الحقونا يا ناس ابننا تاه  محدش شاف عبد الفتاح ابني يا خلق

قصة أيمن تاه صغيرًا وعاد شابًا لأهله بعد 20 عاما من الاختفاء.. فيديو وصور

عودة ايمن مع عائلته
عودة ايمن مع عائلته

انطلقت صرخات الأم في لحظة صدمتها عندما لم ترى ابنها الصغير أمامها خاصة وأنه لم يكن يتعدى الثلاث سنوات.. «الحقونا يا ناس ابننا تاه، محدش شاف عبد الفتاح ابني يا خلق» هكذا صرخت الأم بهذه الكلمات وعيناها زائغة بسرعة البرق في كل اتجاه في محاولات يائسة للعثور على ابنها المفقود، هذه السيدة كانت والدة " أيمن" الشاب الذي عاد لأسرته بعد 21 عامًا.

قصة غريبة لا تحدث كثيرًا، لكنها وقعت بالفعل في عزبة قرية "اللشت"  بمركز ومدينة العياط، في محافظة الجيزة، وتحديدًا عام 2000، ومن وقتها لم يترك الأب المصدوم  مكانًا إلا وبحث عن ولده الصغير عبد الفتاح فيه، وكل عام يمر كان "عيد عبد الفتاح"  يرسم صورة لابنه في خياله، معتقدًا أنه سيتعرف عليه قريبًا.

تحدثت "بوابة أخبار اليوم مع والد  الشاب العائد إلى أسرته بعد تغيب 21 عامًا.

في البداية قال عيد عبد الفتاح الشهير ب "جمعه عبده"  والد " عبد الفتاح" والذي أطلقت عليه  الأسرة التي كان يعيش معها منذ اختفائه  "أيمن"، 
 أن السيدة "كريمة"  وزوجها وجدوا "أيمن" في الشارع وكان طفلًا يبلغ من العمر ثلاث سنوات وقاموا بالبحث عن أسرته وذهبوا به إلى إحدى القنوات الفضائية منذ ما يقرب 15 عاما، وتم نشر صورته، في الكثير من الأماكن للوصول إلينا، إلا أنهم لم يتوصلوا إلينا نهائيا، فقررت "كريمة" وزوجها تربيته واختاروا له اسم "أيمن" ليلتحق المدرسة، وترك أيمن المدرسة وهو في الصف السادس من المرحلة الإبتدائية، وعمل بأكثر من مهنة وأخرهم مهنة الألوميتال.

وتابع والد أيمن الحقيقي حديثه  مع محرر "بوابة أخبار اليوم"، قائلًا: " أن الصدفة وحدها هي من قادتنا إلى الأسرة التي عثرت أيمن وربته، في قرية الميمون مركز الواسطة في محافظة بني سويف حتى صار شابًا يافعًا، ومنحه اسمًا مستعارًا، واستخرج له بطاقة تحقيق شخصية "الرقم القومي" باسم "أيمن عزت عباس سلطان".

وذلك عندما كان ابنة أختي راكبه القطار، وتحدثت مع سيده كانت تجلس بجانبها وتطرق الحديث بهما حتى حكت قصة أيمن، وردت عليها  بأن هناك أسرة تبحث عن ابنها منذ أكثر من 20  عامًا.
 

وعلى الفور اتصلنا بالرجل المخلص الذي احتضن ابننا واحسن تربيته، وذهبنا  إلى منزلهم في محافظة بني سويف، وتعرفنا على ابننا وتعرف علينا عاطفيًا.


وتابع والد أيمن حديثه قائلًا؛ كان لنا أن نتأكد بالدليل القاطع والفاصل على أنه ابننا الحقيقي، وذهبنا إلى معمل تحاليل لإجراء تحليل "dna" إثبات النسب من عدمه، وكانت نتيجة التحليل الأولى أنه ليس ابننا وعندما توجهنا إلى معمل أخر في القاهرة، أخذ مسحه مني ومسحه من أيمن، وأرسلها إلى فرنسا وكانت نتيجة  التحليل أن "أيمن"  ابننا.

من جانبها، قالت والدة "أيمن" أنها كانت تتوقع رجوع ابنها رغم مرور السنين الطويلة وتغيبه عنها.

وأشارت والدة أيمن  إلى أن ما قامت به السيدة " كريمة"  من البحث الدائم عنا، لاسترجاع ابننا، نابع من إيمانها وإنسانيتها، وأنها على الرغم من سعادتها بعودة ابنها لها، إلا أنها تشعر بنوع من الحزن على طيلة السنين الماضية التي لم يكن أيمن بين أحضانها، وأيضًا للأسرة التي ربته وترعرع بينها، مؤكده أن هذه الأسرة قد تعودت عليه، وتعود " أيمن" عليهم،  إذ عاشَ معهم قرابة 20 عامًا، منذ أن كان طفلًا حتى صار شاًبا يافعًا.
 

وقالت أسرة الشاب التائه أنه عندما اختفى الطفل من والده وهو صغير لم يتجاوز الثالثة من عمره، بحثنوا عنه في كل البلاد، ولم نيأس يوما في أن نعثر عليه، وذهب والده إلى أكثر من محافظة عندما يسمع أن هناك ولد مفقود في سن ابنه.

من جانبه قال "أيمن" الشاب العائد إلى أسرته أنه سعيد جدًا بالوصول إلى أسرته، بعد هذه المدة الكبيرة من التغيب عنهم، وأنه أيضًا سوف لا يقطع الصلة بينه وبين" كريمة"  أمه التي ربته منذ صغره، ووالده الذي رباه وأحسن معاملته منذ الصغر.
فهو ما يتذكر دائمًا الحنية والحب والعطف من هذه الأسرة الكريمة.  

يذكر أن تلك الواقعة الفريدة  حدثت بعودة أيمن واسمه الحقيقي "عبد الفتاح عيد عبد الفتاح مرعي" إلى أسرته بعد غياب أكثر من 20 عامًا، وسط استقبال حافل من أسرته وعائلته وجميع أبناء قريته لعودته إليهم بكل زمن قد تغيرت فيه ملامح الجميع.


وناشد الأب المسؤولين بمساعدة ابنه في الحصول على عمل يضمن له بناء حياته، خاصة وأنه ترك المدرسة عندما كان في الصف السادس الإبتدائي.