فى الصميم

الموقف لا يحتمل المزيد من أخطاء إثيوبيا!

جلال عارف
جلال عارف

مازالت إثيوبيا ــ للأسف الشديد ــ تواصل سياساتها الخاطئة فى أزمة السد، وتنطلق منها لتثير أزمات أخرى كما تفعل الآن بإثارة المشاكل الحدودية مع السودان الشقيق.. وكأنها تهرب من أزمة إلى أخرى دون تقدير للعواقب، ودون التزام بقانون أو تعهدات، وتحت وهم القدرة على فرض أمر واقع مرفوض جملة وتفصيلا اعتمادا على فهم مغلوط لما تبديه الأطراف الأخرى من صبر يستند على الإيمان الكامل بأن الحقوق ستحفظ وأن نهاية التسويف الإثيوبى لا يمكن أن تكون إلا الخضوع للقانون والالتزام بالتعهدات والمواثيق والاتفاقات الدولية.

مع انتقال رئاسة الاتحاد الافريقي فى دورته الجديدة من جنوب أفريقيا الى جمهورية الكونغو الديموقراطية تبدو إثيوبيا وكأنها تريد قطع الطريق على الجهد الافريقى لمحاولة حل أزمة السد. وفى الوقت الذى تؤكد فيه مصر تمسكها بالأمل فى ان يكون هناك تفاوض جاد يحفظ حقوق كل الاطراف فى اتفاق قانونى ملزم، نجد المسئولين فى "أديس أبابا" يتحدثون عن استكمال ملء خزان السد فى فيضان هذا الموسم بقرار منفرد يهدد كل الالتزامات القانونية والحقوق التى لا مجال للتهاون فيها من جانب مصر والسودان!!

مصر ــ من جانبها ــ أعادت التأكيد على موقفها الثابت حيث حذر وزير الخارجية سامح شكرى إثيوبيا من الاقدام على هذه الخطوة قبل التوصل الى اتفاق قانونى ملزم  ينظم قواعد ملء وتشغيل السد، مؤكدا على استعداد مصر لاطلاق مسار مفاوضات جادة تراعى مصالح الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) ومذكرا العالم كله بأن الدولة المصرية عبرت عن ارادتها السياسية الخالصة للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق لاثيوبيا هدفها فى التنمية ويحفظ فى نفس الوقت حقوق مصر ويؤمن دولتى المصب (مصر والسودان) من مخاطر وأضرار السد.

الرسالة واضحة والموقف المصرى لا يمكن ان يخضع لمحاولات التسويف أو الابتزاز من الجانب الأثيوبى والاشقاء فى السودان تبين لهم حجم المخاطر التى يمثلها السد الأثيوبى وهو أمر لن يحله الاعتداء الاثيوبى على حدود السودان، بل ان تفهم إثيوبيا انه لابديل عن الحل العادل والاتفاق الملزم.

مصر تقول بوضوح كامل ان الباب مازال مفتوحا للتفاوض الجاد من اجل اتفاق ملزم يحفظ حقوق كل الاطراف. وفى نفس الوقت تؤكد ان حياة مائة مليون مصرى تمثل مياه النيل موردهم الاساسى تفرض عليها ان تكون جاهزة بسيناريوهات التعامل مع كل التطورات.

الرسائل المصرية واضحة ولعل الرد الاثيوبى لا يكون ــ كالعادة ــ مزيدا من المراوغة والهروب من حروب الداخل الى المزيد من الأزمات!!