«بورولي».. عدوى جديدة أخطر من كورونا

الفئران
الفئران

أصبح العالم بأكمله في حالة خوف من فيروس كورونا كوفيد 19 المستجد، ولكنهم لم يعلموا المفاجأة التي تأتي من حيث لا ندري، حيث عاد فيروس «إيبولا» ليحصد أرواح 5 أشخاص في غينيا، وهو الوباء الذي كان انتشر في غرب أفريقيا بين 2013 و2016، وأزهق أرواح 11 ألفاً و300 إنسان، خصوصاً في غينيا وليبيريا وسيراليون، وتزامن انتشاره في غينيا حالياً، مع تسجيل 4 إصابات في جمهورية الكونغو الديموقراطية، حيث توفي منهم اثنان.

 

ظهرت عدوى جديدة تسمى "قرحة بورولي"، التي بدأت الإصابات بها، في أستراليا، فإنها تتلف الجلد والأنسجة الرخوة سريعاً ما لم تعالج بتوليفة من المضادات الحيوية والستيرويدات لأسابيع أو لشهور أحياناً.

 

وكان مصدر العدوى هذه المرة حيوان آخر غير الخفاش، إنه الأبسوم وهو حيوان ينتمي إلى عائلة الشقبانيات، التي تتميز بوجود كيس أو جيب ملتصق بالطبقة الخارجية للبطن، يحمل الحيوان صغاره بداخله وهو أكثر حيوانات تلك العائلة تميزاً لأنه الجرابي الوحيد الذي يعيش في المدن والغابات والحقول.

 

ونشرت صحيفة «BBC» البريطانية، أن هذا المرض يبدأ ببقعة حمراء متورمة قليلاً، تتحول مع مرور الأيام إلى ثقب يتسع تدريجياً وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة ما لم يتم تدارك الأمر 

 

وأضافت الصحيفة أن العلماء أقروا بالفعل أن هذا الحيوان الليلي قد يؤدي دوراً كبيراً في انتقال عدوى قرحة "بورولي" إلى البشر. فالحيوان يعاني أيضاً من المرض، واكتشفت كميات كبيرة من جراثيم المتفطرة المقرِحة، المسببة للمرض، في براز هذه الحيوانات.

 

وتقترب الآن عدوى قرحة بورولي أكثر فأكثر من مدينة ملبورن، ويحاول الأطباء والعلماء إيقاف العدوى قبل أن تتفشى بين سكان المدينة التي يبلغ تعداد سكانها خمسة ملايين نسمة.

 

وتقول "كيم بلاسديل"، كبيرة الباحثين بمنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية في أستراليا: "إذا كان سكان المناطق التي تعد بؤرة انتشار المرض لم يسمعوا عن قرحة بورولي، فمما لا شك فيه أن الناس خارجها لا يعرفون شيئاً عنها، والمشكلة أن المرض قد يتطور لدى المرضى الذين قد ينتظرون أسابيع لتشخيص المرض ويؤدي لعواقب كارثية".

 

وتضيف بلاسديل: " عندما يقطع البشر الأشجار لبناء منزل أو يزيلون الغطاء النباتي المحلي تنتقل الحيوانات الأصلية، بما فيها الأبسوم، التي كانت تتخذها موطناً إلى المساحات الخضراء المتبقية في المنطقة. وإذا تركزت أعداد كبيرة من حيوانات الأبسوم في رقعة خضراء صغيرة، ستتركز في هذه الرقعة أيضاً الجراثيم، مثل جرثومة المتفطرة المقرحة».

 

وبسبب التوسع العمراني زادت فرص الاحتكاك بين البشر والحيوانات البرية، بينما يعيش حيوان الأبسوم على الأشجار الأصلية، فإن هذه الكائنات الصغيرة قد تتكيف مع البيئة الحضرية، مثل الحدائق الخلفية، إذا لم تجد بديلاً، فالمشكلة إذاً لا تكمن في حيوان الأبسوم في حد ذاته، بل تكمن في اقترابنا منه أكثر من اللازم.

 

ويفترض العلماء الآن أن حيوان الأبسوم وفضلاته تسهم في انتشار البكتيريا، ثم ينقل البعوض وغيره من الحشرات الناقلة للأمراض هذه البكتيريا من حيوان الأبسوم أو البيئة إلى البشر، فتخترق هذه الحشرات الجلد وتنقل البكتيريا التي تسبب قرحة بورولي.. لكن هذه مجرد فرضية، ولا أحد يعرف بعد ما إن كانت البكتيريا تنتقل للبشر من البعوض أو التربة أو من حيوانات الأبسوم.