كرم جبر: مواجهة الشائعات لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب

الكاتب الصحفي كرم جبر
الكاتب الصحفي كرم جبر

أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن الإعلام هو حجر الزاوية في بناء الوعي، والمجتمعات تصح بالإعلام الصحيح الواعي، مُشددًا على أن حرب الشائعات لا تقل أهميةً عن محاربة الإرهاب. 

جاء ذلك خلال فعاليات ندوة "الإعلام والوعي والتنمية"، اليوم الخميس، ضمن مبادرة "رفع الوعي 2021"، بمشاركة كل من د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وخالد فودة محافظ جنوب سيناء، والكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والنائب الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، والسفير مختار عمر إبراهيم، كبير مستشاري الاتحاد البرلماني الدولي.

وقال جبر إن الإعلام مرآة تعكس ما يدور في المجتمع بمصداقية وحيادية ويلعب دورًا كبيرًا فى رفع درجات الوعي الصحيح لدى الجمهور، ولا ينفصل عن أهداف الدولة لما له من تأثير كبير بما يجعله شريكًا أساسيًا في إحداث التغييرات المطلوبة بشرح الحقائق وتزويد الرأي العام بالمعلومات بدلاً من الشائعات، حتى يكون المواطنون فاعلين وشركاء في تنمية المجتمع.

وأوضح أن الإعلام عليه دور كبير في شرح ما يحدث من إنجازات حقيقية على أرض مصر، وكذلك حماية المجتمع من محاولات الجماعات الإرهابية بث سمومها والتشكيك في المشروعات القومية الكبرى، من خلال شرح المشروعات القومية وما يحدث في مصر من نقلة حقيقية، مضيفًا أن مصر حققت خلال ٦ سنوات ما لم يتحقق في التاريخ من قبل تحت شعار "الحفاظ على كرامة المصريين".

وأضاف أن مصر الآن مرفوعة الرأس لا تنحني أمام أحد ولا تمد يدها لصديق أو شقيق، مشيرًا إلى أن المجلس "أطلق مبادرة للاحتفال بالمناسبات والأعياد القومية من خلال التركيز على البطولات والنماذج المصرية على مدار التاريخ، مثل احتفالات نصر أكتوبر المجيد، حيث رأينا الجندي المصري سابقًا لعصره بعدما خاض حربًا أذهل خلالها العالم باختراعات سجلت في سجلات الحرب مثل القضاء على خط بارليف، لذلك يجب إلقاء الضوء على هذه النماذج لربط الشباب بأمجاد مصر الوطنية ليعتزوا بها".

وأشار إلى أن المشروع القومي لتطوير الـ4500 قرية هو ثورة تنموية كبرى تحدث لأول مرة في مصر لتحقيق حياة كريمة لأبناء الشعب المصري، مضيفًا أنه "علينا جميعًا أن نلتف حول الرئيس عبد الفتاح السيسي ونثق بأن هذا المشروع سيتحقق بنجاح كبير لأن من يقف خلف المشروع هو الرئيس السيسي"، مؤكدًا أن الإعلام عليه دور كبير في تصحيح الشائعات التي تطلقها بعض الجماعات عن هذا المشروع وتحصين أهالي القرى من تلك الشائعات، لأن حرب الشائعات لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب.

وشدد على أن الإعلام يجب أن يتناول تلك القضايا بشكل لا يهون ولا يهول منها ولا ينساق وراء بعض الدعوات التي لا غرض لها سوى إحراج الدولة المصرية بقضايا قد لا يكون لها وجود من الأساس، مضيفًا "علينا أن نتعامل بشكل موضوعي مع قضايا حقوق الانسان ويجب ألا نكتفي بموقف الدفاع لأن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم من خلال عرض القضايا دون انتظار الهجوم، ومصر ليس لديها ما تخفيه، وعلينا البدأ في تفنيد الادعاءات خلال المواسم التي يقومون خلالها بمهاجمة أوضاع حقوق الإنسان في مصر، لأن تلك القضايا لا يتم إثارتها في مصر إلا لممارسة الضغوط عليها".

