تقول وفاء محمد نوارج باحثة في قسم الأثار الاسلامية، أن «بهرام بن يزدجر» الخامس أحد ملوك الدولة الساسانية، والمعروف بـ «بهرام جور» وحكم إيران في الفترة من 430م وحتى 438م، هو بطلها ملك ساساني كان محباً عاشقاً وتعرفنا على هذه القصة من خلال نماذج في مقتنيات متحف الفن الاسلامى .
وأضافت «نوارج »، أنه بعد تولي الحكم كان في أحد الأيام يتجول بجوار قصر الخورنق فوجد قاعة مغلقة لا يدخلها أحد
أمر بفتحها فوجد فيها سبع لوحات لسبع أميرات هن بنات الأقاليم السبع «الصقلية - المغربية - الهندية - التترية - الصينية - الخوارزمية - الرومية» ، كن غاية فى الجمال نظر اليهن جميعاً وافتتن بهن واعتاد يومياً الخروج للصيد والعودة للوحات لسرد بطولاته أمامها وعندما استتب له حكم إيران أرسل إلى حكام الأقاليم السبعة يطلب الزواج من الأميرات وتم له ذلك .
وتابعت، قائلة : وجاء له مهندس معماري يسمى « شيدا» وعرض عليه أن يبني له قصرًا ذا سبع قباب على أن تكون كل قبة بلون وشكل مختلف وتفرش كل قبة بلون خاص بها، ويرصعها بأحجار كريمة من لونها.
وصار «بهرام جور» يقضى كل يوم من أيام الأسبوع في قبة مع إحدى الأميرات، السبت في القبة السوداء مع الأميرة الهندية، والأحد في القبة الصفراء مع الأميرة المغربية، والاثنين في القبة الفضية مع الأميرة التترية، والثلاثاء في القبة الحمراء مع الأميرة الصقلية، والأربعاء فى القبة الزرقاء مع الأميرة الخوارزمية، والخميس في القبة ذات لون خشب الصندل مع الأميرة الصينية، ويوم الجمعة فى القبة البيضاء مع الأميرة الرومية وكان إذا ذهب إلى إحداهن كان يلبس ثوبًا من لون القبة إكرامًا لهن والقصة مزخرفة على سلطانية خزفية من إيران ومحفوظة بالمتحف الإسلامى.
نبذة عن صحن من الخزف المينائى
وأضافت أنه يقصد بالخزف المينائي الخزف ذي الألوان المتعددة تحت الطلاء الزجاجي الشفاف، وأطلق عليه في اللغة الفارسية «هفت رنگ» وتعني الألوان السبعة.
ويعد من أشهر أنواع الخزف الإيراني الذي أنتجتنه العديد من المدن الإيرانية، القرن 6-7هـ/12-13م، وقد تميز بتعدد موضوعاته الزخرفية، وعمد الفنان إلى تنفيذ موضوعات تصويرية كاملة على هذا النوع من الخزف، مستوحاة من القصص الأدبية الإيرانية، ومتأثرة بزخارف مدرسة التصوير السلجوقية التي كانت تعتمد أحياناً على التذهيب، مثل قصة الأميرات السبع، وقصة بهرام گور وأزده هذا إلى جانب تصاوير لأمراء وأميرات بين رجال الحاشية ونسائها، أو رسوم صيد وقتال وطرب، وقد ظهرت التأثيرات التركية على الخزف المينائى من خلال تنفيذ السحن التركية التي تتميز بالوجوه المكتنزة والبشرة ذات اللون الأبيض، والشعر المسترسل والسوالف الطويلة.
كما تميز هذا النوع بوجود رسوم لحيوانات مثل رسوم الجمال والأسماك وغيرها، بالإضافة إلى أشكال خرافية قوامها شكل جسم أسد ورأس آدمي، وزينت حواف الأطباق أحيانًا بشريط من الكتابات يشير إلى الموضوع الزخرفي المنفذ على التحفة، ولم يغفل الفنان كذلك في زخرفة هذا النوع عن تنفيذ الرسوم النباتية المتنوعة فجاءت بأسلوب يتميز بالدقة والإتقان.
تعد من أبرزها قصة «بهرام كور وأزده » ، "جور" التي جاءت ضمن حكايات الخزف المينائي ، وقالت أن «بهرام» كان حاكماً إيرانيا ولقد حكم كما قيل 18سنة و10شهور ويقول الطبري أنه حكم 23 عاماً، وكان حاكماً موفقا سياسياً وأجري مصالحة مع الروم بعد هزيمة جيشه، وكان عدلاً وأهتم بالعلوم والأداب وحث الناس على الزراعة وكان محبا للصيد واللهو.
إقرأ أيضا ..بدء حملة تنظيف وصيانة التماثيل بالميادين العامة بجميع محافظات الجمهورية
