أسدل الليل ستائره، وتلألأت النجوم في السماء، بينما كان الأشقاء الصغار يلعبون، ويمرحون فوق سطح المنزل، حيث وقفت شقيقتهم الكبرى، تبدأ بالعد، ووجها للحائط، حيث سارع أشقاءها للاختباء وراء برميل تآكل بعض أجزاءه من الصدأ، وما إن توجهت إليهم، للإمساك بأحدهم، فوجئت بهم يجهشون في البكاء، وتعلو وجوههم علامات الذعر، والهلع، يشيرون بأصابعهم إلى البرميل، وانعقدت ألسنتهم عن الكلام، تتزايد دقات قلوبهم بسرعة شديدة من هول المشهد، حيث جزء من هيكل عظمي يتدلى داخل البرميل.
أقرا ايضا| «الداخلية» تكشف قضايا كسب غير مشروع بـ13 مليار جنيه
انطلقت صرخاتهم مدوية، هرول على إثرها الجيران، والذين ابتلعتهم الدهشة، والرعب أيضا، وعلى الفور انتقل رجال مباحث قسم شرطة الدخيلة، لكشف غموض الجريمة والتي وقعت على رؤوس الجميع كالصاعقة، وتمكنوا من القبض على المتهم الرئيسي " الأب" الذي قام بدفن جثة داخل البرميل، التي تبين بأنها جثة أم الأطفال الأبرياء، وشاء القدر أن يكشف جريمته بعد مرور ٥ سنوات من ارتكابها.
وأمام وكيل أول نيابة الدخيلة بالإسكندرية، وقف الأب المتهم يروي تفاصيل جريمته قائلا: لقد تزوجت من أم أطفالي الصغار منذ ١٠ سنوات، ونشبت بيني وبينها المشاكل لأتفه الأسباب، وكثرة طلباتها في الأونة الأخيرة، فلم أتحمل كل هذه الصغوط، وقمت بتطليقها، لكنني فوجئت بها ترفع دعوى نفقة لها وللأولاد، فلم أستطع سدادها، وصدر حكم قضائي بالحبس، وأثناء فترة قضائي للعقوبة قررت واتخذت القرار للانتقام منها، وبعد خروجي من السجن، توجهت إليها، وأوهمتها بأنني ندمت، وسوف أقوم بتربية أولادي، وتلبية كل طلباتها.
وبعد مرور أسبوع، وعقب نوم أولادي، توجهت إلى المطبخ، وأمسكت السكين، وأجهزت عليها وهي تغط في النوم، ولكن بتقطيع أجزاء من جسدها، وخبأتها داخل البرميل، وأحضرت كميات من الأسمنت، والرمل، ووضعتها فوق جثتها حتى لا تنبعث أي رائحة.
وفي اليوم التالي توجهت إلى قسم الشرطة، وقمت بتحرير محضر لتغيبها، واختفاءها، وإنني لم أعلم عنها شيئا، وعندما كان أولادي يسألوني عنها، أو أي أحد من الأقارب أخبرهم بأنها تركت المنزل،بعد مشادة ، ومشاجرة نشبت بيني وبينها، وسافرت، وعشت حياتي مع أولادي لمدة ٥ سنوات، عد ارتكاب الجريمة، واعتقدت بأنني سوف أفلت من عقاب القدر الذي كشف جريمتي، بعدما تسبب هطول الأمطار في تآكل جسم البرميل، واكتشف أطفالي الجثة، وهم يلعبون الأستغماية فوق السطوح.
صرح وكيل النائب العام بدفن جثة الزوجة بعد العرض على الطب الشرعي، وتقرر حبس الزوج القاتل ٤ أيام على ذمة التحقيقات، ومراعاة التجديد في الميعاد، وتقديمه لمحاكمة عاجلة.حكايات الحوادث
