«مي زيادة».. حبها الأول سبب إنهاء حياتها الأدبية في مستشفى الأمراض العقلية

مي زيادة
مي زيادة

كانت مي زيادة دائمة التعلق والتصديق لمشاعر الحب التي يصرح لها بها الطرف الأخر، وذلك ما دغعها للوقوع في العديد من الخيبات، والصدمات وكانت بداية تلك الصدمات ونهايتها على يد نفس الشخص ، الذي يربطهما صلة رحم ودم قبل علاقة الحب فهو ابن عمها.....

أول حب في حياة مي زيادة... خانها

كانت مي زيادة ابنة وحيده لأبويها وتعلقت بابن عمها في فترة المراهقة، ولكنه خانها وقتها وارتبط بأخرى فرنسية، وذلك سبب صدمة كبيرة لمي ولكنها تجاوزت الصدمة مع الوقت، ولكن بعد سنوات طويلة توفي أبويها وحبها الأخير جبران خليل جبران، وكانت في تلك الفترة تقيم في مصر، ولكنها كانت تعاني من الشعور بالوحدة رغم كثرة الأصدقاء والمعجبين.

وفي تلك الفترة تواصلت مي زيادة مع ابن عمها بعد انقطاع سنوات، وطلبت منه أن يأتي إلى مصر ويأخذها لتزور قبر والديها، فوافق ولكنه كان يخبيئ في قلبه الكثير من الخطط والأحقاد لم تشعر بها مي.

كان ابن عم مي زيادة يشعر بالغيرة والحقد تجاهها ويرغب في سرقة كل ما تملك، وجعلها توقع على توكيل رسمي واستطاع من خلاله أن يستولي على كل ما تملك، وعندما وصل بها بيروت، وضعها بمستشفى الأمراض العقلية، والتي ظلت بها لمدة تسعة أشهر، في البداية لم يعلم أحد أين اختفت مي زيادة..

حاولت مي زيادة أن تتواصل مع أصدقائها من الأدباء والمفكرين، في كل مكان ولكن محاولاتها فشلت، إلى أن تردد في الأوساط اللبنانية خبر حبسها في مستشفى الأمراض العقلية، فوكلت إحدى العائلات الكبيرة والثرية محاميًا ذكيًا، وضع خطة يثبت خلالها للعالم أجمع أن مي زيادة ليست مجنونة وبكامل قواها العقلية.

خطة ذكية.. أنقذت مي زيادة من الجنون

زار المحامي مي زيادة في مستشفى الامراض العقلية، وطلب منها أن تلقي محاضرة للطلبة بالجامعة الأمريكية، ليثبت من خلالها للعالم كله أنها مازالت تحتفظ بعقلها، وهذا ما حدث بالفعل، وعلمت الرئاسة اللبنانية ما حدث فأصدرت قرارًا عاجلًا بعرض مي زيادة على متخصصين للتأكد من عقلها، وثبت بالفعل أنها بكامل قواها العقلية، وتم إخراجها من المستشفى، وبعدها عادت إلى مصر، ولكن كانت قد خسرت كل ما تملك.

وظلت في مصر تعيش حاله من العزلة والحزن عما وصلت إليه، حتى موتها في مستشفى المعادي العسكري في 17 أكتوبر 1941م، عن عمر يُناهز 55 عاماً وَلَم يَمشِ في جنازتها سِوى ثَلاثة: أحمد لطفي السيد، خليل مطران، وأنطوان الجميل.