سر رسالة تهديد طه حسين بالقتل

طه حسين
طه حسين

في سنة 1926 أصدر الدكتور طه حسين الأستاذ بالجامعة كتابا باسم "في الشعر الجاهلي" وبمجرد صدور الكتاب قد تحركت جهات كثيرة تطالب بمعاقبته. 

 

تحركات قادها الملك، والبرلمان، والسفير البريطاني، والحكومة والصحافة، بل إن رئيس الوزراء هدد بالاستقالة، وشكلت لجنة قالت في تقريرها إن الكتاب أضاع على الناس وحدتهم القومية والعاطفية والسياسية والأخلاقية.

 

اقرأ أيضا.. نجاح الموجي يحرز هاتريك في الأهلي.. والسر فاروق جعفر

 

 وتلقى طه حسين تهديدا بالقتل عن طريق خطاب بالبريد يقول فيه صاحبه إنه يقسم بالله أن يقتل طه حسين إن لم يتوقف عن الهجوم على الدين، واضطر البوليس أن يفرض الحراسة على منزل طه حسين لمدة شهرين كاملين حماية له من التهديد المتوقع بالقتل.

 

خطاب التهديد القصير معناه أن صاحبه المجهول لم يعد يرفض رأي طه حسين فقط، ولكن يريد أيضا قتل صاحب الرأي ويرفض وجوده أصلا بتلك الحالة الهيستيرية التي أصابت معارضوا كتاب طه حسين الذين تغافلوا أن المفكر ليست مهمته أن يلطم الخدود، وأن يجلس القرفصاء ويتحسر على الماضي ويندب حظه.

 

إن المفكر مهمته أن يفكر.. مهمته أن يبحث ويقارن ويفحص ويراجع.. المفكر مهمته أن يطارد الأكاذيب بعقله لا أن تطارد الأكاذيب عقله، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في 7 يناير 1970.

 

المفكر ليس شخصا  يأكل وينام ويستريح البال.. إنه شخص يحمل الهموم، شخص ينزعج ويقلق ويسخط ويختلف ويناقش ويشك ويتساءل.. إنه ليس طفلا يريد العودة إلى رحم أمه حيث الدفء والراحة.. إنه ليس واحدا من القطيع.