انتخابات كتالونيا| سكان الإقليم يختارون «الانفصاليين» مجددا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عززت الأحزاب الانفصالية موقعها في حكم إقليم كتالونيا، المتمتع بالحكم الذاتي، في إسبانيا، وذلك في الانتخابات البرلمانية للإقليم، التي جرت أمس الأحد 14 فبراير.

وبدا أن الكتالونيين لا يزالون يتوقون نحو الانفصال عن إسبانيا مرةً أخرى، بعد صوّتوا لتعزيز جبهة الانفصاليين، ومنحوهم الأغلبية المطلقة في برلمان الإقليم، لتكون تلك الهدية الجميلة التي منحوها إياهم في يوم عيد الحب.

وبعد فرز نحو 99% من الأصوات، أظهرت النتائج الأولية أن يحظى الانفصاليون على إجمالي من 73 إلى 80 مقعدًا في برلمان الإقليم، وذلك حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.

وهذه المقاعد المرجح أن يحصل عليها الانفصاليون هي أعلى بكثير من الحد الأدنى للأغلبية المطلقة، والتي تبلغ 68 من أصل 135 مقعدًا داخل برلمان الإقليم.

وفي الوقت ذاته، يتوقع أن يلعب حزب العمال الاشتراكي، المدعوم من الحكومة المركزية في مدريد، دورًا في المشهد السياسي المقبل، بعدما أشارت النتائج الأولية إلى حصوله على نحو 23% من أصوات الناخبين، وحيازته لنحو 33 مقعدًا داخل برلمان كتالونيا.

ذكرى الانفصال

وجرت الانتخابات بعد أكثر من ثلاثة أعوام على محاولة الانفصال الفاشلة التي كانت بدءًا من الفاتح من أكتوبر عام 2017، حينما نظمت السلطات في كتالونيا استفتاء رفضت مدريد إجازته.

وشهد يوم الاستفتاء أحداثًا داميةً بعدما حاولت السلطات المركزية بكل الوسائل منع إجراء الاستفتاء، وصلت إلى لجوء الشرطة إلى أعمال قمعٍ بحق بعضٍ ممن كانوا يريدون الذهاب إلى مراكز الاقتراع.

وأتت نتيجة الاستفتاء بموافقة أكثر من 90% من الناخبين على الانفصال، في وقتٍ بلغت نسبة المشاركة فيه 46%. وعزف غالبية المؤيدين للبقاء ضمن إسبانيا عن المشاركة في الاستفتاء آنذاك.

وعلى ضوء تلك النتائج، أقر برلمان إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا في 26 أكتوبر من العام ذاته، لتنفصل كتالونيا بصورةٍ أحاديةٍ عن إسبانيا.

لكن هذا الانفصال لم يدم سوى ليومٍ واحدٍ، فسرعان ما فرضت الحكومة المركزية في مدريد برئاسة ماريانو راخوي آنذاك الحكم المباشر على كتالونيا، وألغت الحكم الذاتي الذي يتمتع به إقليم كتالونيا، وأقالت برلمان الإقليم.

واعتقلت السلطات عددًا من قيادات الإقليم، وعلى رأسهم نائب زعيم الإقليم أوريول جونكيراس، فيما لاذ زعيم الإقليم وقتها كارلس بوجديمون بالفرار إلى بلجيكا، وهو لا يزال في المنفى خارج الإقليم إلى حد الآن.

وأُجريت انتخابات إقايم كتالونيا بعد ذلك في 21 ديسمبر، وتمكن خلالها أنصار بوجديمون من الانتصار، إلا أن المحكمة العليا في البلاد رفضت أن يتولى بوجديمون رئاسة حكومة الإقليم من المنفى.

وكانت الانتخابات التي جرت أمس الأحد ثاني انتخابات برلمانية في إقليم كتالونيا منذ محاولة الانفصال الفاشلة في أكتوبر عام 2017.

اقرأ أيضًا: انتخابات كتالونيا| استحقاق برلماني بشوائب الانفصال ومخاوف كورونا