بياعين الهوا ليميتد

ادفعى يا فوفو

بياعين الهوا ليميتد
بياعين الهوا ليميتد

 

دخلت المدام فيكى على السيد برهان بلبل بعد أن شمت رائحة البيض تملأ الشركة، والسمن البلدى تطشطش فى المكان كله، غاضبة جدًا بلا سبب مفهوم: ايه الريحة دى يعنى احنا كنا ناقصين رسوم جديدة!. رثوم ايه يا فوفو، روقى. رسوم على فاتورة الكهرباء. ليه يا فوفتى.. عشان الفُرجة ع التلفيزيون. طيب اديكى بتقولى أهو؟.. بتتفرجى ليه!، وفين الكلام ده يا فوفو؟..

− بيقولوا فى القاهرة واسكندرية.

− وانتى ثاكنة فين يا روحى؟. 

− ساكنة فى القاهرة.

− طب لو الحكاية كده بثيطة.. عزلى يا فوفو، روحى الجونة، ممتاذة الجونة والله.

كحت فيكى كُحة خرجت من نخاشيشها، وقالت: "جونة ايه، بقولك هاندفع فلوس، لا لا لا أنا مش حمل الكلام ده تاني، انت عارف السيجارة بتاعتى بقت بكام دلوقتى!"

كان السيد برهان قد قرر أن يقلى كل يوم بيضتين عيون بعدما خسر رهانه على أن أسعار البيض سترتفع ارتفاعًا خرافيًا فى الأيام الماضية، فاشترى مخزونًا جيدًا من البيض بأنواعه ليضمن احتكارا معتبرا فى سوق البيض خلال الأيام القادمة، واصطحب معه فراخ بياضة، لضمان كفاية الانتاج، لكن أسعار البيض للأسف انخفضت على عكس المتوقع، ولبس بلبل كل ما خزنه من انتاج، فنصحه تجار البيض بقليه عيون يوميًا، ورأى فى الموضوع لذة البحث عن حقيقة جدلية قديمة وهى البيضة كانت أولا أم الفرخة. فنظر الى فيكى التى لم تبدو له لحظتها أكثر من مساعدة شيف سكة، وسألها:

انتى جبتى الكلام ده منين؟. من التلفيزيون. 

− كويث والتلفيذيون ده بيشتغل اذاي؟. بالكهرباء، تمام.. يبقى تدفعى فاتورة اللى اتفرجتى عليه.

− خلاص هابيع التلفيزيون، وهاتفرج على الانترنت.

− عبيطة.. فُرجة ع النت يعنى موبايل وراوتر، يعنى كهرباء أكتر، يعنى هاتدفعى هاتدفعى..

− طب وان مادفعتش؟.

− تاخدى غرامة.

− طيب انا مش عايزة اتفرج خالص، انا هاعمل أى حاجة فى الوقت ده، ممكن أشرب شاى. 

− هايل بث الغلاية كمان بالكهرباء، يعنى هاتدفعى أكتر. 

− طيب أقرا..

− ممتاذ.. بث القراية كمان يعنى فاتورة كهرباء، يعنى هاتدفعى يا فوفو.

− أيوة يعنى هى الرسوم ع الكهرباء واللا ع التلفيزيون؟. 

− اللى تشوفه يا قمر. 

− بتكلم بجد. 

− ع الكهرباء، بس رايحة للتفليذيون يا فوفو.. وبعدين هى يعنى أول مرة؟.. طب مانتى بتدفعى للنضافة بقالك ثنين، لو مضايقة كده خلاث ماتتفرجيش ع التلفيذيون يا عمرى.

− يعنى كده مش هادفع؟

− لا هاتدفعى..

− ادفع ليه!

− وماتدفعيش ليه؟

− عشان مش موافقة على الرسوم.

− مش مهم.

− يبقى أتفرج.

− بث ماترجعيش تقولى مش دافعة.