وأشار جبر إلى أن أحد الافتراءات التي تواجهها الدولة المصرية هو توجيه كل المجهودات للمشروعات القومية وإهمال الجانب الصحي، في حين أن مصر استطاعت القضاء على فيروس "سي" خلال عام مجانًا للمواطنين فيما قدمت دول أخرى كورس العلاج بما يوازي ١٢٠ ألف جنيه مصري، مضيفًا أن العشوائيات التي يتم إزالتها لتحسين حياة المواطنين ويتم تعويضهم باستمرار يستغلها البعض لإثارة الرأي العام ضد الدولة في حين أنها إنجاز غير مسبوق.

من جانبه، أكد د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الندوة "تأتي في إطار العمل الوطني المؤسسي التكاملي المشترك فيما يتصل بقضية الإعلام والوعي ودورهما في تحقيق التنمية وتأكيدًا على قدرة مؤسسات الدولة على العمل بروح الفريق مهما كانت مواقعنا التنفيذية أو الخدمية، فالكل يعمل لخدمة الوطن ويشكل حلقة من حلقاته المتكاملة، متخذين في هذا الاتجاه من الوعي والتثقيف والحوار الوطني المنفتح على الجميع والنقاش الموضوعي الحر طريقًا للبناء والتنمية".

وأشار وزير الأوقاف إلى أن الندوة تعالج قضيتين لا غنى لأحدهما عن الأخرى هما قضية الوعي، وبخاصة ما يتصل بفهم صحيح الدين أحد أهم أجنحة مواجهة التطرف وتجفيف روافده ومنابعة وذلك عن طريق تجديد الخطاب الديني، والأخرى هي قضية التنمية التي تنطلق بقوة في كل ربوع الوطن ومنها وليس آخرها مبادرة الرئيس السيسي لتنمية الريف المصري. 

وأوضح جمعة أنه "علينا أن نفرق بين الجهاد والقتال، والجهاد أعم حيث يكون الجهاد بالنفس أو بالمال أو بالكلمة الطيبة، أو الدعوة بالكلمة والموعظة الحسنة، أو بالقرآن الكريم، أما الجهاد القتالي فقد تطور مدلول الكلمة وأصبح في العصر الحاضر يُشير إلى مصطلحات عصرية منها إعلان حالة الحرب أو حالة التعبئة العامة أو الخاصة، وهو حق حصري لولي الأمر الشرعي الذي أناط القانون والدستور به إعلان حالة الحرب".

وأضاف وزير الأوقاف أنه "في عهد النبي محمد لم يثبت ولم يكن لأي شخص غير النبي أن يعلن حالة الحرب، بصفته نبيًا وحاكمًا، وفي كل العهود بعد النبي لم يكن لأحد غير الخليفة أن يعلن حالة الحرب دون أن يعلنه الخليفة بنفسه، فلم يحدث في تاريخ الإسلام على الإطلاق أن حدث ذلك". 

وأشار إلى أن العالم في حاجة إلى تجديد الخطاب الديني كما هو في احتياج إلى الدولة الصادقة التي ينادي بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي لا تكيل بمكيالين وتفي بالعقود والعهود ما دامت الحياة قائمة.

وأوضح أن محافظة جنوب سيناء هي المحافظة الأولى في الشراكة مع الوزارة، وذلك تأكيدًا على ما تحظى به المحافظة من معالم وآثار دينية، كما تم افتتاح أول مركز للثقافة الإسلامية باللغات الأجنبية في مصر داخل المحافظة وهو ملحق بمسجد الصحابة.

فيما عبر خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، عن سعادته كون محافظة جنوب سيناء شريكًا في مبادرة "رفع الوعي 2021"، مشيرًا إلى استعداد المحافظة لاستقبال أي ندوات تابعة للمبادرة في أي وقت. 

