جلال عارف

بلا إدانة أو براءة .. ماذا ينتظر ترامب؟!

جلال عارف
جلال عارف

ما إن انتهت محاكمة "ترامب" أمام مجلس الشيوخ بعدم صدور قرار الإدانة بحقه لعدم توافر أغلبية الثلثين المطلوبة، حتى عاد الرئيس السابق ليذكر أنصاره بأنه موجود، ويعدهم بمواصلة العمل على نفس الطريق الذى يقول إنه يحقق أمريكا العظمي، بينما يقول خصومه إنه لا يؤدى إلا إلى الفوضى والعنف وضرب الديموقراطية كما رأى الأمريكيون جميعا يوم اقتحام "الكابيتول" وبينما يرى ترامب فى نتيجة التصويت (٥٧ مع الادانة و٤٣ ضدها) انتصارا عظيما له، يرى خصومه انهم نجحوا فى إثبات إدانة الرئيس السابق امام الرأى العام، واذا كان الجمهوريون فى مجلس الشيوخ لم يوفروا الاغلبية المطلوبة لإدانة ترامب لاسباب حزبية.. فهذه مسئوليتهم التى ينبغى أن يحاسبهم المواطن الأمريكى عليها حتى لايتكرر ما وقع من تهديد للنظام الديموقراطى.

نتيجة التصويت تعنى أن ترامب باق فى الحياة السياسية الأمريكية حتى إشعار آخر، لكنها تقول ايضا إن معركته من أجل البقاء لن تكون سهلة، وان عليه ان يحارب على جبهات عديدة، وأنه اذا كان قد أفلت من الإدانة فى المحاكمة الأخيرة لانه لم يعد رئيسا بل مواطن عادى لاتجوز محاكمته امام مجلس الشيوخ كما كانت رؤية الشيوخ الجمهوريين.. فإن تحوله الى مواطن عادى يفتح امام خصومه كل الأبواب لمحاسبته وهو بلا حصانة!!

سيواجه ترامب محاكمات قضائية عديدة فى اتهامات تتعلق بمحاولة تغيير نتائج الانتخابات ومنها ما يتصل بعرقلة العدالة أو التهرب من الضرائب وحتى ما يتصل بحياته الخاصة بعيدا عن السياسة التى اقتحمها فى السنوات الأخيرة وكلفته جهودا لطى ملفات علاقات قديمة مازال بعضها مفتوحا!!

لكن الاخطر على ترامب ان يخوض معاركه القادمة ضد خصومه الديموقراطيين وداخل حزبه الجمهورى الذى انقسم داخليا الى عدة فرق متناحرة.. فهناك أنصار ترامب من الشعبويين والمتطرفين يمينا، وهناك من اعتبروا ترامب تهديدا لوجود الحزب وأعطوا أصواتهم لإدانته فى المحاكمة الأخيرة ومنهم جمهور الحزب المحافظ وقياداته التقليدية الذين رفضوا إدانه ترامب استنادا إلى ما يرونه من عدم دستورية الاجراء، لكنهم.. وفقا لزعيمهم فى مجلس الشيوخ ماكونيل.. لايشككون فى ان ترامب مذنب بارتكاب تقصير مشين فى أدء الواجب، ومسئول عمليا وأخلاقيا عن اثارة العنف فى اقتحام مبنى الكابيتول!!.

أغلب الظن ان ترامب سيحارب على كل الجبهات حتى يكتشف أن  لعنة الكابيتول قد أنهت سنوات الطموح وجعلت "ملعب الجولف" أقصى الامنيات!