يوميات الاخبار

ابتسم أنت فى الهجانة

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

قبل أيام وجد أهالينا فى عزبة الهجانة أنفسهم على موعد مع السعادة، فقد حل عليهم ضيف أصبح يتمناه كل مصرى أن يحل عليه ليرسم على وجهه السعادة، فقد عهدناه لا يحمل معه سوى بشائر الخير والتنمية.

على غير موعد وجد أهالى الهجانة أنفسهم وسط قيادة الدولة الرئيس عبد الفتاح السيسى ود. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ومعهما 11 وزيرا وعدد من القيادات التنفيذية الكبرى بأجهزة الدولة.. ولخص الرئيس بكلمات بسيطة سبب الزيارة بأن الهدف تفقد أحوال أهالينا وإخوتنا سكان عزبة الهجانة.

ميدانيا تفقد الرئيس ومرافقوه من التنفيذيين الأوضاع على الأرض وحاور الرئيس التنفيذيين أكثر من مرة حول ما يمكن فعله لفتح شرايين حياة لسكان المنطقة.. الزيارة التى وصفت بالتاريخية خلصت إلى ضرورة إعادة تأهيل الهجانة وتحويلها من تكتل عمرانى كبير غير مخطط بالكامل إلى منطقة تتمتع بالخدمات من أجل توفير حياة لائقة للمصريين من خلال فتح محاور بعرض وطول المنطقة والارتقاء بجودة الحياة بعد الانتهاء من فتح المحاور عبر تطوير خدمات التعليم والصحة والمرافق.

زيارة أركان الدولة لمنطقة الهجانة لن تكون الأخيرة فالزيارة لم تنته بعد وقد أعلن الرئيس أنه لا يصح أن توجد فى مصر عشوائيات من خلال التوسع فى المدن الجديدة التى بلغت 30 مدينة فى الست سنوات الأخيرة بينما أنشأت الدولة 23 مدينة جديدة فقط على مدى الـ35 عاما السابقة.

هنيئا لأهالينا فى عزبة الهجانة.. هنيئا لأهالينا فى الأسمرات.. هنيئا لأهالينا فى البشاير وكلها مشاريع تستهدف القضاء على غول العشوائيات.. وهنيئا لشعب مصر بقيادة لا تعرف سوى العمل والعمل والعمل وفق مواعيد محددة ووفق أعلى المعايير العالمية.

الفكر السليم

تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسى للنادى الأهلى بحصوله على برونزية مونديال أندية العالم ليست مجرد تهنئة لفريق فاز بالجهد والعرق وقدم أداء مشرفا لبلده فى تظاهرة كبيرة يشهدها العالم أجمع فقط بل كانت رسالة بأهمية الرياضة فى حياة الشعوب فالرياضة لم تعد كرًّا وفرًّا وكرة فى الشباك بل أضحت أسلوب حياة من باب أن العقل السليم فى الجسم السليم فالعقل السليم يستطيع أن يبدع.. يستطيع أن يعمل.. يستطيع أن يفكر جيدا بعيدا عن التطرف.. يستطيع أن يقارن الأشياء ويتعرف على مدلولاتها.

الرئيس أراد أن يثبت لشباب مصر أن الرياضة حق لكل شاب مصرى نريده جيلا قادرا على مواجهة التحديات فالرياضة خط الدفاع الأول ضد الإدمان بكافة أنواعه من المخدرات وحتى إدمان النت باعتبار أنها لم تعد ترفا وتعد إحدى أذرع القوى الناعمة لإظهار البلد فى أزهى صورة أمام العالم فهى أصبحت معيارا لتقدم الأمم تعكس مدى تقدم نظامها التعليمى والصحى والاجتماعى وظهر ذلك جليا فى نجاح مصر فى تنظيم مونديال العالم فى اليد رغم التحديات الكبيرة التى تفرضها ظروف مواجهة جائحة كورونا.

