نهار

أيام رومانتيكية!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

كان صديقى الراحل الشاعر حلمى سالم، يضحك جدا حين يسمع رنة هاتفى المحمول، بموسيقى أغنية عبد الحليم حافظ (أنا لك على طول).. يضحك ساخرا "لست رومانتيكية إلى هذه الدرجة.. عليك بتغيير رنة هاتفك فورا، ووضع بدلا منها موسيقى أغنية والله زمان يا سلاحي∪!!.. وبدورى كنت أبادله الضحك.. "لكن والله زمان يا سلاحي، هى أيضا رومانتيكية"!!..

احذر المرأة الرومانتيكية..

تحذير تبادله الرجال، وربما النساء أيضا... صورة لعاطفة مفرطة أو سذاجة مفرطة!!

كنت فى السابعة من عمري، وعبد الحليم يغنى فى الراديو المعلق على حائط البيت (باحلم بيك).. أذكر تماما كيف شددت كرسى خشبي، لأقف فوقه، وأقترب تماما من الراديو، وأبكى دون أسباب!!.. كنت أصغر من الأسباب، لم تكن طفلة السابعة تعرف الحب بعد، ولا تعرف انتظار من تحلم به.. لكنها فى الأغلب كانت تعرف (الحلم).. فى الثالثة أو الرابعة من عمري.. كانت (حصة الأحلام).. تسدل المعلمة ستائر الفصل، وتطالبنا أن نضع رءوسنا فوق المكتب أمامنا، لننام ونحلم!!.. هكذا كان (الحلم) هو الدرس الأول، والقيمة الباقية من سنوات الدراسة الأولى.. وكانت (الحرية) هى نشيد الصباح فى طابور المدرسة الإعدادية (ناصر يا حرية... يا وطنية.. يا روح الأمة العربية).. قيم شاركت فى التكوين، ليس بالإمكان زحزحتها.. لا فرق بين (عيد الحب) و(عيد الثورة).. لا فرق بين (أنا لك على طول) وبين (والله زمان يا سلاحي).

سنوات وسنوات، لتصبح رنة هاتفى الحالى موسيقى الألمانى كارل أورف (كارمينا بورانا).. ورغم أنها موسيقى لقصائد لاتينية قديمة موضوعها الحياة والحب والربيع.. لكن ما إن يرن هاتفي، حتى يضحك من حولى (ما كل هذه المعارك النحاسية؟!!).