، بموجب قانون أقرّه فى ديسمبر الماضى، تعليق التطبيق الطوعى للبروتوكول الإضافى الملحق بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، فى حال عدم رفع الولايات المتحدة للعقوبات بحلول 21 فبراير. وسيقيّد ذلك بعض جوانب نشاط مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التى أكّدت انها تلقت اعلان طهران بأن الخطوة دخلت حيّز التنفيذ الثلاثاء بعد غد.

 

لكن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المقررة بعد أربعة اشهر فقط، لم يتضح ما إذا كان القائد الأعلى آية الله على خامنئى والقيادة السياسية والعسكرية للبلاد ستدعم بشكل كامل إعادة التواصل مع الولايات المتحدة. وربما تكون العقبة الأولى أمام استعادة الاتفاق، حول من يتحرك أولا. وكان بلينكن قد قال الأسبوع الماضى أن إدارة بايدن تعتقد ببساطة أن استعادة الاتفاق القديم لن يكون كافيا.

 

ولدى بلينكن أهداف أخرى تشمل مد وتوسيع الاتفاق فى محاولة لكبح جماح القدرة الصاروخية لإيران واستمرار دعمها لجماعات إرهابية ولحكومة الرئيس بشار الأسد، وهى القضايا التى قالت إيران إنها ليست مطروحة على الطاولة.

 

ومنذ تولى الرئيس الأمريكى جو بايدن، الرئاسة تتبادل إيران والولايات المتحدة سلسلة من التصريحات لحث كل منهما الآخر على العودة للاتفاق النووى. وفى حين أن هناك رغبة من الطرفين للتفاوض وإحياء الاتفاق النووى، إلا أن الشروط التى يضعها كل طرف أمام الآخر تعد عقبة للبدء. لكن حتى إذا تم تجاوز هذه المرحلة المرتبطة بالشروط المسبقة، هناك عقبة أخرى وهى الصواريخ الباليستية التى اتفق الجميع سواء دول الخليج العربى أو الأطراف الأوروبية أو إسرائيل أنها مهمة لتضمينها فى إطار أوسع، لكن العقبة تكمن فى الموقف الإيرانى الرافض تماماً لمناقشة وضع الصواريخ الباليستية. مشيرين إلى أنه إذا كان المبدأ قابلاً للتفاوض، لكانت طهران دخلت فى التفاوض مع إدارة دونالد ترمب.