قولوا لعين الشمس

أرفع القبعة لمن أطلق على المصرى ألقاب الجدع الشهم اللهلوبة متقد الذكاء فالمصرى مهما كان مستوى تعليمه تجده نابهًا والأمثلة كثيرة وأبرزها الفلاح الفصيح الذى يعبر عما بداخله بمختلف الطرق وأحيانا بطرق مبتكرة يعجز عنها الكثيرون.. ولنا فى حدوتة أغنية قولوا لعين الشمس التى شدت بها الراحلة شادية مثال لحداقة وفهلوة المصرى الذى حتما سيعبر عما بداخله مهما كانت الأوضاع.

فى ٢٠ فبراير ١٩١٠ أقدم الشاب المصرى إبراهيم نصيف الوردانى على قتل بطرس باشا غالى وأمطره بعدة رصاصات أردته قتيلاً لأن غالى صادق على أحكام محكمة دنشواى الشهيرة بإعدام ٦ فلاحين مصريين قتلوا جنودا بريطانيين قتلوا فلاحة مصرية أثناء صيدهم الحمام.

الوردانى شاب مصرى أرسلته أسرته إلى أوروبا مطلع القرن الماضى لدراسة الصيدلة فى سويسرا ثم سافر إلى إنجلترا لدراسة الكيمياء.. وعند عودته عام 1909 انضم للحزب الوطنى الذى كوَّنه مصطفى كامل وتزعمه من بعده محمد فريد، وانضم لجماعة سرية لمقاومة الاحتلال ورأى أن غالى خائن ويستحق القتل وقرر اغتياله، وعند القبض عليه قال إنه غير نادم على فعلته ووجهت إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.

فى 18 مايو 1910 أصدرت محكمة الجنايات حكمها بإعدام الورداني، وفى صباح 28 يونيو 1910 تم تنفيذ الحكم واحتشدت الجماهير الغاضبة رفضا للحكم الجائر وكانت ليلة حزينة على كل المصريين، وردد البعض الأغنية العميقة والضاربة فى عمق الوجدان المصرى "قولوا لعين الشمس ما تحماشى.. لاحسن غزال البر− أى الوردانى− صابح ماشى".

عام 1966 بثت الإذاعة المصرية أغنية شادية الجديدة "قولو لعين الشمس ما تحماشى" التى أعاد صياغة كلماتها الشاعر مجدى نجيب ولحنها الموسيقار المعجزة بليغ حمدي.. ولم يكن صوت شادية أول صوت يغنى قولوا لعين الشمس فالأغنية الأصلية صدرت 28 يونيو 1910 بصوت العالمة "نعيمة شخلع" التى كانت واحدة من أشهر "أُسْطَوَات" شارع عماد الدين.

الأمثلة كثيرة لأغان عاشت فى وجداننا ولا يعرف الكثيرون منشأها وسببها مثل: يا بلح زغلول وعدى النهار وغيرها وكلها دلائل على الذكاء الفطرى للمصريين.

الكلبة "كونا"

تستوقفنى كثيرا حكايات الحيوانات التى تمارس الرحمة بأرقى معانيها بينما نجد بعض البشر يمارسون العنف بأحط صوره ويزداد الألم عندما تطالعنا الصحف بشكل يكاد يكون يوميا بحوادث عنف أسرى تقشعر لها الأبدان مثل أب يجرد طفلته من ملابسها ويحاول إحراقها أو أم تقتل أبناءها أو أب يقتل أبناءه أو زوجته أو زوجة تقتل زوجها أو أب يعرض ابنه للبيع.. والغريب أن جميعها صور بشعة لم نألفها من قبل أو على الأدق تزايدت.

