المرض النفسى هو حالة نفسية يتعرض لها بعض الناس، وهى عبارة عن إيذاء مشاعر الإنسان وتجعله غير قادرا على التحكم فى قراراته أو سلوكه وتصرفاته؛ ولذلك يستوجب التدخل لرعايته ومعالجته، مثلما تؤكد مى عبد المنصف، باحثة فى الآثار المصرية القديمة.
وأضافت عبدالمنصف، أن الأمراض النفسية ليست وليدة العصر الحديث بل هناك الكثير من الأدلة التاريخية توضح مُعاناة البشر من الأمراض النفسية والعصبية، فمن هنا نقول أن الأمراض النفسية أصابت الكثير منذ العصور القديمة ولكن طُرق العلاج منه هى التى تختلف من زمن لآخر .
اقرأ أيضا| إستشاري: يمكن تعويض حرمان الأمومة بهذه الطرق
الحضارة المصرية هى الأساس لفهم العديد من أسرار علم النفس فى وقتنا الحالى!، وهناك برديات تؤكد المُعاناة والألم النفسى الذى تعرض له المصرى القديم، تُوضح تلك البرديات تعرض المصرى القديم للأمراض النفسية مثل (الاكتئاب والهستيريا)، وحاول علاج تلك الأمراض كما تُوضح البرديات الطبية، ومن أشهر تلك البرديات، بردية «إيدون سميث»، بردية «إيبرس»، ولكن لم يُصنفها المصرى القديم على أنه مرض نفسى ولكن طُرق العرض والوصف بالبردية تتفق مع وقتنا هذا .
- الاكتئاب :
هو حالة مرضية تُصيب الشخص بالحزن والهم والرغبة فى العُزلة وفقدان الشهية بشكل عام والرغبة فى التخلص من الحياة، ويُصاحب المريض النفسى إضطراب فى النوم .
وأشارت إلي أن المصرى القديم كما قُلت لم يُعط للاكتئاب اسم طبى مناسب، ولكن ذُكر ذلك المرض فى« بردية إيبرس»، فى الوصف رقم ٨٥٥، تصف بعض الاضطرابات العقلية، وأيضًا بها أعراض الاكتئاب، وذُكر فى الوصف رقم (٦٢٦ ، ٦٩٤) كان بها وصف لبعض العقاقير لتحسين الحالة النفسية للمريض.
كما ذُكر الاكتئاب فى الكثير من الروايات الأدبية فى الأدب المصرى القديم «كشجار اليائس من الحياة مع روحه»، وهنا نجد تجسيد لليأس فى أسوأ أشكاله، وفيها تروى الروح لصاحبها اليائسة من الحياة قصتين؛ لتهوّن عليه ما حل به، تُظهر البردية لنا أبطال القصة لتوضح أن هناك من مرّوا بأصعب المواقف مما جعلهم يدخلون فى حالة من الاكتئاب والعزلة .
- الهيستيريا :
مرض لا شعورى يُصيب بعض الأشخاص؛ للهروب من موقف ما أو ربما لجلب اهتمام الآخرين، واعتقد المصرى القديم أن أعراض ذلك المرض ناتجة عن سوء وضع الرحم وتحركه من مكانه، وذُكر فى «بردية إيبرس» فى الوصفة رقم ٣٥٦، تتحدث عن المريضة المُصابة بعمى هستيرى، فاستخدم المصرى القديم لعلاجها بعض التعاويذ السحرية.
