إنها مصر

الضغط بحقوق الإنسان !

كرم جبر
كرم جبر

تقارير حقوق الإنسان التى تصدر فى الغرب مصدرها جهات إخوانية، والكذب لدى الإخوان سياسة ممنهجة، ولدينا مئات الوقائع والحكايات التى تؤكد زيفهم وعدم مصداقيتهم منذ نشأتهم حتى الآن، ومن التجنى أن تعتمد المراكز البحثية الغربية على أكاذيب إخوانية مفضوحة،وروايات مرسلة دون سند أو دليل.

قد نكون مقصرين فى مخاطبة الآخر بلغة يفهمها، وفى كثير من الأحيان نخاطب أنفسنا، ونتصور أن العالم يفهمنا ولا ينبغى أن تُترك الساحة لسيطرة الإخوان ومن يدعمونهم، بل نقتحم عقر دار دوائر صنع القرار فى أمريكا والغرب، لتقديم وجهة نظر مصر العادلة فى قضية حقوق الإنسان، وأنه ليس لديها ما تخفيه.

حقوق الإنسان يحب ابدا ألا تكون أداة ضغط سياسية فى علاقات مصر بأمريكا والغرب، فخطر الإرهاب الداهم لم ينته، قد يدفع البلاد إلى اتخاذ إجراءات ضرورية دفاعا عن وجودها وأمنها واستقرارها، وقد تحدث تجاوزات فردية اقل بكثير مما نشاهده فى امريكا والغرب،ويتم التعامل مع مرتكبيها على الفور، ولكن هذا لا يعنى بالمرة وجود الانتهاكات التى تتضمنها تقاريرهم،والدليل على ذلك قيادات الإخوان فى السجون الذين لم يشكُ واحد منهم من الانتهاكات.

****

لمن يلعبون بمصطلح "المصالحة مع الاخوان" من وقت لآخر نذكرهم:

قال الرئيس السادات فى خطابه الشهير الذى سبق اغتياله: "أنا غلطان كان لازم يفضلوا فى مكانهم"، وكان اعترافا بعد فوات الأوان، يقر فيه بأنه ارتكب خطأً تاريخيا، عندما أطلق سراح الإخوان من السجون، إبان توليه الحكم، وكان يعتقد أنهم سيكونون مؤيديه،لكنهم اعادوا مسلسل العنف الذى قادهم إلى السجون.

واعترف السادات بعد فوات الآوان بأنه "مفيش حاجة اسمها جماعة إسلامية وإخوان، كلهم واحد"، ورغم ذلك فقد وقع عبدالحليم موسى وزير الداخلية فى الثمانينيات فى خطأ جسيم، عندما أجرى حوارات المصالحة مع قادة الجماعات الإسلامية فى السجون، وأقروا بنبذ العنف والدعوة إلى المصالحة والاعتراف بالخطأ، ولكنهم نقضوا عهودهم فى حكم المعزول مرسى، وقال قادتهم: إنهم لم يتصالحوا ولم يعترفوا بأية أخطاء.

تمكن نجوم الإخوان فى أن يحكموا السيطرة على عقول الشباب وتسللوا إلى الجامعات واحتلوا وسائل الإعلام، وكان أخطرهم على الإطلاق عمر التلمسانى الذى تحايل على السادات وأجهزة الأمن وتجول فى البلاد من أدناها إلى أقصاها، واستغل صداقته بكبار المسئولين فى الذهاب إلى المؤتمرات التى تعقدها الجماعات الإسلامية.

وكان يتمادى فى الهجوم على الدولة بينما يتظاهر برفض العنف، ونفذ بدقة الخطة التى أقرتها الهيئة التأسيسية للإخوان التى انعقدت فى موسم الحج لعام 1975.

نفذ التلمسانى خطة إعادة إحياء تعليمات حسن البنا فى شكل جديد، والسير بالدعوة فى عدة اتجاهات سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية، وظهرت فى أعقاب ذلك المشروعات الاقتصادية الإخوانية وشركات توظيف الأموال التى امتصت دماء المصريين، وتغلغلوا فى الأحزاب السياسية، وهيأوا البلاد للقفز على السلطة بعد احداث يناير.

وأياً كان السبب فقد انفتح الباب على مصراعيه لتيارات العنف ونافورات الدماء، وانتهت المأساة بقتل السادات نفسه فى المنصة سنة 1981..