منتهى التناقض أن تزداد رقة الرحمة لدى الحيوانات بينما تتفاقم حدة العنف لدى البشر ما يستدعى التفكير فى المستجدات التى قادت السلوك البشرى لمثل تلك الأفعال المشينة التى تترفع عنها حتى الحيوانات المفترسة وقصة أنثى الأسد التى ماتت تأثرا بعدما افترست غزالة واكتشفت فيما بعد أنها كانت حاملا فى غزال صغير.. مشهد جنين الغزال أثر فى أنثى الأسد فماتت كمدا رغم أن الافتراس طبيعتها التى جبلها الله تعالى عليها.

كلبة تدعى "كونا" فى مدينة نيويورك احتضنت قطتين خجولتين وأخذتهما تحت جناحها لتلعب دور الأم مع القطتين الصغيرتين.. مالكة الكلبة وتدعى آسا قالت إن "كونا" أصبحت مثل أم للحيوانات الأخرى وكانت تظهر بشكل أكبر وتزدهر أكثر، كلما طالت فترة رعايتها.

ليت بعض البشر يتعلم من سلوكيات الكلبة "كونا" وإذا لم يستطع الرعاية الحقة فعليه أن يترك من يستحق رعايته لرعاية رب العالمين ولا يؤذيه.. بمعنى أن يرحم أو يترك الأمر برمته لرحمة الله تعالى.

الطبيب المتحرش

ديننا الحنيف وجميع الأديان السماوية تأمرنا بالستر بمعنى عدم تقصى سقطات الغير وفضحها فرب العزة اختار الستار اسما من أسمائه الحسنى وحض على الستر فى أكثر من موضع.. من هذا المنطلق سعدت بتوصية المجلس الأعلى للاعلام بعد التناول الإعلامى المسهب لواقعة الطبيب المتهم بالتحرش بالرجال لجميع الوسائل الإعلامية بالحفاظ على الجانب الأخلاقى ونبذ كل ما يمس بالجانب الأخلاقى كون تناول مثل هذه الوقائع الفردية واللت والعجن فيها يشوه صورة المجتمع.. وفى الحقيقة أن الأولى بمثل تلك التوصيات المهمة والضرورية وسائل التواصل الاجتماعى التى امتلأت بالتحفيل بل والتجريح على الفاضى والمليان لذا أناشد الجهات المختصة بحث وسائل أكثر فعالية على هذا المارد الذى فرض نفسه فرضا على المجتمع بما يبثه من مواد تحرض على الفتنة وتزرع الشقاق بين فئات المجتمع وأناشد البرلمان الجديد بغرفتيه "النواب والشيوخ" إعمال البحث فى تشريع يضمن للمجتمع السلامة من هذا الحصان الجامح الذى يضرب بعرض الحائط كل القيم والأعراف والتقاليد على أن تشارك جميع مؤسسات الدولة فى إعداد ذلك التشريع ليأتى مواكبا للتطورات التى يشهدها العالم بشكل يكاد يكون يوميا.. لم تعد السياسة كما كانت فى الماضى أفيون الشعوب بل سبقتها مواقع التواصل الاجتماعى فى قوة التأثير لدرجة وصلت لأن تكون محطم الشعوب.

أخطار مواقع التواصل الاجتماعى طغت على فوائدها ومن هنا وجب التشريع المنظم لها ورغم صعوبة ذلك كونها وسائل عنكبوتية يصعب محاصرتها لكن أقل واجب المحاولة وعدم ترك حبل مواقع التواصل الاجتماعى "على الغارب".

قالوا فى الأمثال:

اللى يحبه ربه يحبب فيه خلقه.

امشى عدل يحتار عدوك فيك.

مراية الحب عمياء.

اللى خدته القرعة تاخده أم الشعور.

اللى اختشوا ماتوا.

خدوهم بالصوت ليغلبوكم.

اتمسكن لحد ما اتمكن.

اتقل عالرز يستوى.

امشى على مهلك توصل بسرعة.

الأرض تضرب ويا أصحابها.

اتداين وازرع ولا تتداين وتبلع.

عصفور فى اليد خير من عشرة على الشجرة.

اتلمت المقشة مع البلاعة والاتنين بقو جماعة.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا