توقيف العشرات في إسبانيا بعد ليلة ثانية من التظاهرات 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 أوقف عشرات الأشخاص في إسبانيا إثر تجدد التظاهرات العنيفة في الساعات الأولي من صباح الخميس 18 فبراير، على خلفية سجن مغن كاتالوني للراب أدين بإهانة المؤسسة الملكية وقوات الأمن.

اندلعت التظاهرات مساء الثلاثاء في إقليم كاتالونيا (شمال شرق) إثر اعتقال بابلو هاسل (32 عاما) بعد تحصّنه الاثنين في جامعة في محاولة لمنع توقيفه، في قضية مثيرة للجدل تتعلق بحرية التعبير.

اقرأ أيضاً: شركات أمريكية تطالب «بايدن» ببناء مصانع للرقائق الالكترونية  

وسددت أعمال العنف ضربة سياسية لحزب بوديموس اليساري المتطرف، الشريك الأصغر في الائتلاف اليساري في إسبانيا الذي عارض سجن هاسل وأيد علنا المتظاهرين.

مساء الأربعاء تجمع مئات الأشخاص في ساحة بويرتا ديل سول في مدريد للمطالبة بالافراج عن هاسل، وألقوا مقذوفات باتجاه الشرطة التي تصدت لهم في مواجهات استمرت ساعات، بحسب صحافيي وكالة فرانس برس.

وأوقفت الشرطة 19 شخصا، فيما قالت أجهزة الطوارئ التابعة للمدينة إن 55 شخصا أصيبوا بجروح، بينهم 35 عنصر أمن.

في برشلونة وثلاث مدن أخرى في كاتالونيا، رشق المتظاهرون الشرطة بمقذوفات وأشعلوا النار في حواجز، وتصدت الشرطة للمتظاهرين وأطلقت في بعض الأماكن أعيرة مطاطية.

ونزل المتظاهرون إلى شوارع غرناطة بجنوب البلاد، واشتبكوا مع الشرطة وأضرموا النار في حاويات قمامة. وتم توقيف أربعة أشخاص وفق مسؤولين محليين.

ورغم أن هاسل معروف بأفكاره اليسارية المتطرفة، إلا أن قضيته باتت موضوع جذب للنشطاء الذين يقولون إن محاكمته اعتداء خطير على حرية التعبير.

ونددت شخصيات من مختلف الأطياف السياسية بأعمال العنف، ومن بينهم نائبة رئيس الوزراء الاشتراكية كارمن كالفو.

وقالت على شبكة التلفزيون العامة آر تي في إيه "ما من حق يمكن الدفاع عنه أو التعبير عنه بالعنف. إنه خط أحمر".

اضافت "إن تظاهرة غير مرخصة نجم عنها توقيفات وجرحى والكثير من الخسائر المادية، لا توازي حرية تعبير".


حتى الآن لزم رئيس الوزراء بيدرو سانشيز الصمت إزاء قضية هاسل والتظاهرات التي ألقت الضوء على شرخ يتسع بين حزبه الاشتراكي وبوديموس الذي انبثق عن حركة "إينديغنادوس" (ساخطون) المعارضة للتقشف والتي احتلت ساحات مدن في أنحاء إسبانيا عام 2011.

وفي خط المواجهة الأول النائب عن بوديموس بابلو إيشينيكوي الذي غرّد علنا مؤيدًا للمحتجين فيما كانت المواجهات تشتد.

وكتب على تويتر "كل دعمي للشباب المعارضين للفاشية الذين يطالبون بالعدالة وحرية التعبير في الشوارع".

لكن قسما كبيرا من الغضب انصب على زعيم بوديموس بابلو إيغليسياس، وهو نائب لرئيس الوزراء أيضا، والذي كان انتقد سجن هاسل واستخدمه للتشكيك في الديموقراطية الإسبانية.

وقالت كوكا غامارا المتحدثة باسم الكتلة البرلمانية للحزب الشعبي المعارض "يتعين إزاحة بابلو إيغليسياس من الحكومة الإسبانية. تلك هي الطريقة الوحيدة للابتعاد عن هذا المسار الخطير الذي نسلكه".

وأضافت في تصريحاتها التلفزيونية بأن الحزب الاشتراكي "لا يستطيع أن يكون متواطئا أمام ما يحدث ... وأمام هذا النهج +الترامبي+ الذي نراه من زعماء بوديموس"، في إشارة إلى محاولة دونالد ترامب تحريض أنصار له على اقتحام مبنى الكابيتول الأميركي الشهر الماضي.

تم توقيف هاسل بعد امتناعه عن تسليم نفسه الجمعة، ليبدأ حكما بالسجن تسعة أشهر على خلفية تغريدات تصف الملك السابق خوان كارلوس الأول بزعيم مافيا، وتتهم الشرطة بتعذيب وقتل متظاهرين ومهاجرين.

وانبرى مئات الفنانين للدفاع عنه ومن بينهم المخرج السينمائي بدرو المودوفار والممثل الهوليودي خافيير بارديم، فيما اعتبرت منظمة العفو الدولية أن سجنه بسبب كلمات اغانيه وتغريداته "غير عادل وغير متكافئ".