بدون تردد

محاولات إثيوبية!! (١)

محمد بركات
محمد بركات

لا تتوقف إثيوبيا عن التعنت وإضاعة الوقت، ورفض كل المقترحات والحلول المطروحة من مصر والسودان، للتوصل إلى اتفاق عادل وشامل، حول النقاط المختلف عليها، بخصوص الإجراءات المتعلقة بملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق مصالح الدول الثلاث ولا يضر أى طرف من الأطراف.

 

هذا ما دأبت عليه طوال المفاوضات الماراثونية التى جرت طوال السنوات الماضية، وهو ما تفعله الآن وما تنوى الاستمرار فيه خلال أى مفاوضات قادمة، باعتباره هدفا تسعى إليه وتعمل من أجله.

 

وذلك بات واضحا تماما فى ظل الممارسات الإثيوبية السلبية، خلال المفاوضات بين الأطراف الثلاثة، منذ إعلانها المفاجئ عن البدء فى إقامة السد عام ٢٠١١، دون إخطار مسبق ودون موافقة من دولتى المصب مصر والسودان، بالمخالفة للقوانين الدولية المنظمة للأنهار العابرة للدول، وأيضا بالمخالفة للاتفاقيات الخاصة بنهر النيل.

 

والمتابع للتحركات والمواقف الإثيوبية الآن، يجد أنها تسعى بكل الطرق لافتعال الأزمات وتصعيد الخلافات مع مصر والسودان، حتى تجد مبررا لتعطيل المفاوضات وإيجاد ذرائع، تتيح لها التهرب من الاستجابة للمطالب والاستحقاقات الإقليمية والدولية، بالتوصل إلى حل عادل وشامل لأزمة السد.

 

وفى هذا الإطار تسعى إثيوبيا الآن لإشعال أزمة على حدودها مع السودان، حيث تدفع بقواتها للسيطرة على الأراضى السودانية، على الحدود الشرقية فى منطقة ∩الفشقة∪، ضاربة عرض الحائط بخط الحدود المعترف به دوليا.

 

والهدف الإثيوبى واضح من وراء عدوانها على الأراضى السودانية، وهو خلق نزاع جديد بالمنطقة، يغطى على النزاع القائم حول سد النهضة، لعله يتيح لها المزيد من الوقت لاستكمال إقامة السد، وفرض الأمر الواقع على مصر والسودان، والتهرب من التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم يحقق مصالح الدول الثلاث.

 

وهو ما لن يتحقق بإذن الله.. فى ظل الإصرار المصرى السودانى على عدم التفريط فى حقوقهما المشروعة والتاريخية فى مياه النيل.

 

"وللحديث بقية"