حكاية مدينة «هابو» المقدسة عند المصريين القدماء

معبد مدينة «هابو»
معبد مدينة «هابو»

تقول إيمان أحمد باحثة في الأثار المصرية القديمة ، إن منطقه هابو هي منطقة أثرية تقع جنوب طيبة علي الضفة الغربية للنيل وتحتوي علي العديد من الأثار الهامة في مقدمتها  معبد رمسيس الثالث وهو من ملوك الأسرة العشرين.

وأضافت «أحمد»،  إن المدينة تحتوي علي العديد من الصروح ولكن أشهرها هو المعبد الجنائزي لرمسيس الثالث وهو أيضًا واحدًا من أفضل المعابد في مصر وقد عرف في مصر القديمة بقصر ملايين السنين لملك مصر العليا والسفلي «وسر ماعت رع مري أمون » في رحاب أمون بغرب طيبة.

مكانتها التاريخية :

لها قدسية خاصة لدي المصريين القدماء لاعتقادهم بأن آلهة الخلق الثمانية طبقا لمذهب الأشمونين قد حط بها الترحال هنا في هذه المنطقة التي عليها المعبد ويطلق عليه أسم «حت خنمت حح» أي المتحد مع الأبدية وهو يقع في أقصي الجنوب من المعابد المشيدة للملوك ، ويبدو أن رمسيس الثالث قد أمر بتشيده في منطقة كان لها قدسية معينة بدليل ما وجد بها من معابد ومباني ترجع إلي عصور مختلفة بتبدأ من الدولة الوسطي حتي العصر القبطي .   

وصف المعبد :

يعتبر هذا المعبد من أكبر المعابد التي خصصت لتخليد ذكري الملوك في الدولة الحديثة فهو يشمل علي مساحة كبيرة تبلغ 320 متر في الطول من الشرق الي الغرب و 200م في العرض من الشمال الي الجنوب وهو المعبد الوحيد المحصن وأغلب الظن أنه شيد علي مرحلتين.

المرحلة الأولي: هي تشمل المعبد بملحقاته داخل سور مستطيل من اللبن

المرحلة الثانية: بدأت اغلب الظن في النصف الثاني من حكم الملك رمسيس الثالث وفي هذه الفترة تم تشيد السور الخارجي ببوابتيه الكبيرتين المحصنتين في كل من الشرق والغرب وقد شيد بين السوريين الشمالي والجنوبي منازل الكهنه وموظفي المعبد وقد استطاع مهندسو رمسيس الثالث أن يشيدوا السور الخارجي بحيث يضم بداخله معبد الأسرة 18 ، كما قاموا بتشيد مرسي للسفن .

أمام المدخل المحصن في الجهة الشرقية كما حفروا بركة أيضا ولعل هذا ما ينطبق علي النص الذي سجله رمسيس الثالث في بردية هاريس عن معبد مدينة هابو .

وقد سورت منطقة المعبد كلها كما هو متبع في أغلب المعابد المصرية بسور ضخم من الطوب اللبن يبلغ ارتفاعه 17.7 م يتقدمه سور اخر عبارة عن حائط حجري ذو شرفات يصل ارتفاعه الي 3.9 م وقد اتخذ السوران زوايا قائمة في الركنين الشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي أما الأجزاء المماثلة في الشمال الغربي والجنوب فكانت منحنية.

ندخل لزيارة المعبد من المدخل الموجود في الجهة الجنوبية الشرقية وهو عبارة عن بوابة كبيرة كان يكتنفهما من الجانبين حجرتان للحراسة لنصل إلي ما يطلق علية بوابة رمسيس الثالث العالية وهو بناء فريد من نوعه في مصر القديمة .

وقد أمر رمسيس الثالث بتشيده علي نمط القلاع السورية التي تعرف باسم مجدول وهو يتكون من برجين ذو شرفات يتواسطهما بوابة وهي التي تمثل المدخل الي هذة المنطقة المقدسة .

تمثل المنظر التي علي الجدران الخارجية لهذة البوابة العالية المناظر المعتادة التي اشتهر بها أغلب ملوك الدولة الحديثة فهناك مناظر تمثل رمسيس الثالث يقوم بضرب الأسري الأسيويين أيضا أمام الاله أمون رع رب طيبه ممثلا للجنوب علي الواجهه الجنوبية براس لبؤة .

بعد ذلك نترك هذة البوابة الضخمة نري علي يمين المعبد الذي ينتمي للأسرة 18 ونري علي اليسار، أيضا المقابر ذات المقاصير للاميرات عصر الأسرتين 25,26 وهي الأميرة أمون رديس الأولي أبنه الملك الإثيوبي كاشتا والأميرة نتوكريس حفيدة أمون ريدس والأميرة شب إن اويت ابنه بع إنخي الثاني والأميرة محت إنوسخت زوجه بسماتيك الاول وام نتوكريس وأغلب مناظر هذه المقاصير تصور الأميرات في علاقتهن المختلفة مع الألهة والإلهات .

اقرأ أيضا:مناقشة مستقبل الإعلام في العصر الرقمي بجامعة القاهرة