وأضاف أن "التعاون بين المحافظة ووزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للإعلام ونقابة الإعلاميين ممتد منذ فترة طويلة، فمنذ سنوات كنا نلقي الضوء على التنمية في سانت كاترين والآن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعطانا مهلة لمدة عام للانتهاء من مدينة التجلي الأعظم لجعل المدينة عاصمة عالمية للسياحة الدينية، ونهدف إلى استقبال مليون سائح في العام، وسانت كاترين تمثل أهمية كبيرة ليس للمصريين فقط بل للعديد من دول العالم".

وأشار فودة إلى أن مركز الثقافة الإسلامية باللغات الأجنبية في مصر الملحق بمسجد الصحابة بشرم الشيخ له دور كبير في تعليم مفاهيم الدين الإسلامي الصحيحة بجميع اللغات، ويلعب المركز دورًا كبيرًا في إطار مبادرة تنمية الوعي، مشيرًا إلى إطلاق مبادرة بين المحافظة والأوقاف لشرح وتفسير تعاليم الدين للسيدات البدويات من خلال قوافل الوزارة من الواعظات.

بدوره، قال النائب الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، إن على الإعلام دورًا كبيرًا في توعية المواطنين بما يحدث في مصر حاليًا، مضيفًا أنه لابد أن يمتلك الإعلامي ضميرًا مهنيًا يمثل الرقيب على ما يقوله.

وأضاف أنه حين تم تدشين النقابة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت هناك فوضى عارمة في مجال الإعلام ولذلك عملت النقابة على محاربة الكيانات الوهمية التي كانت تدعي أنها نقابات للإعلاميين، كذلك قامت بمحاربة منتحلي الصفة واتخذت إجراءات قانونية حيالهم، وقامت بإصدار ميثاق شرف إعلامي اتبعته بمدونة سلوك مهني تخاطب ضمير الإعلامي الذي يحمل مسئولية الكلمة سواء المسموعة أو المرئية.
واختتم حديثه قائلاً "لم ولن نسمح لأحد بأن يخرج عن النص المهني ولن نترك إعلامي على أرض مصر دون أن يحصل على حقه ويمارس عمله بكامل الحرية"، مضيفًا أن النقابة هي درع وسيف الإعلاميين.

وقال السفير مختار عمر، كبير مستشاري الاتحاد البرلماني الدولي، إن الاتحاد هو أقدم منظمة انضمت لها مصر منذ ما يقارب الـ 100 سنة، وكان له دور كبير في إعداد دستور 1923 لتصبح مصر عضوًا كامل العضوية، كما قام الاتحاد بمخاطبة جميع الدول في عام 1956 للتدخل لوقف العدوان الثلاثي على مصر، كذلك أيد الاتحاد مطالب ثورة 25 يناير.

وأضاف أن الاتحاد كان له دورًا كبيرًا في مواجهة الجماعة الإرهابية إبان حكمها لمصر بعدما رفض دستور 2012 لأنه لم يكن يمثل جميع المصريين، كذلك كان أول منظمة تدعم ثورة 30 يونيو. وأوضح أنه "يجب العمل سويًا لتصحيح المفاهيم الإسلامية الخاطئة والتي تحاول بعض الجماعات المتطرفة الترويج لها، مضيفًا أن استخدام الدين كأداة سياسية هو أحد الأسباب الرئيسية في ظهور الإرهاب والتطرف، فمن يتاجرون بالدين للوصول إلى السلطة يضرون بمصالح وطنهم".

وأشار إلى أن أحد أهم القضايا التي تحتاج إلى تصحيح المفاهيم هي قضية المرأة في الإسلام، فالإسلام أعلى شئون المرأة ولكن هناك بعض الجماعات التي تحاول أن تقوم بعكس ذلك، وفي مصر لأول مرة نرى أن 25% من أعضاء البرلمان من السيدات. وفي نهاية الندوة قام النائب دكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، بتكريم د. محمد مختار جمعة وخالد فودة والكاتب الصحفي كرم جبر، بإهدائهم درع النقابة.